حلم العودة
ظل يحلم بالعودة إلى مصر؛ بعد أن قضى ما مضى من عمره رفقة والديه في دولة الإمارات؛ فلما أذن الله عاد.
عودة في الموعد
وفي الميعاد استقبلته سيارة غالية الثمن استأجرها أعمامه؛ لينقلوه فيها من المطار إلى إحدى القرى ذات الكثافة السكانية في محافظة الشرقية. وما إن وطئت قدماه قرية أبيه التي لم يرها من قبل؛ حتى أقبل على التهام مظاهر الحياة فيها.
حياة القرية
وهكذا اندفع سالم إلى حياة القرية دون تحفظ أو احتياط؛ وأصر على ركوب الحمار؛ الذي يعرفه في الإمارات باسم (مصري) لأن الرئيس جمال عبد الناصر أهدى شحنة منه للإماراتيين من قبل فسموه لذلك بهذا الاسم.
وهكذا بدأ سالم في التعرف على حياة القرية التي سمع عنها من أسرته الإماراتية، حتى ألف أماكن الزرع والغرس، وتناول الجبن واحتساء اللبن ومشتقاته. وتفحص الحيوانات التي سمع عنها.
تُّكْتُك القرية
وفي ذلك الوقت ملَّ من تكرار المشاهد؛ فلجأ إلى التكتك لينقله إلى أماكن غير الأماكن؛ إلا أن الأتربة كادت تطيح ببصره؛ والأصوات التي فاجأته أزعجته؛ لدرجة أنه شعر بإهانة توجهها هذه الأصوات إليه.
فسأل سائق التُّكْتُك:
– كيف تتحمل هذه الأتربة وتلك الأصوات؟
– أكل العيش.
لم يزايد سائق التكتك على سالم؛ فهو يعلم أنه ضيف عائد من الإمارات؛ أما سالم فدخل في مقارنة ذهنية بين التكتك الطائر الذي قرأ عنه في المواقع الإخبارية، وبين تكتك القرية المصرية.
ذكريات التُّكْتُك
وهكذا تعددت لقاءات سالم بسائقي التكاتك بعد أنه هجر ركوب الحمير؛ وتعددت بالتالي ملاحظاته التي علقت بعد ذلك في ذاكرته القوية. إلا أن أقوى تلك المشاهد التي لن ينساها فكانت إعادة سائق التكتك له مبلغًا كبيرًا من المال.
تُّكْتُك معرض جايتكس
وبعد أن انتهت رحلته إلى قرية أهله عاد إلى الإمارات. وفي معرض جايتكس بدبي حضر نقاشًأ حول نجاح بعض الدول في تصنيع تُّكْتُك كهربائي يشبه السيارة. ونجاح دول أخرى في تصنيع التكتك الطائر؛ ليكون بديلًا عن التاكسي. أما التُّكْتُك الذي يعمل بالطاقة الشمسية فهو موجود بالفعل.
جال بخاطره في جولة متأنية في عالم التُّكْتُك؛ وتذكر يوم أن سقط به التكتك في قناة مياه (ترعة)؛ فقال لنفسه:
– لماذا لا يكون هناك تكتك شاطئ، وتكتك بحر؟ وتكتك فضائي …
1 comment
جهد طيب. شكرًا فريق العمل