الأسرة وصلاح المجتمع
تعد الأسرة هي اللبنّة الأساسية لبناء المجتمعات و البلاد، صلاح المجتمع يبدأ من البيوت. فالأسرة هي المأوى الذي شرعه الله سبحانه و تعالى للبشر.
_كيفية بناء الأسرة
يبدأ بناء الأسرة من الأبوين، فهما القوام الأساسي للبيت فلابد من الإختيار الحكيم والمناسب لكلا الطرفان، فلا يصح أن يكونا الزوجين غير مؤهلاين للزواج، ويصر الأهل على تزويجها، فغالبا ما نرى في بعض المجتمعات أن تقوم الأسرة بتزويج ابنها وهو لا يستطيع تحمل المسؤلية الكاملة تجاه زوجة وأطفال؛ أو تزويج الفتاة و هي غير مؤهلة ولا تعلم ما هي واجباتها نحو أسرتها، أو كيفية التغلب على المشكلات التي ستواجهما بالحياة.
_البيئة المناسة لتربية الأبناء
في الحقيقة أن للبيئة تأثير كبير على التربية فمن المفترض على المرء إختيار البيئة المناسبة للعيش بها، حتى يستطيع الحفاظ على أبنائه مما نراه؛ فالأن نشاهد جميعنا في مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من الشبان الصغار والفتيات يقلدون بعضهم البعض في أشياء غريبة على مجتمعاتنا، لكننا في صدد انهيار تام للمبادئ والأخلاق التي لن نجني منها إلا ضياع أجيال كاملة.
_القدوة السليمة
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر) سورة الممتحنة
ما يحدث الأن فهو في الأصل افتقاد للقدوة الحسنة، التي يقتدي بها النشء؛ فالمتحكم الأن في تربية أبنائنا هم ما نراهم على شاشات التلفاز، و ما يبث من خلال وسائل التواصل الإجتماعي
فالشاب الأن يقلد هذا الممثل يريد أن يكون مثله في طريقة ملبسه و كلامه، يريد أن يكون مثله لا أكثر.
والفتاة تريد أن تكون مثل تلك الفنانة، فيخرج علينا الشباب يتباهون بما يفعلونه على الملأ
لا تستطيع الأسرة التحكم والسيطرة على ما يحدث لأبنائهم، إلا القليل منهم، فلهذا وصلنا إلى ما نحن عليه من الخروج عن الطريق السليم الذي يقودنا إلى الصلاح والهداية.
فالقدوة هنا التي نريدها لأبنائنا لن نجدها إلا إذا عدنا إلى الدين وأسس التربية الإسلامية السليمة.
_دور المجتمع في الإصلاح
لكل المجتمع دور أساسي في الإصلاح الذي نطمح أن نصل إليه جميعا، فالدور الأساسي الأن للأزهر الشريف؛ و الدعاة في التقويم الأخلاقي، وأن تتم الرقابة الشديدة على ما يبث على شاشات التلفاز، وأيضا على مواقع التواصل الإجتماعي التي تدعو بعضها للفجور.
رقابة الأسر على أبنائهم ، فلابد أن لا نترك أبنائنا الصغار بمفردهم مع الهواتف المحمولة دون أن نعلم ما يفعلونه أو يستمعون له، إرشادهم ومساعدتهم على الإختيار السليم الذي يساعدهم في تقويمهم، وحمايتهم من مخاطر العالم الإفتراضي.
وأخيرا وليس آخراً
على جميع أفراد الأسرة التعاون في اختيار ما يناسبهم، وخاصة الصغار. وأن يكن هناك وقت لقضائه مع الأبناء واختيار بعض الأنشطة التي يتعلم منها الأبناء التعاون. كما يجب أن يقوم أحد الأبوان بقص بعض القصص عن سير االرسل والصحابة وبطولاتهم، و أعمالهم. حتى نستطيع كبح لجام فوضى الإنفلات الأخلاقي للحفاظ على ما تبقى من المجتمع.
إقرأ أيضاً
أسباب فشل ونجاح العلاقة الزوجية
“أريد أبي” رفقاً باليتيم وارحموا دمعته
الحقوق الزوجيه لكل من الزوج والزوجه