جونتنامو
“.. تجرعت المرار حتى مر علي “الكريسماس” يومان حالكان، ظل نومي والصحو خلالهما يختلطان فلا أستطيع الفصل بين المواقيت بصلاة أو تلاوات . جففت وعند الفقهاء كل جاف طاهر بلا خلاف لكن جفاف بلل البدن وذهاب زهومة اللزوجة لم يكفا الشعور لدي بالدنس و الاثم، فلم أجد الجرأة على الوقوف بين يدي الله لأداء الفروض والنوافل. للروح أحكام أدق وأرهف من مكان البدن، وقد رأيت أن روحي صارت ملوثة بالآثام ومن المحال المثول أمام الله في غمرة هذا الحال أو قراءة قرآنه وكيف سأقرأ القرآن الذي لا يمسه الا المطهرون بقلب آثم وبدن غير طاهر … أمضيت الأيام الثلاثة مترقبا وصول الحراس ليأخذوني الى كوخ الاغتسال واستبطأت مرور الوقت فهربت من التعاسة الى النعاس لكن النوم لم يرحمني بل قلبني مثل قلب على الجمر الشاه ..”
هذا ما كان يحدث به نفسه ” أبو بلال المصري” أو ما كان يطلق عليه” برس” أي صحافة بالإنجليزية بطل رواية “جونتنامو” بعد أن قضى في المعتقل بضعة أشهر لم يحتسب عددها. قضية ارهابية غامضة ربما لفقت له أو ارتكبها بالفعل أو احتجز مع مرتكبيها بالمصادفة. يعيش في مصر وينتقل الي الدوحة ليعمل في التغطيات الصحفية لاحد القنوات التلفزيونية. ثم ينتقل الى أفغانستان لتغطية الأحداث فيعتقل هناك. ثم يتم ترحيله الى ” كوبا ” ليعاصر أحداث قاسية و يتقابل مع شخصيات مختلفة لكل منهم قصته وحكايته ….
رواية ” جونتنامو “
رواية ” جونتنامو ” هي الرواية الخامسة ل ” يوسف زيدان” بعد ” ظل الأفعى”، ” عزازيل”، ” النبطي” ، ” محال” وهي تعتبر الجزء الثاني من رواية ” محال” الذي انتهت بأسر البطل، كما صدر بعدها رواية ” نور” الجزء الثالث للرواية و هي حبيبة البطل التي لم يستطع إن يتزوجها ويحلم البطل بلقائها ثانيا … وهي ثلاثية تاريخية سياسية تكلمت عن فترة هامة عاصرها العالم مع بداية الألفية الثالثة وطرحت الضوء على إحداث هامة من أهمها أحداث ١١ ستنمبر و ظهور تنظيم القاعدة وحركة طالبان..
بالرغم من أن البطل مصري الجنسية وقد سافر الى الدوحة من أجل العمل ومنها الى أفغانستان الا أحداث الرواية تدور في ” كوبا” في الفترة ما بين ٢٠٠٢ الى ٢٠٠٧ عقب أحداث ١١ ستنمبر، أصدرتها دار الشروق والرواية صدرت منها ستة طبعات..
ترى ما هي ” جونتنامو” مجرد مدينة في خليج كوبا، أم حصنا حربيا أم قلعة أم معتقل؟ ولماذا ذهب ” برس” الى هناك هل هو مذنب بالفعل وشارك في أحداث ١١ ستنمبر و أحد الارهابيين؟ وهل قابل الشيخ أسامة بن لادن وكيف لهذا اللقاء تأثير على حياته؟ وما هي علاقته بحركة طالبان وتنظيم القاعدة ؟ ومن هو ” محب الحور” زميل ” برس” ولماذا لقب بهذا اللقب ؟ و هل أنجب بالفعل ابنة من ” سالي الحمقاء” و هو مسجون داخل المعتقل!؟ ولماذا لقبت ” سالي” بالحمقاء؟ من هي الدكتور ” سارة” وكيف ساعدت في انقاذ ” برس” ؟
وهل عاد ” برس” الى موطنه أم سيقضى طيلة عمره داخل ” جونتنامو”؟ وماذا فعلت ” مهيرة” زوجته بعد اختفاؤه؟ ولماذا كان يريد زيارة ” أم درمان” والاقامة في الاسكندرية والعمل بها كتاجر بسيط؟؟ وهل كان يحلم بلقاء ” مهيرة” زوجته أم ” نور” حبيبته التي لم يتزوجها ؟؟؟
أحداث مثيرة وغامضة عاشها بطل الرواية ، وأسئلة شائكة ومتعددة دارت حول أحداثها ربما تجد اجاباتها حين تقرأ صفحاتها أو ربما تعلمها حين تذهب بنفسك الى
” جونتنامو”
إقرأ أيضاً
قصة مدينتين اشهر كتابات تشارلز ديكنز ملخص
ملخص كتاب الابتكار المجهول للكاتب آدم ريتشاردسون
ملخص رواية الجريمة والعقاب أعظم روايات ديستوفسكى
مراجعة رواية ماركيز من قتل سانتياغو أو قصة موت معلن
1 comment
رواية رائعة بعد “ظل الأفعى” و “عزازيل” و “النبطي” و “محل” ، تعد “جوانتانامو” الرواية الخامسة لـ “يوسف زيدان” ، وتعتبر النصف الثاني من رواية “محل” التي اختتمت. مع القبض على البطل ، وصدرت رواية “نور” بعد ذلك. الجزء الثالث من الرواية يدور حول حبيبة البطل التي لم يستطع الزواج منها ، ويتخيل البطل رؤيتها الثانية .وهي ثلاثية تاريخية وسياسية تناولت لحظة حاسمة في تاريخ العالم حول منعطف الثالث. القرن وإلقاء الضوء على أحداث مهمة احسنت