الموسيقى دواء الحياة، لا يعرف لغة ولا تمييز، تستطيع أن تفهمه وأن تشعر فيه، هو الفن، تجسيد الجمال وخلقه الذي ينطلق من الطبيعة والحياة ويسمو بهما إلى ما فوقهما، فكما تتراقص حبات التراب حين تستقبل المطر المنعش بعد ظمأ.
هكذا تطرب أحاسيس المتذوقين حين تتعطر بإبداعات الفن، وشجرة الفنون الكبيرة وكل وجوه الفن رائعة وألوانها ساحرة ولكن جذع هذه الشجرة هو الموسيقى، لغة النفوس، تحكي ما يكنه القلب للقلب.
فإذا لم يسمعها الأصم شعر بها وإذا لم يراها الأعمى تنشق رائحتها الطيبة، وإذا لم يمدحها الأخرس، ناب عن لفظه الدمع، والدمع أفصح مترجم. فكيف يمكن أن يكون تأثيرها في حياتنا وما التحديات التي تعصف بالموسيقى!.
هذه الشجرة التي تتغذى بالنور والهواء والسماء والتراب… لا تعطي إلا ثمرة الصفاء والنقاء، لكن مع تلوث الهواء بالجنون والفوضى فهذه الثمرة ستفقد نضارتها.
يا ابنة النفس والمحبة، يا إناء مرارة الغرام وحلاوته، يا لسان المحبين ومذيعة أسرار العاشقين! هي التي تبث في عروقي الحياة والأمل وتنقلني على أجنحة سحرية إلى الدنيا الروحانية المترفعة عن العالم المادي. فأخطو بخطى خفيفة على السحاب وأنسى وجود الأرض وأضيع فيها كالأنهار في البحار.
الموسيقى دواء الحياة
المحبة والتناغم
تحن الصخور وتحني السنديانة العتيقة، تطرد ظلمة النفس وتنير القلب وتظهر أعماقه غارسة فيه بذور المحبة والتناغم. فإذا ما بكى الرضيع اقتربت منه والدته وغنت بصوتها هي ليست مجرد أنغام، بل هي وسيلة تواصل اجتماعية تربوية لالتقاء الذهن والروح.
كما نراها خير صديق للإنسان في حالات القراءة والدراسة ولا تخلو جلسة أو مكان عن وجود الموسيقى فيه. فهي تريح النفس وتخدر التعب والإرهاق حتى أن الرازي لاحظ أن المرضى المصابون بأمراض تسبب آلامًا موجعة ينسون هذه الآلام ويشملهم الهدوء بمجرد سماعهم للألحان الشجية والنغمات المطربة مضار يعتمد عليها أسلوبًا من أساليب العلاج الطبي.
حتى أن جبال الموسيقى لا تقف عند أفق الإنسان وحده. بل تلعب دورًا في إقبال الحيوانات على الغذاء وفي نمو النباتات كنباتات اللبلاب التي تنمو في منازل تتردد فيها الألحان الموسيقية الهادئة.
أخيرًا، ليس بين الفنون الجميلة ما يضاهي الموسيقى تأثيرًا في العواطف، باتت الداء والدواء للإنسان. فمن جهة هي حديث الملائكة ومن جهة أخرى تريك لمحة من جهنم.
للمزيد:
العلاج بالموسيقى واستخدامها كعلاج مساعد
1 comment
استعادة الذكريات السعيدة ترتبط العديد من الألحان القديمة بلحظات أكثر سعادة في حياتهم ؛ تشغيل الموسيقى لكبار السن ينقلهم إلى ذلك الوقت وتلك الذكريات. أنماط التفكير السلبي وكيفية تغييرها يمكن أن تعمل الموسيقى على تحويل الأشياء التي تجعل كبار السن يشعرون بالتعاسة أو التوتر من خلال العمل كمحفز يمكنه تعديل نمط تفكيرهم السلبي.