الاختلاف الفكري بين الطرفين المقبلين على الزواج هل هو عائق؟ وهل يمكن أن يكون يومًا سببًا للانفصال؟، أعتقد أن هذا الاختلاف هو في الحقيقة موجود ومن النادر أن يكون للطرفين نفس التفكير والتحليل، فكل شخص منا يرى الارتباط بمنظورٍ معين وبطريقة مختلفة عن الآخر.
فمنهم من يصفه بأنه مؤسسة اجتماعية فاشلة بحيث أن مجرد تفكير الشخص في الزواج فهذا سيفقده حريته، سيحثه على التخلي أو التضحية بالكثير لإرضاء الطرف الثاني، سيشعر بأنه مقيد في الكثير من الأحيان، سيتعرض للكثير من الأسئلة والاستفسارات، هذا عدا عن التبرير الذي سَيُدّلي به هذا ما سيشعره مع الوقت بالروتين والممل.
أما البعض الآخر فيجد الارتباط أنه من أنجح وأجمل القرارات التي يمكن أن يتخذها في حياته خاصة التي توجت بالزواج، فيعتبره من أجمل ما قد يحدث بحياته ويعتبر نفسه منتصرًا لانتقاله من مرحلة العزوبية ودخوله القفص الذهبي، خاصة لمن يبحث عن الاستقرار وتكوين عائلة.
الارتباط هو عبارة عن شخصين دخل بينهما عامل الإعجاب واشتغل عامل التنازل بين الطرفين ليكملان بعضهما البعض.
العلاقات التي تبنى على الشك والتحدي
أما العلاقات المبنية على الشكوك والتحدي المستمر، وما يسمى بالسيطرة ووضع شروط، وفرض أحكام مسبقة فهذه العلاقة تعبّر عن ضعفها وانتهائها قبل بدايتها، لكن هناك أشخاص بالرغم من كل ما سبق يفضلون الاستمرار فقط لخوفهم من إضاعة الفرصة التي من الممكن ألا تحدث مرة أخرى.
فيفكرون بكلام الناس المحيطة بهم ويخافون من التعرض لمضايقاتٍ هم في غنى عنها فيتسارعون للقبول ظنًا منهم أن الزواج والبيت الذي سيجمعهم تحت سقفٍ واحد هو الذي سيُقرب بينهُما وسيجعلهم أكثر تفاهمًا وهذا ما يفعله الأغلبية الساحقة من البشر وللأسف لا يندمون إلا بعد فوات الآوان.
التجارب التي نمر بها وفشلت ونحن على الشط ليست كالتجارب التي كنا نعرف نهايتها ولكن غصنا في أعماق البحر، أحيانًا القلب يجرنا للوقوع في الخطأ على الرغم من معرفتنا به، وأعلم أن القلب والعقل لا ينسجمان كثيرًا بل أشعر في بعض الوقت بأنهما أعداء، لكن أحيانًا علينا إيقاف قلبنا قليلًا لنعطي دورًا للعقل عله يرشدنا إلى بر الآمان.
للمزيد: