“فطوم الحب الضائع” في غضون عام 1988 ذهب حمدان ليومية جني قطن في حقل عمه محمد أبو رشوان، حمدان يبلغ من العمر 19 سنة، شاب أبيض البشرة، متوسط الطول، مليء الجسم، قامت بالعمل بجواره فطوم بنت عمه محمد أبو رشوان، فتاة جميلة تبلغ من العمر 14 سنة، وأثناء جني القطن، وحرارة الشمس التي تلهب الجسم بحرارتها، تبادل حمدان وفطوم النظرات والكلمات، التي توحي بالراحة والإعجاب، حتى عدى النهار بتعبه وعمله.
إلا أن ذهن حمدان وقلبه تعلق بفطوم، كلمات فطوم وصوتها يملأ آذان حمدان، أحبها حمدان بل عشقها، أحب عفويتها، أحب صوتها أحبها كلها .
أما فطوم كان حمدان بالنسبة لها شيء عادي، يوم عادي، كم سمعت فطوم من كلمات الإعجاب!، ونظرات الشباب التي تلاحقها أينما ذهبت.
فحمدان بالنسبة لها واحد من عشرات الشباب الذين يتمنون الزواج من فطوم بنت الحاج محمد أبو رشوان الثري ماليًا والمرتاح ماديًا.
وبعد يومية جني القطن بأسبوع جاء لحمدان عقد عمل للعمل بالكويت، ففكر حمدان وقال في ذهنه “أسافر سنتين للكويت، والحالة تصبح فل الفل، واعمل قرشين تمام، وأهدم البيت العرش، وأقيم منزل بالإسمنت والمونة، وأخطب فطوم بنت الحاج محمد أبو رشوان، وبالطبع سيوافق لأنني هبقي غني ومبسوط”.
وبالفعل سافر حمدان للكويت، ودارت العجلة، وتوافر لدى حمدان مبلغ من المال بعد ستة أشهر من العمل والكد. فبعث لأمه شريط تسجيل في ظرف ورقي، وقطعة قماش كستور ومبلغ من المال لهدم المنزل وعمل العمدان.

فطوم الحب الضائع
وفي المرة القادمة إن شاء الله هبعت مبلغ لإتمام السقف بالمونة والإسمنت وتشطيب الشقة، ولما وصل الشريط فرحت أمه به وفرحت أكثر بالمال ، وفرحت أكثر بقطعة القماش الكستور، وتجمعت العائلة في المندرة لسماع الشريط في التسجيل ذو البطارية التي هي عبارة عن حجارة .
وبعد مدة ليست بالطويلة قامت حرب الخليج، ورجع حمدان ولم يحصل على باقي أجره لدى الكفيل، رجع حمدان لأرض الوطن بملابسه ليس إلا .
خبر كالصاعقة
وأثناء الليل دارت الحكايات عما شاهده حمدان من صعوبات في رحلة العودة. وبعد ذهاب الضيوف الذين ذهبوا لحمدان للاطمئنان عليه، تحدثت الأم عن أن أهم شيء الرجوع بالسلامة لحمدان. ثم أردفت الجدة تتكلم في موضوع آخر لم يجرؤ أحد على أن يتكلم فيه أمام حمدان.
حيث قالت الجدة: امبارح كانت خطوبة فطوم بنت الحاج محمد أبو رشوان على فخري ابن العمدة ليلة جميلة.
نظر الجميع نظرة دهشة لكلام الجدة وحاولوا إسكاتها لكن دون فائدة.
وحمدان أخذه الذهول من صاعقة الخبر على نفسه، وقال في نفسه “فطوم حب عمري، فطوم راحت، فطوم اتخطبت لابن العمدة”.
الأم: اشرب عصير ليمون يا حمدان .
حمدان: فطوم.
الأم: تناول فطير مشلتت.
حمدان وعليه الحسرة وعيناه شاردتان: فطوم.
للمزيد:
على غير موعد… (قصة لأسامة الأديب)