البر التاني هو فيلم مدته ساعة ونصف الساعة يحاكي واقعاً مريراً لا تغفله العيون، أقل ما يقال عن هذا الفيلم أنه يعصر القلب، لا سيما أنه سيناريو واقعي مرت به أشخاص حقيقية وليسوا ممثلين، أشخاص من مختلف البلدان وفي أوقات عديدة، والأدهى أن هذا لا يزال مستمراً ويعاد.
الفيلم من إخراج علي إدريس، تأليف زينب عزيز، بطولة محمد علي، عبد العزيز مخيون، عفاف شعيب، عمر القاضي، عمر مهران، خالد النجدي.
أحداث فيلم البر التاني
جرت أحداثه في مجتمع مصري أتعبته الحياة والأزمات الاقتصادية وغير الاقتصادية، وصار أفراد هذا المجتمع لا يشغلهم إلا لقمة العيش الكريمة، ولا يتطلع لأكثر من هذا، لكن الشباب لا يعجبهم هذه الحال، فهي أقل بكثير من طموحاتهم وحاجاتهم، وهنا – كما هي العادة في الأزمات – يبرز التجار الجشعين الذين همهم جمع ثروة ولو على حساب حياة الآخرين.
فيستغلوا تدهور الأحوال الاقتصادية ورفض الشباب الفقر والحاجة، فيغروهم بالهجرة لبلاد أوروبية للعمل هناك، وهنا يهرع كل واحد منهم لبيع أثمن ما لديه، ومنهم من يقترض المال ومنهم من يسجل وصولات أمانة، كل هذا ليجمعوا المال للسمسار الذي سيدبر لهم رحلة إلى إيطاليا عبر البحر.
وبعد أن يدفع كل واحد أجرته وما عليه يأخذ هذا السمسار حشوداً من الشباب إلى الشاطئ حيث تنتظرهم هناك مركب بالٍ، يمشون إليها عبر الماء حتى يغطي الماء رؤوسهم ثم وبصعوبة يصعدون للمركب التي قد ازدحمت بهم، ويظهر ذلك القبطان الفظ لأول وهلة، لكن فيما بعد يتبين أنه قائد جيد لذلك الجمع من الشباب، حيث يسيطر على جموحهم.
نعم هو جيد لولا أنه استرخص مركباً مثقوباً ثقباً لا ينفع معه علاج، وعدل عن مركب آمن أغلى ثمناً عدة أضعاف، لكنه كان ليوصلهم بأمانٍ إلى بغيتهم، ولتجنب كارثة حقيقية ستحدث لهم.
أبرز شخصيات الفيلم
سعيد: الشاب الشهم الذي ترك عائلة من والد ضرير ووالدة أتعبها العمل في تقليم البامية لتعيل العائلة، وسندها الوحيد سعيد. وله أيضاً أخوات في سن الزواج، يحتجن إلى تجهيز، جميعهم يعيشون في بيت قديم متهالك.
مجدي: الفتى المدلل الوحيد لأمه. والتي تخاف عليه من نسيم الهواء، تتركه يسافر خوفاً عليه من الحسد والعين. لكنه لم يسافر وحده بل سافرت معه روحها وقلبها وعقلها المعلقين بفتاها الوحيد، وهما في منزل يعجزان عن سداد إيجاره.
عماد : الذي ترك أمه وزوجته الحامل بولده، وتوديعه بالدموع، فأبقى قلبه عندهن وودعهن ومضى.
الرحلة في البحر
المركب تسير في عرض البحر وهي تحمل قصصاً وآمالاً بسعة البحر، فكل منهم يأمل أن يعود بخيرات تغنيه ليعيش مع أحبائه حياة كريمة دونما عازة أو فقر وتعب. وهنا وفي غفلةٍ من الجميع ينفتح ثقب في المركب. لتغرق الغرف في الأسفل ويموت من فيها بآمالهم وأحلامهم الواسعة.
فيخرج القبطان وبيده سترة نجاة ويخبرهم بفزع أن المركب تغرق. وهنا يفزع كلهم إلى أطواق النجاة التي لا تساوي ربع عددهم، فيتقاتلون عليها. حينها يهرع سعيد للبحث عن صديقه عماد ليجده غارقاً ميتاً في الحجر السفلية، فيأخذ هو ومجدي – الذي لا يجيد السباحة – طوق نجاة، وهنا يقفز الجميع إلى البحر، وتنتكس المركب شيئاً فشيئاً حتى تغرق كلياً.
أما المهاجرون فيسقط الواحد تلو الآخر ميتاً إلى أن يتبقى سعيد ومجدي ممسكان بالطوق وقد طلع الصبح عليهما وهما في عرض البحر لوحدهما. يسقط مجدي من الطوق إلى عمق البحر ميتاً بسبب البرد وكذلك سعيد. فلا يبقى من المهاجرين البؤساء حياً. بحرٌ أزرق هادئ وجميل. يبدو للرائي مسالماً لكنه ابتلع في ليلةٍ واحدة عشرات الناس الذين ليس ذنبهم إلا أنهم يبحثون عن حياةٍ كريمة لهم ولأحبائهم.
النهاية
ينتهي الفيلم بلقطة لشاطئ إيطاليا الممتلئ بجثثهم التي ساقها البحر إلى هناك، نعم في النهاية قد وصلوا إلى وجهتهم. لكن وصلوا جثثاً هامدة وآمالاً ابتلعها البحر فلا عودة.
للمزيد:
فيلم المليونيرة الحافية .. نشالة غيرت مسار أسرة
فيلم كنغر حبنا بطولة رامز جلال
2 تعليقان
شكراً لك HALAH ALDULAMI ، في الحقيقه شكراً مرتين ،الاولي لانني سعيدة بقراءة هذا المقال ولانك بارع جدا في وصف الأحداث عشت القصه وكأني آراها في السينما وشكرا مره أخري لأني لست مضطره لمشاهدته حقا ،😂
يسرني أن المقال أعجبك عزيزتي سما، لكن لا أدري هل إن الجزء الثاني من شكرك هو مدح أم ذم😅، إذ ليس من المفترض أن يكون عوضاً عن رؤية الفلم أبداً، لأن التفاصيل فيه تأخذك لأبعد مما هو في المقال.