للوالدين شأن عظيم في الإسلام فجعل لبرهما أجر عظيم وثواب كبير وجعله سببًا في دخول صاحبه الجنة إن شاء الله، كما جعل عقوق الوالدين كبيرة من كبائر الذنوب التي لا يحميها حتى الحج في سبيل الله، فقد تحمل الوالدين الكثير والقليل من أجل تربية الأبناء ومن أجل أن يرونهم في أحسن الأحوال دائمًا وحتى في أصعب الظروف كان الأبناء في المرتبة الأولى بالنسبة لهم لذلك عظم شأنهما في الإسلام، فلنتعرف هلى حقوق الوالدين على الأبناء.
حقوق الوالدين
1- المعاملة الحسنة الطيبة التي ترضيهما سواء بالقول أو بالفعل لقوله تعالى:
{وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا}
2- الطاعة في كل أمر وفي كل شيء يطلبونه منك، فطاعة الوالدين من طاعة الله عز وجل ما لم تكن في معصية الله أو في شيء يغضب الله فإن كانت في معصية فلا سمع ولا طاعة.
3- الاستماع لهم بذهن صافي والإصغاء وقت التحدث معك وعدم الالتفات بعيدًا أثناء التحدث معهما، فيجب إحساسهما باهتمام من ناحيتك وإن كلامهما مهمًا بالنسبة لك فلا أحد سيحب لك الخير إلا أهلك.
4- أن تقابلهم بكل سرور وترحاب وعدم إظهار ضجرك من طلباتهما، فهما كانا لا يملان من طلباتك التي كانت لا نهاية لها عندما كنت صغيرًا، وكانا يتحملان كل الصعاب حتى تكن أنت في أحسن حال وحتى وصلت للمرحلة التي ينبغي عليك فيها رد الجميل لهما.
5- كذلك من الأدب عندما تجلس معهما لا تجلس واضعًا قدمك في وجههما ولا تبدأ أنت بالحديث قبلهما حتى يؤذن لك ولا تقاطعهما أثناء الحديث حتى يكملا كلامهما.
6- كذلك من حقوقهما عليك مراعاة شعورهما وعدم إزعاجهما سواء أثناء نومهما، فالنوم راحة وسكينة للإنسان ولا أثناء الصلاة أو قراءة القرآن فمراعاة شعورهما وعدم إزعاجهما من برهما.
7- كذلك من واجباتهما أن تبتعد عن كل شيء وكل أمر يغضبهما وإن حدثت مشكلة تقوم بحلها سريعًا دون إظهار غضبك أو ضجرك منهما.
8- من واجبات الوالدين أيضًا عندما ينادون عليك فلا تماطل ولا تتأخر في تلبية النداء ولا تظهر لهما غضبك حتى وإن كثر النداء عليك أو كثرت الطلبات.
بر الوالدين بعد موتهم
كذلك بر الوالدين لا يتوقف بعد مماتهما بل يستمر بالدعاء لهما وزيارة أقاربهما وودهما، ففي ذلك بر لهما، كذلك تنفيذ الوصايا التي يوصون بها قبل الممات سواء كانت دين عليهما أو نذر قد نذره قبل الممات، كذلك التصدق والحج أو العمرة لهما بعد الممات إن كان ذلك في استطاعتك فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
“إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”
ففي ذلك رحمة ومغفرة لهما كما أن ذلك من برهما الذي يثاب عليه صاحبه يوم القيامة ثوابًا عظيمًا، في النهاية للأب والأم عليك حقًا كبيرًا لو عملت خادمًا لهما مدى الحياة ما وفيت حقهما أبدًا.
للمزيد:
الأم: فضل الأم و برها و مأثورات عن الأم، ما واجبنا نحوها؟
دور الأم في تربية الأبناء وأهميتها في المجتمع
2 تعليقان
شكرا على مقالك الذي يحتوي على نصائح مفيدة خاصة و انه موضوع مهم جدا في حياتنا و هو بر الوالدين ما رضاء الله الا برضاء الوالدين حيث أن الله سبحانه و تعالى ربط رضاءه برضاء الوالدين و لذلك ليبين لنا عظم شأن منزلة الوالدين عند الله سبحانه و تعالى اللهم ارزقنا برهم و ارحم من مات منهم و ارزقهم العلاء من الجنة يا رب.
مقالك رائع جدا، فالكلام عن قدر الوالدين وفضلهما، وواجب الأبناء نحو والديهم لا ينتهي ولا يمل منه، ولعل هذا يرجع إلى أن فضل الأبوين لا ينتهي وحبهما لا ينتهي، أن الأب والأم قد منح أبنائها الكثير و الكثير فإذا ما كبر الأبناء انتظر أبوابها منها تقدير هذا الجهد المبذول واحترامها وتوقيرهما كما ينبغي، اما نحن الأبناء فمهما بذلنا أهم سنكون دوما مقصرين وان نستطيع ابدا ان نوفيهم بعض حقوقهم علينا،، أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن البر والتقوى