ما هو سر السعادة .. لطالما كانت السعادة مرادنا و لطالما بحثنا عنها في كل زمان و مكان، في كل شخص و في كل شيء، في كل حلم و في كل هدف… فما هي السعادة؟ و ما هو سرها؟
ما هو سر السعادة؟
السعادة هي شعور داخلي بالسلام و الطمأنينة نابع الامتنان لنعم الخالق، الرضا بالحياة، تقبل الأشخاص و الظروف الصعبة و عيش الحياة باستمتاع. إنها حالة يعيشها الإنسان تتحدد من خلال نظرته الإيجابية لما حوله و تفاعله الحكيم مع الظروف المحيطة.
بمعنى أوضح إن كنت تنتظر الحصول على السعادة من الخارج فأنت تهدر وقتك و لن تصل إلى ما تريد. فالسعادة بيدك و أنت وحدك من تصنعها عبر التركيز على نفسك. فكيف السبيل لذلك؟
بداية أغمض عينيك و ابدأ يومك بالامتنان شاكرا الله على كل نعمه التي لا تعد و لا تحصى من عقل قادر على التفكير و الابداع و حل المشكلات و تحقيق النجاح، حواس، أمان ، حب، صحة، حرية، فرصة حياة… و هذا الامتنان سيخلق لديك شعورا بالرضا بما أعطاك الخالق و بحياة أنت من تقرر كيف ستحياها، و ذلك بأن تتقبل الأشخاص الموجودين فيها فتحترمهم و تتفهمهم و تعذرهم لناحية تفكيرهم و سلوكهم، فالله خلقنا لنتعارف لا لنتقاتل و نتصارع، فكثرة الوفاق نفاق و التقبل هو المفتاح للعيش بسلام، و ألم يكن الله قادرا أن يخلقنا أمة واحدة؟ هذا أولا، وأما ثانيا بأن تتقبل الظروف الصعبة من إجتماعية أو إقتصادية أو عائلية، فتتأقلم مع ما لا تستطيع تغييره و تعمل على إيجاد الحلول لما تملك زمامه.
و التقبل لا يعني الاستسلام و الخضوع إنما يعني أن تكون محايدا و متحكما بأفكارك و مشاعرك و تصرفاتك فلا تؤذي نفسك بسبب شخص أو ظرف ما، و أن تذكر دائما الآيات:
( فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم) ( و من يتق الله يجعل له مخرجا/ و يرزقه من حيث لا يحتسب).
و ختاما استمتع بحياتك بكل لحظة فيها، من فنجان القهوة صباحا مع إشراقة الشمس و فرصة حياة يوم جديد، إلى لقاء من تحب من زوج و أولاد و أهل و أصدقاء بعيدا عن التذمر و الشكوى و السخرية و الانتقاد و السيطرة و النميمة و الغيبة إنما لقاءهم بالتركيز على الإبتسامة و التفهم و تقديم يد العون و القول الحسن و نشر الفرح، إلى ممارسة هواياتك و أعمالك اليومية بشغف، إلى الجلوس مع نفسك جلسة سلام لتزكيها و تنميها، إلى البوح بمكنوناتك لربك، إلى العطاء من كل قلبك من وقت أو جهد أو مال أو علم أو ابتسامة…
أولازلت تسأل عن سر السعادة، أنت هو السر. فماذا تنتظر؟ أن تجلس عجوزا في أواخر أيامه نادما متحسرا على عمر مضى لم يعرف فيه طعم السعادة، أو أن تبدأ من الآن مشوار السعادة من أعماق نفسك. الخيار بيدك فلا تضع عمرك تعيسا.
2 تعليقان
كتبت هذا المقال عن تجربة شخصية فمنذ أشهر قليلة وصلت لقناعة تامة بعد جلسات مطولة مع نفسي أن السعادة تنبع من الداخل فقط و لم أعد انتظرها من الخارج بل أصنعها كل لحظة بنفسي و استمتع بابسط الأشياء في يومي
شكرا على هدا المقال المفيد الدي يتحدث عن سر السعادة