رواية ذاكرة الجسد هي رواية للكاتبة المعروفة الجزائرية مستغانمي، حيث أخذت شهرة كبيرة في العالم العربي، كما أنه تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني لشهرتها، ونالت جائزة نجيب محفوظ، فإليك ملخص الرواية وأهم أحداثها.
ملخص بسيط لرواية ذاكرة الجسد
تتكلم الرواية بأسلوبها الرومانسي، حيث اعتمدت على ذاكرة بطل الرواية وتفاعلاته مع التفاصيل. فتدور الأحداث حول خالد وحياة، فهما من أهم الشخصيات الموجودة في الرواية، حيث أراد خالد أن يكتب قصّته عن وطنه ومدينته قسنطينة، ليكتشف فيما بعد أن حياة هي الوطن والمدينة.
تكون بداية الرواية مع عودته إلى وطنه الأم، هذه العودة المخيّبة الحزينة كما صورتها أحلام بأسلوبها الشاعري الذي يفيض بالصّور ولمساتها الإبداعية، وقد كانت هذه العودة المشاركة في دفن أقرب الناس إليه أخيه، حيث قتل في الأحداث بتاريخ 1988 برصاصة عابرة، وهذا السّبب الذي دفعه للعودة إلى وطنه وأن يوقف رحلة الاغتراب.
فقرر عند عودته أن يقوم بكتابة قصّته التي جعلت ذاكرته بحالة متعبة بنيّة أن يرتاح لأنها أنهكته، لقد كان من الرجال الذين قاموا بالمشاركة في الثورة الجزائرية، وكانت له الكثير من الأسباب في ذلك من بينها أنّه كان السي طاهر جاراً له، وهو يعد من أهم الشخصيات في تلك الحقبة، ويكون هذا الرجل ذاته والدها لحياة.
فبعد وفاة والدته قرّر أن يواكب عصر الرجال والتقرّب من والدها، فوجد فيه السند والأب والأخ وكل ما فقده من شعور العائلة، ليبدأ السي بإعطائه أصعب المهمات، ويبقيه رجله وذراعه التي يضرب بها حتى تعرض للإصابة، وهذه الإصابة أدت لبتر يده، فأجبر على الانتقال للحياة البسيطة والتخلي عن حياته السابقة من جديد.
رجل المدينة
بعد انتهاء حياة العسكرية معه، لكن النضال والتضحية لا تنتهي عند المناضلين الأوفياء، غادر أرض المعارك مودعاً سلاحه ورفاقه ومن بينهم السي، الذي حمل معه أمانة ليسلمها لوالدته، وأيضاً ورقة تحمل اسم ابنته الصغيرة التي ولدت منذ أشهر.
حيث نسب إليه في هذه اللحظة أعظم مهمة وتعد من أهم المهمّات التي نفذها، تسجيل الطفلة في البلدية وقد كان ذلك بتاريخ 1956، وبعد أربع سنوات استشهد السي في معركة شرسة تاركًا من ورائه أمًّا وطفلين، الطفلة حياة والطفل ناصر وزوجته.
قرر خالد أن يبقى مع هذه العائلة لفترة معينة، ثمّ ذهب بعدها إلى باريس لأنه رأى أن تلك التضحيات أتت من دون جدوى ونتائج مخالفة كلياً لتوقعاته.
يصطاد رجال المعارك والسلم بكل سهولة من قبل الحب
اكتشف خالد أن الريشة أيّ الرسم هو ما يفتقده بالنهاية، فأصبح أحد أبرز الرسّامين المبدعين في باريس، حيث بدأ بإقامة المعارض الخاصة وعرض جميع رسوماته على الناس فيها، وفي إحدى الصدف وعندما كان الجمهور يتأمّل ويشاهد جمال تلك اللوحات، شعر خالد أن روح مدينته القسنطينة تجري بين رسوماته (المقصد فتاة)، كانت تمتلك ملامح الجزائرية بحيث تفيض تلك الملامح منها، كما أنه عرف هوية الفتاة قبل أن يتكلم معها.
بدأ بالاقتراب منها حتى يتعرف عليها، وإذ تحدث مفاجئة كالصاعقة حيث كانت هذه الفتاة هي نفسها حياة التي كان يلاعبها وهي صغيرة، هي الفتاة التي منحها اسمها عند ولادتها لقد كبرت وأصبحت بكامل جمالها وأنوثتها، ووقع في حبّها من دون إذن.
حيث بدأت تتطور تلك العلاقة، فهي لم تأتي مصادفة، بل لتبحث عن ذلك الرجل الذي كان يرافق أباها في المعركة، وتبدأ هذه العلاقة تتطور أكثر وأكثر من صداقة إلى عشق ومحبة ومن ثم لأحلام وحياة هنيئة، حيث عمل بكل جهد حتى تكون علاقة متبادلة.
حياة تغادر الحلم
كانت علاقة تحمل أنواع عديدة من العذاب ومعقدة لخالد، حيث كان مغرم جدًا بتلك الفتاة الصغيرة التي يكبرها بخمسة وعشرون سنة، ولا يعلم إذا كانت تحمل بداخلها ذات المحبة والعشق التي يحملها لها، أم أنّها ارتبطت بتلك العلاقة لمجرد شعورها بالأمان كونه صديق والدها وترى به حنية والدها التي تعوضها غيابه.
لكنه أصبح في عالم آخر، حيث أنه لم يعد يسيطر على نفسه لدرجة أنه أصبح مهووس بحبها، كما أنه تمنى من كل قلبه لو تشعر به كما يشعر بها، وبقى يأمل أن يتحقق ذلك حتى يشعر بالراحة، إلى أن أتته دعوة من شخص يدعى شريف ويكون عم الفتاة حياة، وتقول الدّعوة، زفاف الطفلة الصغيرة التي وقع خالد أسير غرامها، وفي هذا اليوم خيم عليه أجواء الكآبة، حيث تحطمت كل أحلامه وكل ما تمناه وخطط له.
للمزيد:
رواية شيطان العشق المعروفة برواية “مالك ونسرين”
رواية لا تخبري ماما للكاتبة انطوانيت ماغواير
“السكرية” رواية نجيب محفوظ التي لخصت تاريخ القرن العشرين بمصر