رواية لوحة ولكن
جالس مرة أخرى وسط تلك الحفلة انتظر بفارغ الصبر وقت انتهاءها، إنها ثالت حفلة تقام لنجاح لوحتي الجديدة “ما وراء ستار” اسميتها بهذا اسم نظرًا لمعناها الخفي، حيث رسمت مجموعة من الأشخاص يرتدون نصف أقنعة تظهرهم إما سعداء أو أقوياء أو جميليين أما وجههم فتكون عكس أقنعتهم.
توقفت الموسيقى ليتوقف معها رقص ثنائيات لتأتي لحظة أخذي للجائزة، صعدت إلى المنصة وأخذت الجائزة تحت تصفيق الحاضرين اقتربت من مكبر الصوت لأقول خطابي الذي يتكرر دائمًا والذي يتلخص في ثلاث كلمات “شكرًا جزيلًا ليدي” ثم خرجت من الحفلة كالعادة.
صادف خروجي دخول أكثر شخص أكره في العالم أخي مراد، إنه ببساطة شيطان على شكل إنسان، ابتسم ابتسامته الخبيثة ليبدأ بالتصفيق: أخي العزيز مبارك لك فوز لوحتك بثلاث جوائز أنت حقًا نابغة.
مهما وصل ذكائي لن أصل لمستوى ذكاءك أبدًا أخي وأنت تعرف أي نوع من ذكاء أتحدث عنه، أخذ يضحك بينما ينفي بيده: أنا حقًا لا أعرف سبب كرهك لي كل ما أفعله هو محاولة إصلاح الأشياء التي تفسدها لؤي، أنت مجرد طفل صغير تحاول أن تثبت أنك كبرت تم تستمر بارتكاب أخطاء جزيمة وتشير بأصابع الاتهام لي هذا ليس ذنبي إنه ذنبك وحدك، أنهى كلماته تم أكمل طريقه وتركني أنا في صراع داخلي، أنه ذكي في الكلام للدرجة التي تجعلني أتجمد وأنا أكره هذا.
وصلت إلى منزلي بعد نصف ساعة من الطريق نزعت معطفي وصعدت إلى غرفتي استلقيت على سريري ولا يزال كلام مراد في عقلي دائمًا يجعلني مشوش التفكير، لقد أخذ كل شيء مني حب والدي اهتمام عائلتي وأيضًا حب حياتي، إنه مجرد سارق يبرر أفعاله دائمًا ما أحاول استرجاع ما هو ملكي لكنني لا أستطيع، بدأت عيني تغلق ببطء تنذرني بتعب عقلي من التفكير والتعب الجسدي لأسقط بعدها في عالمي المفضل عالم الأحلام حيث كل شيء أريد فيه.
ملاك من السماء
يوم جديد، استيقظت كالعادة على صوت منبه نزلت لأجد المنزل مرتب والفطور مجهز كالعادة إنها فقط خادمتي أمرها أن تعد كل شيء قبل استيقاظي فأنا لا أحب تواجد الغرباء حولي، تناولت فطوري وشربت قهوتي وخرجت أتمشى قليلًا إنه روتين أقوم به كل يوم، في طريقي للعودة سمعت صوت ضحكات انتابني الفضول لمعرفة صاحبها تتبعت الصوت لأجد أجمل مشهد رؤيته في حياتي لدرجة أنني حككت عيني لأتأكد مما أراه فقط لو كنت أملك لوحة وألوان لأرسمها.
لقد كانت فتاة بشعر أسود قصير وبشرة بيضاء صافية كانت مثل ملاك ساقط من السماء وما زاد المنظر جمالًا هو اجتماع القطط حولها لم احتمل جمال المنظر أخذت هاتفي لألتقط صورة لها، التفتت لتصرخ بفزع عند رؤيتي وقفت بسرعة وابتعدت عن القطط ظنًا منها أنها ملكي.
آسفة لم أكن أظن أن اللعب مع قططك سيزعجك.
نفيت بيدي مع ابتسامة لم تستطع مفارقة شفتي: إنها ليست قططي إنها قطط صديقي لا بأس يمكنك اللعب معها.
ابتسمت ابتسامة ساحرة: آسفة فأنا أعشق القطط لحد الجنون لكن للأسف لا أملك واحدة.
لماذا تريدين القطط بينما أنت قطة.
ماذا قلت آسفة لم أسمعك.
لا لا لم أقل شيئًا اسمي لؤي وأنت، مددت يدي بنية المصافحة لتمدها أيضًا ونتصافح..
اسمي ليلى وأصدقائي يسمونني لايلي بما أننا أصدقاء اسمي لايلي.
ضحكت لتتبعني هي بضحك بينما لا تزال قطط تلتف حولها آتاها اتصال لتجيب عليه، إنها أمها أستطيع سماع توبيخها لها بسبب تأخرها، اطفات الهاتف بإحراج.
أمي تريدني، آراك لاحقًا.
اوه لايلي انتظري كيف سنلتقي مرة أخرى.
إلى لقاء آخر
بما أننا أصدقاء سنلتقي، ثم ذهبت وعدت إلى المنزل وجدت الغذاء على الطاولة لم تكن لي أي رغبة في الأكل؛ لذلك صعدت إلى غرفتي واستلقيت على سريري أخرجت هاتفي لأنظر إلى صوره الذي التقطتها، لا أعرف لكن ينتابني الفضول من ناحيتها أريد معرفة كل شيء متعلق بها؛ لذلك اتصلت بأحد أصدقائي لاستفساره عليها.
بعد دقائق وصلنا تقريبًا كل شيء اسمها الكامل زين ليلى تبلغ من العمر 19 سنة تعيش مع عائلتها المتكونة من أمها وأبوها لا تمتلك أخوة تدرس في جامعة الأدب تحب القراءة والكتابة والقطط وغيرها من المعلومات.
اطفأت هاتفي لأدخل إلى غرفة الرسم أخذت أكبر لوحة موجودة وكل ما أحتاج، جلست أرسم صورة الذي التقطها لها ساعة ساعتين ثلاث ساعات أربع ساعات خمس ساعات ستة ساعات سبعة ثمانية تسعة ساعات ثم أخيرًا عشرة ساعات، كل هذا الوقت لم أحس بأي تعب أو ملل.
لعشر ساعات متواصلة استمريت في الرسم إنه لأول مرة أحس بهذا الإحساس، إنه كالانتعاش كانت تحفة فنية خالصة حملت تلك اللوحة المقدسة وعلقتها في بهو منزلي، استمريت في النظر إليها لدقائق بعدها ذهبت إلى سريري لأنام براحة دون التفكير بشيء فقط صورتها هي ما أراها.
يوم جديد
يوم آخر، استيقظت فيه متأخرًا بخمس ساعات إنها المرة الأولى التي أستيقظ فيها بهذا الوقت وبهذا النشاط أحس بإحساس جديد وجميل، نزلت إلى المطبخ لأجد الخادمة تحضر الغداء جفلت عندما رأتني فأنا لا أكون في البيت في هذا الوقت أبدًا، رفعت يدي تحية لها أما هي فظلت واقفة بصدمة فلو حدث هذا في يوم آخر غير هذا اليوم كنت طردتها، لكن لا بأس اليوم مميز.
خرجت بعد تناولي للغداء إلى المكان الذي التقيت فيه مع ملاكي، وكما توقعت وجدتها في نفس المكان تلعب مع القطط لوحت لي بيدها عندما رأتني لتجري ناحيتي وتعانقني لم أتوقع هذه الحركة أبدًا لكنني بادلتها، ابتعدت قليلًا لتخرج مذكرة صغيرة.
-لقد كتبت خواطر جديدة هل تريد أن تكون أول من يسمعها.
انحنيت كالأمراء عندما يودون طلب رقصة من الأميرات لأقول برسمية:
-إنه لشرف كبير لي.
خواطر ليلى
جرتني بحماس لتجلسني قربه وبدأت تعدل صوتها محاولة أن تبدو جدية.
-حسنًا هذه أول خاطرة “ذكريات كتبنها بحبر مضاد لنسيان كانت كلها مليئة بالسرور والامتنان جعلتني أتمنى توقف الوقت والعودة بالزمان لا زلت أريد ذلك لا زلت أريد أن أكون معك ونكون نجمة مضاءة وسط بحار من النجوم في السماء” هذه الخاطرة كتبتها على شخص أحبه كثيرًا أعطيني رأيك.
عندما قالت شخص أحبه كثيرًا لا أعرف أحسست بغضب لكنني لم أبدي أي ردة فعل بالرغم من أنها كانت أروع من رائعة لكني تظاهرت أنها عادية استطعت رؤية معالم الحزن على وجهها لكنها لم تهتم كثيرًا وانتقلت إلى خاطرة أخرى.
-حسنًا هذه كتبتها على مغنية أحبها كثيرًا استمع جيدًا “لم يكن للرقي معنى بدونك ولا للنبل وجود بغيابك دماء زرقاء غالبة على ملامحك وشعور الفخامة مرتفع بحضرتك ابقي سيدة المجتمع الأزلي وكوني أميرته أنت سيدة دماء الملكي وصاحبته” الدماء الزرقاء تعني الدماء الملكية إنه تعبير مجازي أما المجتمع الأزلي فهى المجتمعات الراقية والغنية، ما رأيك رائعة أليس كذلك.
لم أقل شيء واكتفيت بتحريك رأسي دلالة على موافقتها الرأي.
وجهت لي نظرة حزينة وقالت بينما تضع يديها على خدها علامة على الخيبة:
-لؤي لما أنت هكذا هل خواطري سيئة إلى هذا الحد؟
لم أجيبها واستمريت في النظر إليها، تنهدت لتقلب صفحة.
-هذه تكون آخر خاطرة كتبتها فقط سأقرأها لا داعي لتعطيني رأيك “كل شيء بدا صدفة دون تخطيط أخذ هو صورة وأنا كتبت فقرة أنا قلت آسفة وهو قال كلا قطط صديقه شهدت على هذه الذكرى وصفني بالقطة ثم من بعدها نفى لقد كان اسمه لؤي وأنا ليلى”
مهلًا هل هذه الخاطرة علي استمريت في النظر إليها بينما هي وقفت في محاولة للذهاب لكنني أمسكت يدها وقلت باندفاع.
-أسمعيني أعلم أن هذا قد يبدو غريبًا نوعًا ما لكنني لم أحس بهذا شعور إلا مرتين حينما رأيت تمنيت لو أن زمن يتوقف لسنوات كان مظهرك حينها مثل تحفة فنية تاريخية لا وجود لشقيقها ربما تعرفنا لدقائق ورأيتك مرتين لكن أظن أنني معجب بك لذا هل تقبلين أن تكوني حبيبتي؟.
ملاحظة
أي شخص يأخذ القصص دون إذن مني سأقوم بالتبليغ عنه.
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ليلى مهدان.