وطني يُحتضّر… لُبنان هو أكثر ما يتم تدَاوله في أيامِنا هذه حيث أنه إكتسبْ شُهرة فأصبح حديثَ الصُحف ونشراتِ الأخبار اللُبنانية والعالمية وجميع وسائل التواصل الإجتماعي
وطني يُحتضّر
لبنان الذي كان مضرب المثل بالكرم ووفرة الرزق والحياة المُتحضرة الهانئْة والحضارة. والذي كان مقصد السُياح العرب والأجانب والذي أُطلق عليه لقب” سويسرا الشرق “. تحول الآن إلى “صومال الشرق”. إن جاز التعبير بعد أن عصَفت به المجاعة. وإنعدمت فيه الخدمات الأساسية (الماء،الكهرباء،الطبابة،الأدوية). إنهيار إقتصاده،(إنهيار العملة اللبنانيّة )، تفشي البطالة ، إرتفاع الدولار بشكلٍ جنوني.
فبعدما كان الدولار الواحد يساوي ألف وخمسمائة تجاوز الآن إثنين وعشرين دولار أميركي فهل لكم أن تتصورو أسعار السلع والمنتجات في ظل هذه الآزمة الخانقة ،وآخر ما حدث الإرتفاع الهائل لسعر الدواء حيث أن الدواء الذي كان يبلغ ثمنه أربعة ألاف لبناني تجاوز الآن المئة ألف بعد رفع الدعم فلم يتم رفع الدعم عن أدوية الأمراضِ المستعصية ( كاالسكري، الظغط ، السرطان ..الخ) إنما عن الدواء الذي يمكن أن يحتاجه الفرد في أي لحظة كدواء مُسكن الآلام مثلا” .
فكيف على الفقير شرائه ؟؟ هل يعيش مع الآلم حد الموت ؟ ولنا أن نتصور كيف يعيش الشعب اللبناني في الظلام الدامس والحر القاتل،من غير كهرباء أو مولدات ولا ننّسى العقول البشرية التي يَملكها لبنان في الداخل والخارج في شتّى الإختصاصات أولئك الذين يُذهلون العالم بذكائِهم بما يُحققونه من نجاحات ،فإن إقفال المدارس الذي فرضَهٌ لبنان جراء تفشي فايروس كورونا وإعتماد التعليم عن بعد يُشكل كارثة حقيقية بتدني مستوى الثقافة والفكر وإنعدام الوعي وكثرة الجهل .
وفيما يتوقّع لبنان حلا” لمشاكله الإقتصادية تتنافس القيادات على الحُصص ونصيب كل طائفةٍ من هذه المصيبة والأغلبية الساحقة من هذا الشعب العظيم على الرغم من فقره وعجزه لا يزل حتى الآن متمسكا” بحزبه ويدافع عن زعيمه وينحنى له إحتراما” ويرفع له القبعه وكأنه ممتنا” له على الذل الذي ألحقوه بنا ،أعتقد أن ما مر به لبنان وما زال يمر به هو أشبه بحياة جهنم التي وصفوها لنا على مر السنين وكأننا عملنا من السيئات ما لا يعد ولا يحصى حتى منعنا من أن نحضى بحسنة واحدة تعفنا من صفعات جهنم .
6 تعليقات
ما ورد في هذا المقال محزن جدا، لكن أتمنى أن تسترجع لبنان عافيتها في أسرع وقت ممكن
جزيل الشكر لك صديقتي مع الأسف هذا ما يمر به بلدي والحالة من سيئة لأسواء كل ما نتمناه أن يعود الوضع كالسابق حيث أنه ليس بجيد ولكنه أفضل من ما يحدث الآن بكثير على أمل أن يحميكم الله ويحمي بلدكم من أي مكروه ..
تحياتي لحضرتك وكتابتك القيمة اخوكي كرم راشد من مصر
نتمنى للبنان أن تجد نفسها وأن يحكمها شعبها وأن يتخلصوا من كل عوامل الفشل: الفُرقة، الحزبية والتشرذم، والفساد.
لبنان جنة الدول العربية وشعاع الثقافة والفن وأرض الحب حتمًا إذا أراد شعبها سوف تعود كسابق عهدها في رخاء وسلام.
تحياتي لكل أهل لبنان
شكرا” على ردك الجميل آملين بأن يعود لسابق عهده آملتا” من الله أن يحفظكم من كل شر تحياتي لك 🌹
محزن جدا قراءة هذا. أتمنى أن تستعيد لبنان سلامتها. و يعيش شعبها في سلام.