عبارة الحدس العقلي في علم النفس هي باب مفتوح أمام العديد من الباحثين في مجال العلوم النفسية والسلوكية وأيضًا العلوم الفلسفية والاجتماعية منذ سنوات طويلة، فالكثير من الناس يتخذون قرارات دون براهين مثبتة في مجالات عديدة في الحياة.
قد تكون غير منطقية أو مدعمة بوقائع من وجهة نظر أصحاب الأدلة الدامغة فيرون أن متخذ القرارات الهامة بناء على ما يسمى الحدس العقلي لديه هو عدم منطقية بحد ذاته ولا يمكن اتباعه وبه الكثير من المخاطر.
الحدس العقلي
الحدس العقلي هو عبارة عن الغير مدرك أو الملموس أو التبصر في العقل اللا واعي والذي يسير عكس البراهين التي يقوم عليها العلماء بالإعلان عن نظرية علمية؛ لأنها تقوم على سلسلة من التجارب أو القياس المبني على كثير من الأدلة التي تدعمه.
وهي لا تعترف بالانطباع الذي يحكم من خلال الحدس أحيانًا يطلق عليها الفراسة وهي مجال بحث علماء النفس أيضًا. وهو ما يعيدنا لفكرة أننا جميعًا نملك عقل لا واعي يحتوي على ملايين من المعلومات المبنية على جينات وخبرات جميع من سبقونا لكننا لا ندرك كل تلك المعلومات سوى في لمحات بسيطة تظهر بنسب متفاوتة بين كل شخص وآخر.
ومن يؤمنون بذلك هم على النقيض من أصحاب الأدلة يتخذون قراراتهم بشكل أسرع وأكثر ثقة في ما يفعلون ويصبحون أقل تشكك في كل شيء عن الآخرين.
ولكن حاول الكثير من العلماء الوصول إلى نتائج دقيقة بناء على مقياس رسم المخ وعمل تجارب مختلفة لقياس النشاط العقلي عند اتخاذ أي قرارات تجاه المشاركين في التجارب التي قاموا بها وعرضها على مؤثرات فسيولوجية محددة لقياس النتائج .
ولكن لم يستطع أحد التوصل إلى ماذا يدور في داخل العقل يجعله يتخذ تلك القرارات بناء على الحدس العقلي فقط.
وقد توصلوا إلى اتخاذ البشر المختلفين قراراتهم بناء على معلومات مخزنة في تكوينهم من آلاف السنين في جزء بعيد ومختلف عن نقطة الذاكرة التي توجد في الدماغ والمسؤول عن الذكريات الماضية سواء التي يمكن استرجاعها بسرعة أو تحتاج إلى تمارين وعلاجات يتم اللجوء إليها للوصول إليها من جديد.
والتي تضاف فيما بعد إلى المخزون اللا واقعي لدينا ونستخدمها في صور الحدس العقلي ربما لأجيال لاحقة.
اقرأ أيضًا:
علم النفس يحذرك من كتم دموعك لهذه الأسباب
الفرق بين علم النفس والطب النفسي