الفيلم الياباني قودى سيارتي.. واحد من أفضل الأفلام التى عرضت فى المهرجانات العالمية لهذا العام وقد فاز بجائزة كان وايضا صنف ضمن أفضل فيلم ياباني على الاطلاق مع نسب تقييمات من قبل النقاد والصحفيين مرتفعة جدا.
فى البداية هذا العمل درامى إنسانى بحت ربما لن يجذب عشاق الدراما القاسية الأكشن والإثارة فلا نقلات كبيرة تحدث بل الفيلم يدور حول مشاعر إنسانية بحته وتوظيف هائل وعناية فائقة بالحوار فى مشاهد تبدو طويلة للغاية لكنها ليست مزعجة أو مملة على الاطلاق .
أحداث فيلم قودى سيارتي
تدور أحداث الفيلم هو السيد كفوكو الممثل المسرحي وايضا زوجته الكاتبة اتو والتى تحتفظ بعلاقة عاطفية قوية مع زوجها بعد مرور عشرين عام من الزواج .
ونكتشف أنهم فقدوا طفلتهما فى الرابعة من عمرها ومن بعدها اتخذت الزوجة قرار عدم الانجاب ولحب زوجها لها وافق على قرارها.
تتبدل كل الاشياء بعد وفاة الزوجة جراء نزيف فى المخ ونرى الزوج بعد عامين وهو يعيش مأساة موت زوجته.
يطلب منه أن يقدم مسرحية فانيا للكاتب الروسي انطوان تشيخوف فى مهرجان المسرح فى هيروشيما.
ونرى فى مشاهد كيفية اختيار الممثلين لأداء الشخصيات فى المسرحية وتفاعلهم مع بعضهم عند الأداء وتساؤلاتهم عن كيفية استحضار روح الشخصية في العمل وهو أمر قليلا ما نراه بتلك الطريقة على شاشة السينما.
تظهر البطلة فتاة فى الثالثة والعشرين من عمرها تتقدم لوظيفة سائقة لسيارة السيد كفوكو ومن هنا تتطور المشاعر الإنسانية بينهما ليست كقصة حب كالمعتاد بل كمشاعر أبوة بينهما فهو يتحدث إليها بعد ثقته فى قيادتها عن زوجته.
ومن ناحيتها تكشف له الفتاة عن المها من فقدان امها التى تشعر نحوها بالذنب لأنها لم تنقذها فى الوقت المناسب وتركتها تموت لأنها تكرهها لكنها تعيش مع صدمة الفكرة.
الأمر ذاته مع كفوكو الذى يكره الممثل الشاب الوسيم الذى تدمرت حياته بعد موت الكاتبة اتو أيضا ويتضح أنها كانت تخون زوجها معه وفى يوم وفاتها اتصلت بزوجها .
ربما لتخبره قرار الانفصال لكنه لا يعود الى البيت بل يستمر فى قيادة سيارته وعندما يعود يجدها فاقدة للوعي وتدخل فى غيبوبة بلا عودة.
فى النهاية يتمكن هو والفتاة من تجاوز الألم فهو يعود إلى خشبة المسرح من جديد ويؤدى شخصية فانيا التى قدمها منذ سنوات كانت زوجته تستمتع بمشاهدتها وايضا تجاوزت الفتاة الصغيرة أحزانها .
مخرج العمل هو أيضا الكاتب يوسوك هاماجوكى وربما لن نرى اخراجا قويا بل يعتمد على اللقطات الكبيرة والمتوسطة ،ولا يعتمد على الموسيقى فى أغلب الأحيان بل نراها قليلة جدا وهو ينتمى فى الاخراج لمدارس يابانية قديمة.
لكن من المؤكد أنه كاتب سيناريست مميز جدا وافضل منه مخرجا بسبب قدرته الفائقة على كتابة حوار عميق لمشهد طويل دون ملل بل يجعلك تفكر وتتأمل فى معنى الكلمة وتلمس اشياء عميقة ومتناقضة داخلك انت شخصيا.
العمل مبنى على قصة للكاتب الياباني الشهير هاروكى موراكامى لذا نرى تأثير موراكامى على الكاتب والفيلم واضحة للغاية.
اقرأ أيضًا
فيلم موسى نسخة مصرية مُتأثرة بـ عالم مارفل بتوقيع بيتر ميمي
فيلم أربعة فى مهمة رسمية .. كوميدا سوداء أخرجت الدموع من قوة الضحكات
فيلم ” إمرأة تحت المراقبة ” بداية نهاية عصر نبيلة عبيد
1 comment
الأفلام و المسلسلات اليابانية و الكورية أصبحت تحتل رتب الأولى من حيث المشاهدات و ذلك يكون نتيجة الإبداع خاصة بعد المسلسل المشهور squid game فأصبحت المسلسلات و الأفلام الكورية الأكثر شهرة و أكثر عدد مشاهدات و فاتت غيرها من الافلام و المسلسلات و احتلت منصات عديدة من بينها المنصة المشهورة نتفيلكس