يؤسفني أن أروي لكم تجربتي مع مرض طول النظر لدى الأطفال، والذي يتجاهله بعض الأسر ولا يكتشف الحقيقة إلا بعد فترة وقد استصعبت الحالة، لكن عند الله ليس هناك من صعوبة وهو خير الشافين.
لقد ولدت ابنتي الجميلة في شهر سبتبمر من سنة 2018، في صباح هذا اليوم رغم الألم والتعب إلا أنها أفرحتني برؤيتها، حيث أنها كانت جميلة بيضاء كضوء القمر في ليلته المكتملة ذات عينين بعدسة ربانية رمادية اللون، كل من يراها يحدق في لون عدسة العينين الجميلتين، مرت الأيام والشهور وألاحظ تحول بسيط في عينيها.
كانت طفلة هادئة وجميلة ذات محيا مبتسم بشفاتها الوردية الربانية، وتحمر وجنتيها مع أول حرارة تلامس خدها الناعم الصافي البياض، شعرها الجميل كان حكاية من حكايات الجمال، الكل كان يتحدث عن جمالها رغم صغر سنها.
سبب مشكلة طول النظر
أول ما أكملت ابنتي الجميلة السنة بدأت تتعلم المشي ومن ثم تنتبه للهاتف والتاب الذي لا يغيب عن أيدينا، انتبهوا يا أولياء الأمور فتصرفاتكم هي التي تلقن وتعلم أطفالكم، فابتعدوا عن التصرفات التي لا ترغبونها في أطفالكم أن يتعلموها، وأولها كثرة الجلوس على الهاتف.
نعم كنا مشغولين جدًا وكانت البداية أنها تتسلى وتتعلم لقد سمحنا لها بمشاهدة التاب، ومرت الأيام وكل يوم تزيد عدد الساعات وفجأة أرى عيونها الجميلة تتحول العدسة تتحرك في غير مسارها المعتاد، حادثت أهلي المقربين بذلك، أجابوني بأنه أمر طبيعي وسوف تتحسن مع مرور الوقت، لكن قللي من إعطائها التاب حتى لا تضر بأعينها.
في السنة الثانية من عمرها، قررت أن أعرضها على طبيب عيون ولكنني لم أكن آخذ الموضوع بمحمل الجد، وقدمت موعد لها في المستشفى التخصصي للعيون، لكن تم تأجيل المواعيد بسبب مرض كوفيد 19 وتزاحم المستشفيات بالمرضى.
تم إشعارنا بعد سنة بالموعد وعندما ذهبت اتفاجأ بأن الدكتور هو دكتور عيون عام وليس تخصصه عيون أطفال، لكنه بعد أن أجرى الفحوصات اللازمة أخبرنا بأن طفلتي الجميلة تعاني من مرض طول النظر وفي مرحلة متقدمة، حيث أنها لا ترى الأشياء القريبة منها بوضوح ولكنها ترى الأشياء البعيدة عنها. وبحاجة إلى نظارة في أقرب وقت ممكن، لكن لا يقدر على عمل القياسات اللازمة للنظارة الطبية دون استشارة طبيب أطفال.
في تلك اللحظة شعرت بأن الوضع خطير وأخذت التقرير وذهبت به إلى مستشفى خاص وأجرى لها فحوصات، وأيضًا نفس الكلام اتضح أنها تعاني من ضعف متقدم في طول النظر ويجب أن ترتدي النظارة، وأنه لا توجد علاجات حاليًا غير النظارة الطبية.
نصيحة
نصيحتي لكل أب وأم وبالتحديد الأم لا تلهيك الحياة عن أبنائك وانتبهي لهم جيدًا، وإذا رأيتي تحول بسيط في عدسة العين مراجعة الطيبب في أقرب وقت ممكن حتى لا تضطري إلى الشعور بما أشعر به الآن وهو الندم في تقصيري في عدم المسارعة في علاج ابنتي حيث أن العين اليسرى قياس النظر 16 واليمنى 11.
انتبهوا لأبنائكم جيدًا فهم أمانة وادعوا لابنتي بالشفاء وإن يرجع بصرها طبيعيًا وتتعافى في أقرب وقت ممكن.
للمزيد:
اغذية تعالج ضعف النظر و تحسن البصر فلا حاجة لعمليات الليزك بعد الان..سبحانك يا الله
1 comment
يجب على الآباء أخذ أبنائهم عند الطبيب من أجل الفحص العام. لا قدر الله إذا كان أطفالنا يعانون من شيء يكتشف في وقت مبكر. و شكرا على هذا المقال و المعلومات المهمة.