فيلم “لا مؤاخذة” .. سنتكلم اليوم عن فيلم للكاتب والمخرج “عمرو سلامة”
تدور قصة فيلم لا مؤاخذة حول الطفل “هاني” (النجم أحمد داش) وما يعيش من أحداث عقب وفاة والده… كان والده مدير بنك ولم يترك بعد موته لزوجته وابنه سوى الديون… فاضطرت والدة الطفل هاني (النجمه كنده علوش) بنقل طفلها من مدرسة الخاصة إلى مدرسة حكومية بمنطقة شعبيه… وهنا وبتلك النقلة الصادمة تبدأ أحداث الفيلم….
فيلم “لا مؤاخذة”
أحداث الفيلم
و يكتشف الطالب أن ديانته “المسيحيه” ستكون عائقا بينه وبين باقي الطلاب…. فهم مسلمون ولكي يندم معهم لابد أن يكون مثلهم وهنا يخدمه الحظ أو ربما يخدمه اسم والده الذي لم يرث منه شيئا سواه…. فاطمه “هاني عبد الله” ويظن الطلاب أنه مسلما مثلهم حيث أن المشهور أن هذا الاسم إسلامي…. ويتمادى هاني في إنكار دينه وهويته لينال رضا الطلاب ويتلاشى تنمرهم أو اعتزالهم له… فيصل معهم جماعة…ويتعلم الإنشاء الديني وأسماء الله الحسنى ليكون ذا حظوة لديهم….
يعيش مذعورا… خائفا فالهوى المفاجئ أصابه بربكة جعلته يسير مع التيار….
يأتي الطلاب لزيارته في منزله… فيخبئ الصليب ويعلق آيات قرآنية…
ورغم ذلك ظل كما هو “لا مؤاخذة” تلك التسمية التي اكتسبها منذ مجيئه…عندما سأل المعلم الطلاب عن مهنة آبائهم وكل طالب يجيب “لا مؤاخذة :سباك”… “لا مؤاخذة :نجار”…. وهكذا… حتى أتى دور هاني ليجيب… فحاول تقليده ليكون منهم ولا يشعر بالاغتراب… فأجاب “لا مؤاخذة :مدير بنك”… كانت هذه أولى تنازلاته وظل يسقط ويسقط حتى استفاق… ان إنكار نفسه لت يجعله شيئا… لقد صار لا شيء… فلا هو مسلم ولا مسيحي…. لا يجد نفسه… فقرر تعلم الجودو ليواجه كل متنمر… ويفصح عن نفسه وديانته وهويته بلا خوف….
– للحقيقة…القصة ليست الطفل هاني فحسب.. بل تنطبق على العديد فكم من شخص ظن أنه مختلفا عن الآخرين فأنك نفسه وعمل على تمويه نفسه كي يتهوه وسط الأغلبية فلا يُرى ولا يحس به ويظن أنه بذلك يطمئن ولكن في الحقيقة يعلم أن حربه الداخليه لن تتركه يهنأ…
اإننا عندما نعجز عن المواجهة وتظن أننا سنحيا بسلام نكون نخدع أنفسنا… فكل مختلف لابد أن يحترم اختلافها أولا ليجري كل من حوله على احترامه…
القضية المثارة هي الدين ولكن يأتي على هامشها قضية التعليم… فينظر واحدة ترى الكثافة العددية للطلاب… وتدني مستوى المعلمين فهم ليسو مؤهلين بالمرة… وكذلك نظافة المدرسة منعدمة… وأخيرا مدير المدرسة الذي لا يشجع المتفوق بل يسخر منه ويحاربه… لماذا… لأنه مختلف.
ختاما….
الفيلم يثير قضية هامه ولكن هناك بعض الملاحظات التي أدونها…
1- مشاهد وايحاءات لا تليق وخاصة أنه فيلم للأطفال.
2 – الشعب المصري يتعامل مع كل الاديان بتسامح وتقبل للآخر… فكلنا نشأنا معا…. لم نعش يوما حادثة أطفال مسلمين يعتزلون طفل مسيحي… فما من شارع أو منطقة الا وبها المسلم والمسيحي معا… فالظاهره التي يتحدث عنها الكاتب “ظاهرة الأطفال المتعصبين” ظاهره غريبة عنا كشعب مصري.
اقرأ أيضًا
تعرف على أزمة فيلم سعاد الذي يمثل مصر في مسابقة الأوسكار
فيلم ريجاتا .. فتش عن المرأة مع الخلطة السبكية
3 تعليقات
هذا الفيلم يحتاج أن نتوقف كثيرًا عنده. يحتاج ألا ندفن رأسنا في الرمل عند مناقشة القضية التي يثيرها. نحتاج ألا نكون كبيومي فؤاد وهو يلعب دور مدير المدرسة فيه ويستخدم أسلوب الخطابة الذي عفا عليه الزمن لكي يؤكد على عدم وجود تمييز ديني. فالفيلم يحارب التمييز بفضحه وفضح صوره. كما أنه يوضح أكثر من التمييز على أساس الدين، التمييز الطبقي على أساس المستوى المالي أغنياء وفقراء.. نحتاج لتحليل أعمق للقضايا التي يحملها الفيلم!
تحياتي لكاتب المقال
جيد
الفيلم يتضمن الكثير من الدروس. يجب على الشخص أن يؤمن بذاته و لو كان مختلف عن الآخرين. ليس الواجب عليك أن تكون مثلهم لكي تندمج معهم. أو أن تتبع منهاجهم في الحياة لكي تكون مؤهل لمرافقتهم. يجب أن تثق بنفسك.