” التنمر ” ظاهرة مستمرة بالرغم من كثافة الوعي ..
ما هي أسباب أستمرار ظاهرة ” التنمر ” ؟
بالرغم من ان موضوع ظاهرة التنمر قد يكون موضوعا ازليا و متكرر ؛ الا ان هناك أسئلة استفهامية حول استمرار ظاهرة التنمر رغم كثافة الوعي حول الامر في الوقت الحالي ، بل و قد نراه بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي و في مختلف الاشكال .
لماذا يجب ان يؤخذ التنمر بشكل اعتيادي بدلا من محاولة التصدي له ؟
سمعت كثيرا عن انه يجب ان تؤخذ ظاهرة التنمر بالتجاهل ، و لكن لماذا ؟ ، لماذا يجب على الضحية ان ينصت دون ردة فعل ؟ ،
و لماذا يجب ان يقال له يجب أن تثق بنفسك و ان لا تستمع اليهم ؟ ،
كيف يستطيع فعل ذلك و هو محطم من الداخل ؟ ، و قد يصاب بعض الاشخاص بالعقد النفسية من ذلك الامر !
و حتى الان لا يزال هناك من يرى ان الامر ” عادي ” ، و هناك من يضع الاعذار دائما للمتنمر ! .
دراسة استقصائية حول اسباب استمرار ظاهرة التنمر …
بدا لي أن استمرار التنمر امرا غريبا بعض الشئ ، لأنني أرى كيف تقوم المراكز و المدارس بالتوعية المكثفة حوله ،
و عن ضرره و آثاره الجانبية على الفرد و المجتمع ؛ لذلك قمت بدراسة استقصائية حول الامر و اخذ اراء الناس من مختلف المدن حول اسباب استمرار تلك الظاهرة .
جاء السؤال كالتالي :
لماذا لا تزال ظاهرة التنمر مستمرة بالرغم من كثافة الوعي حولها ؟
- تقول الآنسة ’ اكرام ’ من مدينة الرياض : ربما تكون التوعية غير كافية ، او ربما عدم وجود عقوبات صارمة تحد من هذه الظاهرة ، هو ما يساهم في التمادي فيها ، كذلك تهاون الاهالي مع الاطفال المتنمرين ينشئ فيهم هذه العادة السيئة ، كما ان احد اسباب التنمر في مواقع التواصل الاجتماعي هو عدم ظهور الاشخاص بهوياتهم الحقيقة لذلك يقومون بالتمادي مع الاخرين بشكل سئ و ملحوظ
- فيما يقول الاستاذ ’ مراد ’ من مدينة جدة : سكوت الضحية و تعاملهم مع الامر بخوف وتردد هو السبب الاكبر !
- اما عن السيدة ’ ريم ’ من مدينة الرياض : السؤال الذي يراودني دائما لماذا ؟ انا اعتقد ان هناك جانبين للامر ، الجانب ان الضحايا لا يضعون حدا للمتنمرين ؛ لذلك يقومون بالتمادي ، و الجانب الثاني ان المتنمر لديه عقد داخلية و 70% من هؤلاء الاشخاص يعلم ان التنمر امرا خاطئ لكنه لا يرتاح الا اذا قام بكسر احدهم .
- كما يشارك السيد ’ ادهم ’ من مدينة الشرقية تلك النظرية قائلا : الامر برمته هو محظ امراض نفسيه ، و لمعالجته لابد من عرض المتنمر لطبيب نفسي .
- و تقول الاستاذة ’ نور الهدى ’ من خارج المملكة : التوعية بالتنمر لامست شريحة المتعلمين فقط ، لكنها لم تلامس الناس العامة او طلاب المدارس ، بالامس قام احد المشاهير بالتنمر على بائع متجول فحتى هذا المشهور لم يستطع منع التنمر في داخله ان يطغى على اخلاقه ، يبدوا ان التنمر لذيذا وشهيا للبعض و لا يستطيعون التعايس بدونه .
- فيما تشارك من مصر الانسة ’ هاجر ’ قائلة : اعتقد ان السبب ليس في زيادة او نقص الوعي ، ربما المشكلة في المتنمر ، بكونه يشعر بالنقص و الضعف في نفسه ، لنتخيل ان كل المتنمرين يعانون من عقد نفسية بينما يعاني الضحية من المثالية الزائدة التي تسمح للمتنمر ان يؤذيه ! هذا امر مؤلم حقا .
- فيما ترى السيدة ’ عفيفة ’ : ان الامر برمته يعود للتربية الحسنة و اخلاق الفرد ، و على جميع المدارس و المساجد و الاسر المساهمة في تربية اطفال متخلقين .
هل سنصل الى حل في يوم ما لتلك الظاهرة المؤلمة ؟
و اتضح لي بعد تلك الاراء ان الجميع يتفق على امرين ، الاول ان المتنمر لديه امراض نفسية ، و الثاني أنه لا توجد عقوبات صارمة ،
الامر الذي جعلني أتساءل :
هل سنتوقف عن روية ظاهرة التنمر لو وضع حد أو عقوبات صارمة لها ؟ و كان جوابي لنفسي لا ! ، حيث انه لو وضعت العقوبات فهي ستطبع على البالغين فقط ، و على الاشخاص الذين تعرف هوياتهم ،
بينما سيبقى الاطفال و رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعانون من تلك الظاهرة من قبل المجهولين ، و هذا الامر لن يعالج الظاهرة .
سؤال آخر :
لو كان المتنمر يعاني من مرض نفسي ، كيف لنا ان نعرف ذلك ؟ و كيف لنا ان نعالج هذا الامر ؟ ، و على كل حال لن تجدي تلك الخطوة نفعا لاننا لن نستطيع معالجة جميع المتنمرين ! .
فيبقى السؤال الذي لم نجد له اجابة بعد :
هل سنصل الى حل في يوم ما لتلك الظاهرة المؤلمة ؟
اقرأ أيضًا
هشام إسماعيل يرد على تصريحات مصطفى شوبير بشأن التنمر
مسلسل مدرسة الروابي يثير الجدل على نتفلكس بسبب قضية التنمر
الفيلم الصينى better days الذى أوقف التنمر فى المدارس