حكايات معالي
تصرخ كعادتها؛ فيتجمع الجيران، ويتوقف كل من تصادف مروره في الشارع. إنها معالي السيكوباتية التي تقدم لكل من يعرفها حكاية جديدة مثيرة. مرًة في كل شهر، بل في كل أسبوع؛ بالإضافة إلى مفاجآت موسمية. فأمواج حكاياتها لا تنتهي، وإنما قد تهدأ ثم تثور.
في هذه المرة خرجت هي وأبناؤها الخمسة خلف ساكن البدروم الجديد والدماء تنزف منه وتدخل أحد المارة لإنقاذه وسألها:
– هو عمل إيه.
معالي: (ساكن من شهرين عندنا في البدروم)، ( صحيح دفع التأمين إيجار سنة، ودفع مقدمًا ست شهور)، (ودفع الكهربا والميه مقدمًا)، (ومش بيعمل إزعاج أبدًا، وبينفذ كل اللي بنطلبه منه).
– طيب. يعني إنسان طيب!!
معالي: أيوة بس كل يوم تجيله عربية مخصوص تاخده وترجعه، وتجبله طلبات دليفري؛ أكل وحلويات وفاكهة، وعامل مغسلة ياخد حاجاته ويرجعها. ويأجر عمال يرتب البدروم كل يومين. ومركب خط نت لوحده، وطبق دش لوحده … حرررراااام. حررراااام أعصابنا تعبت. وبيرفض يخلي أطفالنا تدخل عنده….. الأطفال أحباب الله. ينفع ده كله يحصل في الحارة وفي بدروم معااالي؟! فين حق الجار؟… وفين حق الأطفال؟ هنأكل عيالنا منين؟
2- حضانة معالي
قررت معالي ذات مرة أن تهتم بتربية النشء، ولها الأجر والثواب عند الله -عز وجل- فأنشأت حضانة، واستقدمت مربية فاضلة لتعليم الأطفال القرآن، والحروف والأرقام، ولاحظت المُعلمة أن معالي تستدعي أطفالًا معينين، وتطلب منهم أن يحكوا قصصًا عن أسرهم حتى يتعلم منهم الآخرون، وبعد فترة استدعت الشرطة المعلمة لتسألها عما يحدث في الحضانة؛ فحكت لهم ما لاحظته.
وما كان من أمر طلبات معالي من أطفال بعينهم؛ وبعد أن تأكدت الشرطة من عناوين هؤلاء الطلاب؛ تم تفسير حالات السرقة التي انتشرت في الحارة. وتم إغلاق حضانة معالي.
3- مركز معالي الصحي
فاجأت معالي أهل الحارة بلافتة وضعتها أعلى باب البدروم مكتوب عليها (مركز معالي الصحي) وشاركت طبيبًا وأحضرت ممرضة، وتكفلت هي بالإدارة وما أدراك ما إدارة معالي!. وسارت الأمور طبيعية إلى أن جاء يوم وضعت فيه لافتة من القماش في الشارع وعليها شعار: (خذ لقاح كورونا من مركز معالي الصحي).
بعد فترة جاوزت بضعة أشهر، زاد عدد زوار المركز، ومما أثار الدهشة شعور السعادة الغريب الذي يغطي وجوه الزوار وهم خارجون من المركز.
بعد ذلك بأسبوع خرجت معالي وهي تصرخ:
– حررررام. تشمّعوا المركز ليه؟ دا بيبسط ناس كتيييير!!!! كتييير أووووي!!!!
للمزيد:
أضواء على الطريق … (قصة لأسامة الأديب)
على غير موعد… (قصة لأسامة الأديب)
1 comment
شكر لفريق عمل الموقع