قد يجول بذهنك الكثير من الأسئلة لعل أهمها يدور حول السعادة وكيفية الحصول عليها، فإن ذهنك يصور لك البعض من الإشكاليات التي تبدو مبهمة بالنِّسبة لك، سنذكر البعض منها:
_ هل أنا سعيد حقًا؟
_ لماذا لستُ سعيدًا في حياتي؟
_ هل السعادة صعبة المنال لهذه الدرجة؟
_ ما طرق السعادة؟
_ كيف أصبح سعيدًا في حياتي؟
_ لماذا.. ولماذا…؟
بالضبط كونك إنسان مثلي ومثل الآخرين ستسأل نفسك هاته الأسئلة، لكن ربما أنك لن تجد الجواب قط، وهذه لا تعتبر مشكلة؛ لأن غالبًا ما يسلك البعض الطرق الخاطئة لكسب السعادة والتي سنعرفها الآن، لكن قبل هذا وذاك لنعرف أولًا معنى السعادة.
السعادة وكيفية الحصول عليها
ما معنى السعادة؟
من التحليل المنطقي للسعادة وبعيدًا عن شروحاتها لغة وإصطلاحًا قد تبين أن السعادة ما هي إلا شعور جميل مؤقت يعيشه الإنسان خلال لحظات معينة والملفت للانتباه أن السعادة هي مؤقتة وليست دائمة.
ماذا نعني بمؤقتة؟ ولماذا ليست دائمة؟
لو كانت السعادة دائمة لما أصبحت سعادة، فقط تخيل معي كونك اليوم سعيد وغدًا سعيد وبعد غد أنت سعيد أيضًا والشهر القادم أنت أسعد إنسان والسنة القادمة أنت لا زلت سعيد وبعد عدة سنوات سعيد أيضًا.
ستصبح السعادة مملة بالنسبة لك وستحاول البحث عن شيء أفضل ولكن للأسف لا يوجد ما هو أفضل من السعادة؛ لذا فهي شعور مؤقت يأتي ما بعد الحزن لتتذوق من لذة الحياة شيئًا، فالحياة كالبيانو فيها أصابع سوداء وأخرى بيضاء علينا العزف على الاثنين لنعطي الحياة لحنًا جميلًا.
ما الطرق الخاطئة التي يسلكها البعض في جلب السعادة؟
في جلب السعادة يسلك معظم الناس الطريق الخاطئ؛ لذا قد تعود نتائج الفشل بالسلب على حياتهم، لهذا ينبغي عليك معرفة أسباب تعاستك أولًا، فلا يمكن ملئ دلوِِ مثقوبِِ قبل معرفة مكان الثقب وإصلاحه؛ لهذا لا يمكن سلك طريق السعادة إلا بعد معرفة، ما الذي يجعلك غير سعيد في حياتك؟ ثم بعد معرفتها ماذا سيحصل؟
ستحاول بعدها الابتعاد عنها ثم ستجد نفسك سعيدًا هكذا وبكل بساطة ولنفهم أكثر سنأخذ مثالًا بسيطًا.
لديك ولد ذو أربعة عشر ربيعًا يكذب كثيرًا لدرجة أنه أنفر الناس جميعًا منه حتى والداه، بالرغم من التربية الصالحة التي تلقاها منهما وبسبب هذا أصبح وحيدًا في دنياه، ابتعد عنه أبيه وأمه، أصدقائه وإخوانه، عائلته وأحبابه، وحين أصبح وحيدًا تعيسًا في دنياه قرر إصلاح نفسه واللجوء للصدق وبعدها تقبله الناس وأصبح بينهم ونيسًا يعيش في حب وسلام.

السعادة وكيفية الحصول عليها
ما أسباب التعاسة؟
من أهم الأسباب التي قد تؤدي بك للتعاسة يومًا والكآبة أيام هي “الوحدة”، فمهما مثل الإنسان وأتقن في تمثيله أنه يعيش سعيدًا وهو منعزل عن العالم إلا أنه يكذب، بكل بساطة فالإنسان بطبيعته يحتاج ونيسًا آخر ليشاركه حياته وقراراته ومشاريعه وأمور أخرى، يحتاج لشخصِِ يلهيه قليلًا عن أفكار بشعةِِ متواجدةِِ في كل عقل منا.
شخصِِ يؤنس وحدته ويراعي مشاعره ويشاركه بالحب النقي الطاهر. لا يُشترط حبًا من نوعِِ آخر ولكن حتى حب الأم لطفلها لهو أنقى الحب وحب الرب لعبده لهو الأفضل.
لديك امرأة في سن اليأس متربعة هي تعيش في بيت كبيرِ بمفردها، بالرغم من أنها قد أنجبت أطفالًا عدة في العشرين من عمرها لكن هجرها الكل وزوجها توفته الحياة وهي لا تعاني من أي مرضِِ عضوي والحمد لله، لكن الزمن قد رسم بالهم لوحة على وجهها، دائمًا مهمومة وتفكر وشاردة الذهن والخوف تملك قلبها، أضحت تخاف وترتبك بكثرة وتعيش داخل أفكار سوداء حياة أخرى وبسبب هذا أصبحت والسرطان صديقة وماتت في حسرتها.
وفي قرية أخرى رجل آخر فقير مصاب بالسرطان كداءِِ والعياذ بالله يعيش بين أبنائه وأحفاده والبيت بأصوات ضحكهم عال والحنان ودفئ القلوب باقِِ، وكان كل مرة يتعرض فيها للإشعاع يذهب رفقة أبنائه ويشجعونه ويطمئنوه وهو بينهم سعيد إلى أن مات والبسمة على ملامحه مرسومة.
هكذا هو الحال كلنا ميت ولكن السؤال المطروح كيف عِشت قبل الممات؟ هل أنت راضِِ عن تلك المسماة بالحياة أم لا؟ أنت الآن اختر أي حياة تريد.
هل السعادة مرتبطة بالمال؟
البعض منا يربط السعادة بالمال وأنا ليست لي نظرية محددة، لكن ما أعلمه حقًا أن الكل يريد أن يصبح غنيًا وأنا منهم، لكن هل الغني سيُسعدني في حياتي أم لا؟ لا أعرف حقًا ولا أنت ستعرف ولكن قد وجدت في حياتي أشخاصًا يتمنون من البساطة حياة، وحين تسألهم: “ألم تعجبكم حياتكم؟ حياة المال والسخاء؟” يقولون: “بل حياة تساهم في الجفاء” ويتمنون لو عاشوا مكانهم، لكن أغلبهم لن يتخلى عن حياته لأنه ذاق من اللذة نصيب وإنما يريدون بداية جديدة تتخذ من البساطة تاريخًا وعدم التكلف عنوانًا.
في كوخِِ صغير يعيش 10 أشخاص حياة فقيرة بمعنى الكلمة، ويأتي وقت الغداء تضع الأم طبقًا واحدًا في الغرفة الوحيدة فيجتمع أمامه العشرة ويأكلون منه قليلًا، كل واحد منهم يحاول أن يأكل قليلًا ليترك لأخيه كثيرًا، ثم يسهرون في غرفتهم الضيقة ويستمتعون بأوقاتهم كثيرًا.
وفي حي فاخر يعيش أربعة أشخاصِِ في منزلِِ واسعِِ، لكن كل واحدِِ منهم ربما لا يرى أخيه إلا مرة في العيد ثم بيت آخر غني ولكن أفراده سعداء يعيشون بحب وهناء.
الغنى والفقر ليس مقياسًا للسعادة وإنما المقياس الحقيقي هو غنى القلوب وفقرها.
وإذا سألتني عن السعادة الحقيقية سأخبرك أنها “الرفيق الأعلى” أي أن السعادة ليست في الدنيا بل في الآخرة لذا اعمل جيدًا هنا لنيلها هناك.
السعادة هي الشيء الوحيد الذي يتعارض مع قانون الرياضيات فكلما أشركت فيها غيرك تضاعفت لديك.
للمزيد:
عشر طرق للوصول إلى البساطة فى حياتك وتبسيط حياتك مفتاح السعادة
2 تعليقان
السعادة ، مثل الصحة واالزدهار والنجاح في مساعينا ، شيء نسعى جميعً ياة اليومية ا لتحقيقه. من ناحية أخرى ، قد يكون العثور على السعادة في الح
أمًر عة متنوعة من العوامل األخرى في وظيفتنا وحياتنا ، مما يجعل ا صعبًا. السعادة ، كحالة عاطفية مرغوبة بشدة ، قد توجد مؤقتًا أو تتأثر بمجمو
.من الصعب العثور عليها
تمثل الاختلافات في ظروف الناس جزءًا صغيرًا فقط من التنوع في تقييمات السعادة الخاصة بهم. يبدو أن غالبية ما يؤثر على السعادة يتحدد بالشخصية ، والأهم من ذلك ، المواقف والأفعال التي يمكن تعديلها. نعم ، يمكنك أن تتعلم كيف تكون سعيدًا – أو على الأقل أكثر سعادة. على الرغم من أن الكثير من الناس يعتقدون أن السعادة تأتي من أن يولدوا أثرياء أو جذابين أو يعيشون حياة خالية من الإجهاد