كيفية إنشاء محتوى جاذب للمتلقي.. اسأل نفسك: كيف يمكنني جذب المتلقي بذاك المحتوى؟ هذا سؤالٌ تقينا الإجابة عنه الكثير من العناء ويكسبنا فهمها الكثير من الامتيازات. لذلك، يجب أن نتعلم كيفية إنشاء محتوى جاذب للمتلقي. لذلك، أقول إن كتابة المحتوى فنٌ لا يخلو من التجديد والابتكار والإبداع لجذب القاريء وتوصيل رسالة المحتوى بحذافيرها. وقبل كل شيءٍ أحب أن أقول إن المحتوى الذي تقدمه يسع غيرنا تقديمه. فكما أكتب وتكتب أنت يكتب غيرنا وهناك آخرون يستطيعون الكتابة مثلنا ويملكون الأقلام والهواتف الذكية والكفاءات اللغوية والكتابية التي تعيننا على صناعة المحتوى. لذلك، ركز على ما يميزك وعلى الفكرة التي تجعل محتواك جاذبًا للقارئ ليحقق لك وله الفائدة المرجوة.
إنشاء محتوى جاذب للمتلقي
قبل أن تكتب؛ فكر في كيفية إنشاء محتوى جاذب للمتلقي. هذا أهم ما يمكنك أن تشغل نفسك به وتحسب له وتركز فيه قبل الكتابة. لماذا؟ لأن القارئ أو المتلقي هو أهم ركن من أركان عملية صناعة المحتوى برمتها. وإن كنا نقدر هاهنا عظمة دور الكاتب أو صانع المحتوى المبدع الذي صاغ الفكرة وقدمها لنا في صورةٍ بسيطة وجذابة، لكن هذا كله لا قيمة له دون وجود جمهورٍ يشاهد ذاك المحتوى وهو منجذب إليه وينتظره بشغف.
الإبداع في كتابة المحتوى يبدأ من هنا

التحقق من جذب الفكرة للمتلقي مرحلة تسبق إنشاء المحتوى
لا تشغل نفسك بنفسك وفقط، وفكر فيمن حولك. هذا يعني أن تفكر فيما يشغل الناس. فكر فيما يجعل الناس يسهرون ليلهم أو فيما يشغل عقولهم هذه الأيام. ما هي القضايا الساخنة التي ترافقهم على وساداتهم؟ هل يمكنك استعراض تلك القضايا باستغلال طاقاتك الفكرية والذهنية والإبداعية في طرحها؟ لكن، قبل أن تهرع إلى مؤشرات البحث وتريندات جوجل أو غيرها لتنتقي شيئًا منها، اطرح على نفسك هذا السؤال: هل يمكنني كتابة شيءٍ بعيدٍ عن تلك التريندات يجذب قارئي إلي؟ بالطبع يمكنك فعل ذلك بسهولة. لكن يجب أن تكون اجتماعيًا منفتحًا على من حولك ومتابعة لأخبار العالم وما يحدث فيه.
كيفية اختيار فكرة المحتوى
في البداية، اتبع طريقة العصف الذهني مع نفسك وأفرغ محتوى عقلك وما تفكر فيه وما نجسب الناس يهتمون له في ورقة بيضاء أو على مفكرة هاتفك أو حاسوبك. فكر في عائلتك وأصدقائك وحدد ما يشغلهم هذه الأيام؟ هل يقلقون من نتيجة الثانوية العامة مثلًا؟ أم هل يفكرون في مباراة كرة قدم مهمة هذا الأسبوع؟ ربما كانت تشغلهم بعض الأمور الاقتصادية الخاصة كامتيازات مصرفية جديدة كالقروض الحسنة أو حتى الطوارئ الصحية مثل فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 (Covid-19) وغير ذلك من موضوعات. وبعد أن تنتهي من العصف الذهني لنفسك حاول أن تبحث عن أفكارك باستخدام محركات البحث أو بتصفح مواقع تواصل أو يوتيوب وانظر كيف كان تفاعل الجمهور معها.

المحتوى الجاذب يعتمد على فكرة تهم المتلقي
أيضًا، يمكنك اختيار إحدى بنيات أفكارك لكن احرص على أن يكون صوتك فيها مرتبطًا بفكرة أخرى مطروحة في ذلك الوقت. يعني هذا أن تستعرض فكرة كتوارد الأفكار أو تواصل القلوب رغم البعد من منطلق قانون الجذب لو كانت كلمة الجذب جيدة ويكثر البحث عنها هذه الأيام. كذلك، يمكنك تأليف قصة قصيرة أو كتابة محتوى إبداعي كالشعر بشرط أن تنتقي فكرة أنيقة وجذابة.
تخير عنوانًا جاذبًا للقارئ ومعبرًا عن الفكرة
أيا عزيزي القارئ لن أخفيك سرًا مهمًا دفعني إلى تغيير طفيفٍ ومهم في الكتابة أكسبني الكثير من المزايا والفوائد. في الحقيقة، ظننت أول عهدي بالكتابة أن الفكرة تسوق نفسها وكنت أسخر من قول القائلين: “الجمهور هو الملك.” أحيانًا، كنت أنتقي الفكرة التي أراها من وجهة نظري مفيدة وجميلة وأتحدث عنها لكني اكتشفت شيئًا مهمًا جدًا، وهو أن الجمهور لا ينجذب إلى العناوين التقليدية أو المتعارف عليها في أدبيات الكتابة والتأليف منذ عقود. أحيانًا ينجذب، لكن ليس بقدر انجذابه للمجددين المبدعين ومن يحسنون صياغة عنوان شيق وجذاب ويوحي لقارئه بأن الموضوع جد مهم ويستحق القراءة.
احذر هذا الأمر
وعلى الرغم من تأكيدي على اختيار عنوان جذاب، لكني أحذر كل كاتبٍ من استثارة غرائز أو شهوات الجمهور بعناوين مفبركة أو بصورٍ فيها ما فيها. فيا أخي الكريم احرص على تحري الحلال من الرزق والطيبات إذا كنت ممن يكتسبون أقواتهم من كتابة المحتوى مثلي وكن واثقًا من أن الله سيوفقك وسيعينك ويرزقك أضعاف أضعاف ما ترجوه إن أحسنت عرض فكرتك وصياغة مجتواك. لذلك، أنصح كل صانع محتوى بأن يعطي العنوان وقته ويدقق في كتابته ويجعله جاذبًا لغويًا وخبريًا أو دلاليًا بأي صورةٍ ممكنة.
جمِّل محتواك بصورةٍ معبرة وبقصةٍ شيقة إن استطعت
لا تنس أن تستعن بصورة معبرة. فالواقع ينبئنا أن الصورة عظيمة الأثر. بل قل إن الصورة قد تغني اليوم عن مليون كلمة. وبالنسبة للقصة، فعنها حدث ولا حرج. وهنا أسرد لكم قصتي. ساقتني مهامي التدريبية يومًا إلى تقديم عرضٍ تقديمي عن ريادة الأعمال. حينها وجدت نفسي أمام جمهورٍ من المتدربين المثقفين. بل كانوا حقًا من المخضرمين الذين يسبقونني في طرح الأفكار والحقائق وبعض المؤلفات المطروحة عن هذا الأمر. الطريف أنني ظللت أستمع لهم قرابة ساعة وبقي لي من المحاضرة نصف ساعة وقد أشفقوا علي يومها لصمتي. ويا لدهشتي من حرصهم على الحديث والمشاركة! هذا جيد لكني أريد المشاركة مثلهم.
القصة محتوى جاذب للمتلقي
وقتها، هداني ربي وأرشدني عقلي إلى الاعتماد على قصةٍ اقتبستها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وتصرفت في تحليل بعض جوانبها في سياق الفكرة المطروحة. عندها انتفضت وقلت للحاضرين وريادة الأعمال لها سوابق ومبادئ تعلمناها في الأزهر ومن شخصٍ غاب عن عقولكم جميعًا. عندها سكتوا وأنصتوا لي وأعينهم تشي لي بحيرة عقولهم فيما قلت.
بعد ثوانٍ من التوقف بين الصمت والتحديق في وجوه السائلين، انطلقت أسرد عليهم قصة نجاح قائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في التجارة. ولولا ما سمعته خديجة رضي الله عنها عن أمانته ومصداقيته ونزاهته وحسن تدبيره ومعاملته لمن باع له واشترى منه لما نجح وربح. كذلك، لولا حرص رسولنا الهادي على إرضاء العملاء وتلبية تطلعاتهم وحسن تواصله مع هذا وذاك لما نجح ولما ربح ولما خطبته السيدة خديجة لنفسها. كانت قصة شيقة أرضت عني الحاضرين وأشادوا بها وطلبوا مني توثيقها في محتوى يتداولونه فيما بينهم. بالفعل، فعلت ما طلبوه مني وحقق هذا المحتوى لي ربحًا لم أتخيله يومًا.
وختامًا، هذه هي كيفية إنشاء محتوى جاذب للمتلقي. فهلا اتفقنا على كون مهنة كتابة المحتوى سامية وممتعة ورائعة. يكفينا شرفًا أنها تمكننا من أن نودع في نفوس المتلقين بقيةً منا ومن أفكارنا. لذلك، يجب أن نحرص على أن نودع فيهم بقية خير ونفعٍ ورصيد معرفة. لذلك، أوصي كل صانع محتوى وأقول له دقق في كيفية إنشاء محتوى جاذب للمتلقي واجعله قيمًا أيضًا.
إقرأ أيضاً
تحسين الكتابة وإنشاء محتوى قيم
كتابة محتوى متوافق مع محركات البحث
كيف تكتب محتوى إبداعي وتشد انتباه القارئ؟
الإبداع في كتابة المحتوى – ج2 كتابة محتوى المواقع الالكترونية
1 comment
مقال مفيد جدا لكل مبتدا في كتابة المحتوي