يعتبر الأدب القصصي من أكثر الأنواع الأدبية شعبية لدى القراء لقدرته على سرد حكاية وإعطاء عبرة ومعنى في صفحات قليلة وكثر هم الأدباء الذين كتبوا في هذا النوع حتى لو كانوا يكتبون في أنواع أخرى لقدرته على جذب القراء كان من بينهم الأديبة كوليت خوري وقصة دمشق بيتي الكبير.
من هي كوليت خوري؟
كوليت خوري هي شاعرة وروائية وقاصة سورية، ولدت عام 1931 في عائلة مرموقة جدًا فهي حفيدة المناضل فارس الخوري، حاصلة على شهادتين جامعيتين وهي الحقوق من بيروت واللغة الفرنسية من دمشق وهي أديبة جريئة جدًا ووطنية كتبت عن حرب تشرين (أكتوبر) وعن المرأة السورية والعربية.
تعتبر كوليت خوري رائدة في النسوية العربية وقد تجلى ذلك في كتاباتها من أشعار وقصص وروايات، بالإضافة إلى أنها أول سيدة تكسر التابوهات المحرمة في المجتمع السوري والعربي بشكل عام وتتطرق لقضايا حساسة في أعمالها.
وكان أبرز هذه الأعمال رواية (أيام معه) التي صدمت بها النقاد السوريين والعرب بتطرقها لمواضيع لم يتطرق لها أحد سيما نفسية الأنثى ووجهة نظرها في الحب دون قيود أو تلميع، بالإضافة إلى أنها غيرت الصورة النمطية عن الأنثى فكان في قصصها ورواياتها الكثير من النساء القويات والقياديات اللواتي لم يجعلن من الفشل في الحب نهاية لحياتهن.
قصة دمشق بيتي الكبير:
دمشق بيتي الكبير هي قصة للأديبة السورية كوليت خوري ظهرت في مجموعة قصصية بعنوان (دمشق بيتي الكبير وحكايات في البال)، اعتمدت فيها كوليت خوري أسلوب السهل الممتنع، حيث أن القصة بحد ذاتها تعتبر حكاية لطيفة لا تحمل الكثير من الأحداث الصادمة لكن تفاصيلها ساحرة وصعبة وتظهر فيها ثقافة الكاتبة وإلمامها الكبير ببلدها ومدينتها.
تحكي القصة عن فتاة سورية دمشقية تعشق مدينة دمشق وزائر عراقي لا يعرف عن دمشق أي شيء ويتطلع لإنهاء عمله فيها والعودة لبلاده، وعندما تعرف البطلة بذلك تصر أن تعرفه على جمال مدينتها فيوافق الزائر على الفكرة مرحبًا، لكن في زحمة محاولاتها أن تجعله يعشق مدينتها كما تعشقها لا تنتبه إلى أنها وقعت في حبه إلا بعد أن يسافر.
ووسط كل ذلك استطاعت كوليت خوري أن تعرف القراء من خلال البطلة على أهم معالم دمشق وأبرز القصص الخالدة فيها بأسلوب لطيف وممتع.
أصدقاء القصة:
استطاعت كوليت خوري من خلال هذه القصة أن تحصد الكثير من الإعجاب والإطراء سواء من الجمهور أو النقاد، فالقراء أحبوا هذه القصة التي عرفتهم على دمشق من وجهة نظر الحب وأما النقاد فاعتبروا هذه القصة الأفضل في مجموعتها القصصية.
رأت رنا العسلي أن كوليت خوري في هذه القصة رصدت كل التداعيات التي عاشتها بإتقان، وأنها قدمت هذه القصة دون أن تتخلى عن أسلوبها الروائي فخرجت بمزيج سحري رائع.
رضوان هلال رأى أن هذه القصة تنم عن انتماء حقيقي بين كوليت خوري وبين أرض وهواء دمشق وموروثا اجتماعيًا أصيلًا.
تقول إحدى الصحفيات عن قصة دمشق بيتي الكبير أن الأديبة كوليت خوري تنجح في استجلاب القارئ إليها وفي مشاركته ذاكرتها ويومياتها عبر السرد الدرامي والتراجيدي الذي تعتمده في كتاباتها السردية.
عندما يكتب الكاتب من داخله فإنه سينجح بالتأكيد فكيف إذا كان ما في داخله دمشق؟.
للمزيد:
رواية حضرة المحترم للكاتب الكبير نجيب محفوظ