أيام قليلة ونستقبل باكورة العام الميلادي الجديد عام 2022، وكالعادة فإن العالم بكل طوائفه وديانته يحتفل بالكريسماس، ويتبادلون التهنئة فيما بينهم بجملة merry christmas، ورغم أن هذا العيد هو عيد الأقباط بالأصل، إلا أن المسلمون يحتفلون به ويشترون شجرة الكريسماس ويزينوها بالشموع والزينة، فهل هذا الأمر صائب وما حكم احتفال المسلمين بالكريسماس؟ .. تابع معنا لمعرفة الإجابة.
ما الكريسماس؟
الكريسماس هو عيد ميلاد يسوع أو كما يطلق عليه بعض المذاهب النصرانية أنه عيد ميلاد ابن الرب، وهو بالإنجليزية يعني Christmas أي مقتبس من اسم المسيح واختصاره Chi، أو المُخلص Christ أما التكملة وهي mas فهي كلمة فرعونية الأصل وتعني الميلاد.
وخلال هذا اليوم يتم الاحتفال بين الأقباط من خلال تبادل الهدايا، وإعداد وجبة عشاء شهية، خاصة طهي الديك الرومي، وشرب الخمور وإضاءة أنوار شجرة الكريسماس، وظهور الرجل العجوز بابا نويل أو سانتا كلوز، وكل تلك المظاهر التي نعرفها من خلال الأفلام الغربية.
ويعتبر الكريسماس بالنسبة للأقباط ثاني أهم عيد لديهم بعد عيد القيامة المجيد لهم، مثل ما نحن المسلمين لدينا العيد الأضحى وهو ثاني عيد هام لدينا بعد عيد الفطر المبارك، ويبدأ عيد الكريسماس من ليلة 24 ديسمبر حتى نهار 25 ديسمبر، حيث اختارت الكنيسة يوم 25 ديسمبر للاحتفال بمولد المسيح يسوع.
عبارات التهنئة بالكريسماس 2022
ومن أهم العبارات التي يستخدمها الناس لتهنئة بعضهم في الكريسماس هي:
- ميري كريسماس وكل سنة وأنت طيب.
- كل عام وأنت في أحضان وقلب يسوع.
- سنة جديدة وقلوب صافية عزيزة.
- سنة تروح وسنة تيجي ويفضل حبي ليك يزيد.
- Merry Christmas and happy new year 2022.
- بكرة سنة جديدة والشمس تشرق من جديد مع أماني وأحلام هتتحقق أكيد.
- قلب يريدك وبحبه يشتريك وبنبضه يرويك وبميلادك يهنيك.
والكثير من العبارات التي تنتشر بين الجميع في مثل هذا اليوم، فهل يصح لنا كمسلمين استخدامها والاحتفال بها؟
ما حكم احتفال المسلمين بالكريسماس؟
لا بد أن تعلم أن المسلمين لهم فقط عيدين وهما عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى .. وأي احتفال بعيد آخر هو بدعة وهرطقة، وقد أكد فقهاء العلم والدين أن الله فضل المسلمين بعيد كل أسبوع وهو يوم الجمعة، لذا فالمسلم ليس بحاجة لأعياد زائدة لن تضيف له شيئاً بل قد تؤثر على دينه، ومن هنا انقسمت الآراء بين مجامع الفتوى التشريعية، فهناك من أباح الاحتفال برأس السنة وهناك من حرم الكريسماس ومظاهر الاحتفال به كشجرة عيد الميلاد وعمل تمثال بابا نويل.
الرأي الأول: هناك شيوخ وعلماء تعاملوا مع عيد الكريسماس على أنه احتفال بعيد نبينا عيسى عليه السلام، وبما أننا كمسلمين مؤمنين بكل الأنبياء والرسل، فلا ضرر من مشاركة الأقباط الاحتفال بمولد نبيهم ونبينا أيضاً حيث قال رسولنا الكريم صلوات الله عليه: “أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِد”.
الرأي الثاني: وهو الرأي الذي حرم مشاركة المسلمين مع الأقباط في الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية، حيث قال رسولنا الكريم:
” لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شبْرًا بشِبْرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لَوْ سلَكُوا جُحْرَ ضبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قالوا: اليهودُ والنصارى؟ قال: فمَنْ؟”
وقال الله في كتابه الجليل بسورة التوبة:
“وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ” صدق الله العظيم .
الفرق بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية
هناك لغط ومخالطة بين عيد الكريسماس وبين رأس السنة الجديدة، فكلاهما مختلفين وهناك الكثير من التباين بينهم ومنها:
- الكريسماس هو يوم يمثل احتفال ديني للأقباط .. بينما رأس السنة الجديدة هو يوم ليس له أي صفة دينية أو مذهبية.
- الكريسماس يتم الاحتفال به كما قلنا بيوم 25 ديسمبر .. بينما رأس السنة الاحتفال به يكون بمطلع العام الميلادي الجديد 1 يناير.
- من مظاهر الاحتفال بالكريسماس تزيين شجرة الكريسماس المعروفة وتبادل الهدايا .. بينما بعيد رأس السنة من مظاهر الاحتفال الصخب والغناء وحضور الحفلات ووجود سانتا كلوز بين المحتفلين والمارة.
بالنهاية سواء كان الأمر مباح أو غير مباح، فجميعنا مسلمين وأقباط نتشارك بالإنسانية والوطن ونتمنى أن يعم الفرح والغبطة بجميع الأرجاء والمنازل، وأن يجعل الله العام الجديد 2022 عامًا زاخرًا بالأخبار الهانئة والحب والأمل.
للمزيد:
الكريسماس، وحقائق قد لا تعرفها!
شبيه ” رشدي أباظة ” : لي الشرف في ان اكون شبيها له !
فيلم ريجاتا .. فتش عن المرأة مع الخلطة السبكية
8 تعليقات
شكرًا على المقال ومحاولة البحث عن معلومات
لكني أود هنا التعقيب وتوضيح بعض الأمور وأبدأ من الاعتراض على هذه العبارة لعدم صحتها على الإطلاق، وهي “وخلال هذا اليوم يتم الاحتفال بين الأقباط من خلال تبادل الهدايا، وإعداد وجبة عشاء شهية، خاصة طهي الديك الرومي، وشرب الخمور وإضاءة أنوار شجرة الكريسماس، ” وهذا لعدة أسباب:
1- الأقباط لمن لا يعرف هم المصريون، وتطلق على المصريين المسيحيين ولكن لو تحدثنا تاريخيًا فإن كل المصريين مسلمين ومسيحيين هم أقباط. فاستخدام هذه الكلمة مع ما بعدها من كلام غير صائب.
2- في القول أن المسيحيين في ليلة عيد الميلاد يأكلون الديك الرومي ويشربون الخمر هو كلام منقول من الأفلام أيضًا. وهو شيئ يحدث في الغرب في الكريسماس وفي عيد الشكر Thanks giving day وفي مناسبات مختلفة دينية أو غير دينية. أي أنها تقاليد دنيوية لا علاقة لها بالدين أو الالتزام الديني. أما المسيحيون في الشرق وفي مصر فحالهم هو حال المسلمين في الاحتفال بالأعياد الدينية. بالاعتماد على الطيور أو اللحوم المذبوحة من الجزارين (القصابين) للتعبير عن فرحة العيد مع الملابس الجديدة والحلويات والمخبوزات. الأمر عادات وتقاليد وليس من الدين.
مسألة شرب الخمر أيضًا هي مسألة غير دينية ولا ترتبط بالاحتفالات الدينية. ولكن كعادات دنيوية يقوم الغربيون في أوروبا وأمريكا وممكن بعض الشرقيون بعمل ذلك كعادة أو كترفيه عن أنفسهم وهو الأمر المذموم دينيًا عند المسيحيين تمامًا مثل المسلمين. والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لا يجيز شرب الخمر على الإطلاق. ويمكنك البحث عن ذلك من خلال المواقع والكتب المسيحية.
أما إلصاق أي شيئ في الأفلام الغربية وتصويره بأنه مرتبط بالدين المسيحي فهو شيئ غير مقبول. الاحتفال بقدوم المسيح له قدسيته ومكانته ولا يمزج بينه وبين فعل الموبقات سوى كل مستهزئ ومستهتر. وهذا لا علاقة له بالدين المسيحي ولا الكنيسة على الإطلاق.
الغرب فصل الدين عن السياسة وعن الرياضة وعن كل نواحي الحياة بشكل رسمي. ولكن الأفراد لهم الحرية في أن يكونوا متدينون، أو نصف متدينون، أو لا دينيون… إنها الحرية الفردية الغربية ولا أحد يستطيع تجريمها طالما لا تؤذي أحد أو تتعدى على حدود وحرية أحد.
تحياتي
شكرا لحضرتك على المعلومات اللى تفضلت بيها ووضحتها .. وأنا وضحت بالفعل إن حتى إحنا كمسلمين بنحترم كل الأديان ومؤمنين بالمسيح عيسى عليه السلام .. لكن مينفعش ننكر إن فيه صور كتير بتحصل دلوقتي بـ اسم حرية التعبير وحرية الفكر بتضر بالأديان السماوية
الأديان لا يمكن أن يمسها ضرر. ولكن الضرر يكون للصورة الذهنية التي لدى الأفراد حول الأديان. لذلك فالعاقل لا يعتمد على مصدر واحد للوصول إلى المعلومة. وعليه أيضًا أن يرى ما يحدث حوله ويلاحظه أكثر من أن يسمع ويقرأ في حين يغلق عينيه. تحياتي لكل الباحثين عن الحقيقة. ولكل من يعملون عقولهم. “أفلا تعقلون!”،
إن الإنسان مطالب بأن يعمل عقله لا أن تلهيه عقول الآخرين التي قد تكون، وغالبًا ما تكون، غير محايدة.
أكرر تحياتي
جميل
جميل جدا