فادي موظف في مكتب الجوزات ، يبلغ من العمر 25 سنة شاب ، ابيض البشرة ، طويل القامه ، شعره يميل الي الأصفر، يلبس نظاره نظر ،يلبس بنطلون اسود ، وقميص ابيض ، وجرافته زرقاء ، وحذاء اسود ، يعمل في مكتب جوازات مدينة (الوادي) حيث يعمل المكتب مثل خلية النحل كلا يعرف واجباته ، ومهام عمله.
فادي خلال فترة العمل يشهد مكتبه ازدحام شديد، وعملية شد ، وجذب ، بينه وبين جمهور المستعلمين ، بسبب أشياء كثيره ، منها ، عدم فهم جمهور المستعلمين للتعليمات أو بسبب استعجال الجمهور للجوازات ،أوبسبب عدم اتباع الإجراءات الصحيحة لاستخراج الجوازات من قبل الجمهور .
فادي تخرج منذ عام من كلية التجارة ، ولدية شقة كاملة التشطيب في مدينة المعادي حيث يسكن والده ، ووالدته بالدور الأول ، وشقة فادي بالدور الثاني ، فادي يبحث عن عروسه ، وله مواصفات خاصه في العروسة ، أولا : تكون خمريه البشرة أو سمراء فاتحة البشرة ، طويلة ، متوسطة الجسم ، وجهها طويل ليس بالمدور .
يركب كل يوم المترو ينظر للبنات في المترو ، وتلاحق عيناه البنات اثناء العمل ، يبحث عن عروسة ، فكل شيء جاهز في الشقة ، ما عدا العروسة .
فادي ليس لديه سوي اخته عبير ومتزوجه ، من مقاول في حلوان ، ووالدته كل يوم تختار له عروسه من بنات خالاته أو عماته الا انه يرفض الأقارب بصفه عامه حتي ولو توافرت فيها مواصفات العروسة لدي فادي .
والده كل يوم يقول له ( عايزين نفرح عشان تجيب ولي العهد ).
فادي : كل شيء بأوان بابا.
وفي يوم الأربعاء ذهب فادي للعمل صباحا ،تناول الفطار في العمل الذي هو عباره سندويتش الفول والطعمية ، وقد يكون سندويتش مكس ، او سندويتش بطاطس، وقد تجهز له والدته سندويتش بيض وتلفه في ورقة جرائد .
ثم يتناول كوب شاي ، معتدل السكر . ثم ينطلق في العمل ، ويستعد نفسيا لمقابلة جمهور المواطنين، فمن المواطنين من يفهم طبيعة العمل ، ومنهم الأمي الذي يرهق فادي حتي يفهمه المطلوب منه من المستندات لاستخراج الجواز .
وفي اثناء الزحمة ، والطوابير المزدحمة ، وصل لشباك فادي آنسه تدعي (لميس ) . وعندما راها فادي لمعت عيناه بالفرحة ، وبدت علي شفتاه ابتسامه عريضة . وقال في نفسه ، هذه هي المطلوبة . فتاه طويلة خمرية البشرة ،عيناها تسحر من ينظر اليهم .
لميس : اريد استخراج جواز سفر حضرتك .
فادي : معكي الأوراق المطلوبة ، مستعجل ام عادي ؟
لميس : معي كافة المستندات ، ومستعجل لأنني سأسافر الي استنبول يوم الأحد القادم .
فكر فادي في نفسه” هل هي متزوجه ام مخطوبه ام انسه ؟ ثم نظر في بطاقتها الشخصية ، سالي رمزي جبريل ، السن :21 سنه ، العجمي ، الإسكندرية ، آنسه. وجأت لاستخراج الجواز من هنا لأنها كانت في جامعة حلوان هنا في القاهره، وعملت البطاقة بعنوان الجامعة .
ثم قال في نفسه خير وشكلها مؤدبه .
فادي : بأسلوب ظريف بخوف شديد : البلد دي احسن من غيرها ، خير انشاء الله؟
لميس : زياره لعمي في استنبول لمدة عام .
اكمل فادي تدبيس الأوراق والمستندات الخاصة بجواز السفر الخاص بلميس ، بدبوس ابره . ثم قال : لو سمحتي 5 دقائق انسه لميس انتظري في الاستراحة .
ثم ترك فادي الشباك الخاص بعمله ، وذهب يسئل عن بدرية في شباك ” قسم المراجعة . لكي تفتح مع لميس الكلام وتفتح معها مشروع خطوبه .
فادي : اين بدرية وجدي (زميله في ادارة الجوازات) اريد منها شيئا بسرعه؟
وجدي : كانت هنا من شويه.
نادية ( زميلة في ادارة الجوازات) ردت : بدرية في دورة المياه.
فادي في نفسه : هو ده وقته .
ثم ذهب فادي الي لميس وقال : هل انتي مخطوبه ؟
لميس : افندم ! وتغير لون وجهها ، وقالت : لماذا ؟
فادي : اصل انا ! ثم تردد، وتلعثم ، وقال اصل انا..! وتغير لونه وجهه الي الأحمر .
لميس : اصل انت ايه ؟
فادي : اصل انا ببحث علي عروسه .
لميس : تمالكت نفسها ، وجمعت قواها ، وتبسمت ابتسامه خائفة ، وقالت : انت سريع اوي .
انت لسه شايفني من نصف ساعه ! ولا تعرف عني شيئا . ولا اعرف عنك شيئا.
وجدي : ينادي ” الشباك مزدحم والناس ستذهب للمدير فادي !!!.
فادي : طيب جاي ، جاي ثم وجه كلامه للميس : ممكن تليفونك .
لميس : لأ موش ممكن طبعا.
ثم تركت لميس مكتب الجوازات واختفت وسط سيارات الشارع عن عيون فادي .
ثم ذهب فادي الي شباك الجوازات الخاص به ، وهو يضرب كف بكف !
ام لميس : فيهي فرحانه ، ولكنها متخوفة قد يكون بتسلي عليها ، وعائز التليفون عشان يتسلى!!.
وركبت من محطة مصر : قطار الي الإسكندرية للاستعداد لرحلة السفر لإستنبول.
لميس فتاه وحيده ليس لها اب ولا ام ، فقد ماتوا في حادثه وهي صغيره وتعيش مع عمها فتحي في الإسكندرية .
وعمها فتحي له والدان : عادل ، ووائل ، عادل سافر الي امريكا منذ عشر سنوات وتزوج ويمتلك شركة اثاث في امريكا ، ووائل يعيش مع امه وابيه وبنت عمه لميس في شقة بالعجمي بالإسكندرية .
عمها فتحي يريد ان يزوجها( لميس ) لابنه( وائل ) لأسباب كثيره منها، كما يقولون” زيتنا في دقيقنا” . ثم ان لميس لها تركه كبيره ، حيث لوالدها قطعة ارض فضاء علي الكورنيش تساوي الملايين من الجنيهات .
فتحي يريد ان يسافر الي امريكا هو وزوجته لابنه عادل فهو لم يراه منذ عشر سنوات ، وسيستمر معه لمدة سنة ، ولميس لا يمكن ان تستمر هي ووائل في منزل واحد اثناء غيابهما.
ففكر عمها فتحي ان تسافر لميس الي عمها (وحيد) في استنبول تستمر معه هذا العام الي ان يعود الي مصر.
ام فادي ، استمر طول اليوم سرحان ، وتائهة ، ويقول لنفسه تلعثمت ، وقف لساني امامها ، آه فرصه ، وركب المترو ، وتبدو علي ملامحه علامات الغضب من نفسه .
ووصل الي المنزل فتناول الغذاء ، واحتسي كوبا من الشاي ثم ذهب الي حجرة نومه ، والقي بجسده علي السرير .
وفكر في كيفية الوصول اليها، فهي سحرته ، حبها من اول نظره ، اشعلت النار بين جنبيه، يريد ان يصل الي حيث هي تكون ، ويقول لها انه تعلق بها حتي النخاع.
وفجأة قفز في ارضية حجرة نومه ، وقال وجدتها؟
واتصل علي فوزي مسئول الأمن في مكتب جوازات الوادي .
فادي : لو سمحت فوزي يوجد ملف باسم لميس جبريل ، ممكن تحضر لي رقم التليفون المكتوب علي ظهر الملف ؟
فوزي : خمس دقائق استاذ فادي حتي احضر رقم التليفون .
بالفعل حصل فوزي علي تليفون لميس ، وسجله ودخل علي الواتس .
وبعث رساله لها : ” انا فادي موظف مكتب الجوازات ، آنسه لميس انا غرضي شريف ، اريد حلال ربنا .انا محترم وميسور الحال ”
وبعد ساعه رأت لميس رسالة فادي .فلم ترد !.
ولما رأي فادي انها رأت رسالته ، قال لها ردي عليا آنسه لميس؟ .
لميس : لم ترد !.
وتجرأ فادي وامسك التليفون ، ونبضات قلبه تزداد ، واحس بخوف ؟
ورن علي تليفون لميس .
فردت لميس : مين ؟
قال : انا فادي بتاع مكتب الجوازات .
لميس : فيه حاجه ناقصه في الورق استاذ فادي ؟
فادي : لأ بس انا عائز ، عايز اتكلم معاكي شويه ، انا قلت لكي انا ببحث عن عروسه ، وانا عندما شوفتك معرفش ايه حدث لي؟
لميس : كده بسرعه ، انا اولا معرفكش ، ولا اعرف حاجه عنك ، وانا عايزه واحد يحبني ، يحتويني، اكون انا حياته واهله ، وكل حاجه بالنسبة له .
فادي : ان كل يوم بشوف اشكال وألوان ، بس انتي اللي قلبي تعلق بيكي لميس .
لميس : انا مسافره تركيا يوم الأحد لعمي وحيد ، انا ليس لدي عائلة لا اناث او ذكور، ابي وامي ماتوا في حادث وكان عمري 10 سنوات ، والذي تولي مسئولية تربيتي وتعليمي عمي : فتحي .
وانا عايزه واحد اعمل معاه عائلة ، يعوضني عما فاتني من حنان امي ، وعطف ابي ، يعوضني عن تعبيرات الحب التي حلمت ان أراها في عيون ابي وامي .
فادي : سأكون لكي كل شيء في الحياه ، ستكون مهمتي في الحياه ارضائك وسعادتك .وسآتي بعد غدا الجمعة لكي اطلب يدك من عمك فتحي .
وجاء يوم الجمعة وذهب فادي الي بيت لميس ، وطلب يدها من عمها فتحي .
عمها فتحي : لميس ستسافر يوم الأحد وهنسيب الموضوع ده لما تعود لميس من تركيا! .
فادي : لأ يا عمي انا علي استعداد اتجوز خلال اسبوع قبل ما حضرتك تسافر امريكا .
عمها فتحي : طيب سنفكر في الأمر ونأخذ رأي لميس .
ورجع فادي الي القاهرة ، وهو حائر من امر عمها ، الذي يحاول ان يرفض يده ، الا انه لا يوجد عيب يستند اليه في الرفض ، وهو يعرف من التعبيرات التي تظهر في ملامح ونظرات ، وتلميحات بنت اخية لميس، انها ستوافق علي الزواج مني .
وفي يوم السبت العصر اتصل فادي علي لميس ، فأخبرته بأن عمها يرفض خطبته لها ، بحجة انه طمعان فيما لديها من اطيان .
وحدث شد وجذب وقررت لميس ألا تسافر الي تركيا .
فتدخلت زوجة عمها فتحي وقالت فتحي (بنت اخيك امانه ، ويتيمة الأب ، والأم ، والله سيحسبنا علي ظلمنا لها ، والزواج قسمة ونصيب ).
واتصلت لميس علي فادي : فادي ابلغك خبر سيسعدك “عمي وافق علي خطبتك وسيرجئ السفر لأمريكا حتي يتمم زواجنا ويطمئن علي” .
فادي : لميس انا هطير من الفرحة ، انا حاسس ان الدنيا كلها جميلة ، سأخذ من اختارها قلبي ، سأخذ من تعلق بها قلبي .
لميس : انت عارف ان اختارك ليه فادي ووافقت عليك ؟
فادي: ايه لميس ؟
لميس :بسبب (love expression). اكسبريس لايف .
فادي : موش فاهم حبيبتي .
لميس : عندما تقابلنا في مكتب الجوازات والدنيا زحمه رأيت في عينك وحركاتك وهمساتك ونظراتك ، تعبير الحب الذي ابحث عنه ، صدق العاطفة ، لهيب الأشواق انه كما يقول الأجانب اكسبريس لايف.
وتم الزفاف بحضور الجميع ، ووقف العروسان يده في يدها ويد العريس الأخرى علي كتفها ، وتظهر في عيناهما تعبيرات حب لا ينتهي.
د: اسامه شاهين
الموضوع : من اختيار الإداره
إقرأ أيضاً
