ما هو الصدق ؟.. أصل كل خلق كريم وأساس كلّ عمل قويم به تُرفع الدرجات وتُنال الغايات وتُشيدُ الحضارات ، فلا حضارة بدون نهضة وصدق …ولا بد من صدق في المشاعر ؛ يحمل على التضحية والإخلاص وبذل كل الجهود. …
ما هو الصدق؟
يعد أنفس معادن النفوس وأرقى مراتب السمو ؛ طبعتُ البشرية على تعظيم أصحابه واتفقت الديانات على فضله وعظم منزلته.
“فأؤلئك مع الذين أنعم الله عليه من النبيئين والصدقين والشهداء “””
ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا “”…
و قد حث الاسلام عليه ووعدَ صاحبه بالأجر والفوز الكبير وحذر من ضده _وهو الكذب_ وتوعد صاحبه بالنار والسعير ..
يقول الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعلى : “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”
ويعد خير قائد للانسان يهدي صاحبه إلى الجنان بينما يهوي الكذب بصاحبه إلى قعر النيران …
به يكون العلو في الدنيا والفوز في الأخرة فبه نجا كعب ومرارة وهلال ..، بيمنا استحقّ المخلفون الآخرون اللعن بسبب كذبهم ونفاقهم.
يعيش الصادق مطمئن البال هادئ الحال بخلاف صاحب الكذب الذي يخشى دوما الفضيحة ويخاف سوء المنقلب والمآل
وهو ياسادة_ جوهر من جواهر النفس البشرية فُطرت على حبه النفوس الزكية كما فطرت على بغض الكذب والاشمئزاز منه …فهذا الامام الزهري يغضب من الخليفةهشام بن عبد الملك لما راجعه في مسألة وكذّبه فيها ويقول :
( أنا أكذبُ !! لا أبا لكَ فو الله لو نادَى منادٍ من السماء أن الله أحلّ الكذب ماكذبتْ)
وكان الإمام البخاري رحمه الله يقول :ماكذبتُ منذ احتلمت
وقد عرّفه أهل العلم بأنه : القول المطابق للحقيقة أو قول اللسان الذي يُواطئ فيه اللسان القلب…
وهو واجبٌ بالإجماع يثاب فاعله ويعاقب تاركه كما أن الكذب محرمٌ وجرم عظيم بنص الكتاب والسنة “إنما يفتري الكذب الذين لا يومنون بآيات الله “
ويتفاوتُ في القبح والإثم فأقبحه الكذب على رسول الله (ص) لأنه افتراء في الدين”من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
“ثم الكذب في الشهادة “إياكم وقول الزور إياكم وشهادة الزور”وهكذا…
وهو دأب الصالحين وعلامة المتقين وديدن المخلصين الأوابين ؛ فما الإخلاص إلا صدق في العبادة وما الأمانة إلا صدق في المعاملة ….
به لقب سيدنا أبو بكر واختاره على لقب العتيق وذي الخلال ؛ وبه شهد النبي (ص) لأبي ذر وخَص هذه الصفة بالذكر على كثرة ما اتصف به سيدنا أبو ذر من الصفات المحمودة
فعليكم به وإياكم والكذب فإنه طمأنينة والكذب ريبة”
اقرأ أيضًا
مفاتيح الفرج … لترويح القلوب وتفريج الكروب
3 تعليقات
قديما كانوا يقولون الصدق مطيّة لا تهلك صاحبها و ان عثرت به قليلا و الكذب مطيّة لا تنجي صاحبها و ان جرت به طويلا و لكن في زماننا اليوم رايت الصّدق يجمع حقائبه و رحل في زمن اصبح له الكذب بديل.
الصدق أصبح يندثر في زمننا الحالي و أخذ مكانه الكذب ، و لما رحل الصدق رحلت معه جميع الصفات النبيلة و الأخلاق المثالية و الطيبة . فالصدر أساس الخلق الحسن و مركز الأخلاق و الصفات النبيلة إذ رحل رحلت باقي الصفات الأخرى و باتت الأخلاق في خبر كان .
اتمنى لو يأتي جيل يهتم بهذه الأخلاق و يتحلى بها للنهوض بالبشرية و السير في المسار الصحيح لأن مع ما أصبح متداول أو نراه الآن لقد فسد الأغلب
يعيش الفرد المخادع في خوف دائم من انكشاف أكاذيبه ، مما يؤدي إلى الصعوبات. نتيجة لذلك ، من أجل عيش حياة هادئة ، من الضروري السير على طريق الصدق. في الحياة ، لن يؤدي هذا المسار أبدًا إلى الفشل. علاوة على ذلك ، سيظل الناس يعتمدون على الفرد الجدير بالثقة ويمجدونه. لن يترددوا في أن يعهدوا بأغلى ممتلكاتهم إلى ذلك الشخص الجدير بالثقة. على الرغم من كونه محاطًا بأجواء مروعة ، لا شيء يمكن أن يؤثر عليه.