سخافات فيسْبوكيْة … كعادتي مع كل صباح، وقبلَ طرْحي لِمنشوري الجديد أمام العموم. أتَصفَّحُ ماكتبهُ مَن سبقني من الأصدقاء، وقد أتفاعل مع بعضهم بوضع علامة إعجاب على منشوره، وقد يستدعي الأمر أن أُعَقِّبَ بتعليقٍ يليق.
سخافات فيسْبوكيْة
ذاتَ صبيحةٍ إسْتأتُ من قراءةِ منشورات أراها تتكرّرُ يومياً ويتناقلها المفسبكون عن بعضهم، ومنهم من ينقلها دون أن يكون هنالك حدث سياسي أو إجتماعي أو غيره يتناسب مع أحداثها وقد يذكرون إسم صاحبها الأصلي وأحيانا يسهون عنه عن غير قصدٍ أو إستخفافاً بعقولنا.. إضافةً إلى ذلك، هُنالك من يتباهى بمنشوراتٍ سخيفةٍ لاقيمة لها ومع ذلك فإنْهُم يجدون من يتفاعل معهم مِمْا يُشجْعهم في اليوم التالي لكتابة المزيد من المقالات السخيفة، مِن تلك المقالات على سبيل المثال العشوائي لا الحصر، رصدتُ ثلاثة
منشورات،
إحداها يقول صاحبها :
البارحة أصابني النُعاس باكراً فلجأت إلى فراشي السابعة مساءً وها أنا مستيقظٌ لأجد الساعة التاسعة صباحاً.
وأضاف : شو نومة إخت شلِّيته..
ضَحِكتُ في سِرّي هازئاً وقمْتُ بتحريك رأسي في ثلاثِ إستدارات متتالية كردّة فعل عفويْة. ثم عندما عُدتُ إلى البوست نفسه بعد رُبع ساعة، أذهلني كمُّ التفاعل الذي بلغ ٢٢٥لايك و٤٦ تعليقاً في معظمها تقول للناشر :
صح النوم.
إنتقلت إلى منشور آخر يقول كاتبه :
شو صفقتلكم اليوم منقوشتين كشك بالأورما وأكلت معهم فخلين بصل مابيفهموا..! أصابتني الدهشة، وزادت أكثرَ لمْا إطّلعتُ بعد نصف ساعة على البوست نفسه لأجده حازَ على ٢٩٦ لايكاً و٨١ تعليقاً في مُعظمِها تقول : ألف صحْة على قلبك.. !
المنشور الثالث
أمْا المنشور الثالث فقد خطف الأضواء ولا شعورياً سقط أصبعي على زر الههههههه لِما فيهِ مِن هضامة، فقد عرَضَ صاحبنا صورةً لطفلٍ ذو أشهُر مُستلقياً على ضهرهِ عارياً، فيما نافورةٌ تقذفُ ماءها من وسطه عالياً وقد كتب تحتها : هذا إبني حمودي بيصبِّح عليكم ياقوم.
وقد نال نصيبه من ردْات الفعل ونال الكثير من الأصوات التفضيليْة، وأعجبني تعليق أحدهم حيث قال :
الله يحميلك ياه وتظلْك فوق راسو هههههههه.
المنشورات السياسية
أخيراً وجدتُ ضالّتي، فقد كتبَ أحدهم : سأفضح أمامكم بالأرقام والوقائع السياسة الخرقاء التي إتَّبعها حُكْامنا وكيفيْة مُعالجتها..
فتابعتُ المنشور، وقد سجلت بعض المُلاحظات كرؤوس أقلام وناقشتها معه، ثم أني أثنيت على معلوماته القيِّمةُ وسِعةِ إطِّلاعه وواقعيْةِ تحليلاته، وغيرَ واضعٍ في حسابي الرقابة الدوْليْة والقيود الموضوعة على المنشورات السياسية، أخذَني الحماسُ فَنتَفتُ ريشَ الحكْام المُستبِدْين، كما وعَمِلَ قلمي فتكاً بالإمبرياليْة والصهيونيْة وأتباعهما من الرجعيين والمُحْتلْين والمتآمرين ..
ثم أنهيت الكتابة بعد أن نوديت لتناول طعام الغداء. وعند عودتي إلى مُتابعة المقالة وكم إستحصلت على تفاعلات وتعليقات. وجدت صاحب الصفحة يطلب النجدة من الأصدقاء لرفده بالمزيد من اللايكات لينجو من الإنذار الذي وجهته له إدارة الفيسبوك بإقفال صفحتهِ شهراً كاملاً. لكي يتعلْم هو وضيوفه من المُتابعين كيف يزوِّرون التاريخ ويُعادون الساميْة .
لقد وصلتني الرسالة وفحواها، أنْهُ عليَّ أن أكتب سخافات فيسْبوكيْة على نسق الثلاثة أشخاص الذين حدْثتكم عنهم بداية نصْي هذا، فيما لو رغبت بِبقاءِ صفحتي طليقةً وإلْا فيا ويلي ويا سواد ليلى إن عاودتُ كتابة حقائق تُصيبُ الباطلَ وأهله.. ! ؟
1 comment
ما أكثرها تلك السخافات الفيسبوك… لكن أحيانا بتكون لطيفه!