ما هي السعادة الحقيقية .. الكثير منّا يريد السّعادة الحقيقيّة في الحياة و يضلّ طوال حياته يبحث عنها فهناك من يجدها و هناك من يسعى الى تحقيقها بأيّ ثمن و هناك من يجلس و ينتظر حتّى تأتي إليه، حيث يختلف النّاس في تحديد السّعادة الحقيقيّة باختلاف اهتماماتهم و احتياجاتهم و يعتقد البعض أن السّعادة الحقيقيّة تكمن في امتلاك أموال ضخمة و منهم من يتخيّلها في منزل فخم و سيّارة فاخرة و البعض يراها في مناصب مرموقة أو في متعة الجمال أو في كثير من الأطفال.
ما هي السعادة الحقيقية؟
يقول الرّازي: “يشترك الإنسان في لذّة أكل و شرب كلّ الحيوانات حتّى أبغضها و من ناحية أخرى ليست نفسًا بل نتيجتها هي دفع الألم و و الدّليل هو أنّه كلّما زاد جوع الشّخص زاد استهلاكه للطّعام و كلّما قلّ الجوع قلّ استهلاك الطّعام” حيث يعتبر الفلاسفة المسلمون السّعادة الحقيقية تكمن بإشباع متعة العقل و الرّوح بالمعرفة و العلم بالإضافة إلى تقدير قيمة الأعمال القائمة على الجهد الذّهني و زيادة قيمتها و هنا يتّفق عليه الكندي و ابن مسكويه و الفارابي و ابن رش في أنّ السّعادة الحقيقيّة تتجلّى في طلب علم الحكمة و الفلسفة و عمل العلوم المنطقيّة و النّظريّة من أجل تحقيق نتائج منطقيّة و نظريّة في النّظرة و الحقائق الصّحيحة و تجدر الإشارة إلى أنّ الفلاسفة المسلمين و اليونانيين القدماء متّفقون على أنّ السّعادة الحقيقيّة تتجلّى في الإيمان و العمل السّليم و البناء و إدراك العقل و الفكر لإتمام ملذّات الدّنيا و هذا الأسلوب الأفضل للارتقاء بالأمم و تحقيق السعادة في النهاية.
توجد زروع و أسس السّعادة في كلّ البشر لكنهم يبحثون عنها دائمًا خارج أرواحهم و أنفسهم ممّا يستنفد طاقاتهم في العمل و الأسرة و المال و الطّعام ليشعروا بها لفترة قصيرة من النّور و بعد ذلك يبحثون في دوّامة للحصول عليها مرّة أخرى و بالتّالي على الإنسان أن يبحث عن السّعادة الحقيقية بداخله فقط و إلاّ فلن يجدها في أي شيء خارجي حقًا.
هذا ما قاله الفلاسفة لكن أنا عكس ذالك فالسّعادة الحقيقيّة تكمن في القرب الى الله و الرّضاء بقضاءه و قدرة خيرا كان او شرّا و الايمان به و برسله و كتبه و ملائكته و القضاء و القدر كما اجد الرّاحة النّفسيّة في تلاوة القرأن الّتي تبعث لي الرّاحة و الشّفاء من جميع الاسقام و الامراض النّفسيّة كما انّ القناعة بما كتبه الله لنا سوى في معيشتنا و رزقنا فلا يجب انن نظر في ما يملكه غيرنا يجب ان نقتنع برزقنا فالقناعة كنز لا يفنى كما انّ برّ الوالدين و طاعتهم و صلة الرّحم و كفل اليتامى و اعانة المسكين تحقّق لنا السّعادة الحقيقيّة الّتي يبحث عنها جميع البشر.