ذكريات قنديلي واللحظات الجميلة
جميلة تلك اللحظات
من حياتنا
التي نوقف فيها الزمن
عن غير قصد
أو بعد إصرار وترصد
أو عن رغبة معينة
وحاجة في أعماقنا
إما هروبًا أو اختيارًا
فنرتمي بين أحضانها
نستعرض من صورها
مشاهدها وأحداثها
نعرج على زوايا منها
ننبش في أدق تفاصيلها.
ذكريات نود لو نمكث فيها
لحظات من ذكرياتنا
نستوقفها
نطيل أو نقصر
في التماهي معها
أو تأملها
نحس معها
مشاعر عجيبة
تغمرنا فرحة ومتعة
نتمسك بها
لا نرغب الخروج منها
أبدًا
نود لو نمكث فيها
أمدا..
ذكريات نود لو نمكث فيها
ولعل الأجمل فيها
أن ترتبط تلك اللحظات
بأيام طفولتنا
بكل ما فيها
من طهر وبراءة
من صدق وعفوية
ومن صفاء ونقاء
وبتلك النظرة الخالصة
نحو الجمال
المتجلية في كل شيء
الواضحة على كل شيء
من حولنا
في بسماتنا وضحكاتنا
في لعبنا ومرحنا
وفي حركاتنا وسكناتنا.
البادية والقنديل
كم أتذكر من طفولتي
ذكريات البادية والقنديل
المدرسة والمدرس
رفاق الدرب والدرس
رغم أنها كانت قصيرة
عمرها كله
لم يتجاوز
ثلاث سنوات
بعدها رحلت إلى المدينة.
أذكر أني وقتها
كنت مجتهدًا
كنت مسرورًا
أجد في الدرس والتعلم
رغم كل الظروف
البعد عن المدرسة
وقساوة الطبيعة.
أذكر جيدًا
قنديلي الصغير
يرافقني في ليلي
كنت أستضيئ به
هو دومًا بجانبي
يتربع طاولتي الخشبية
المستديرة المنحنية
الثلاثية الأرجل
وأنا ملتصق بها
قابع على كرسي صغير..
نصائح الأم
أذكر غازه الأحمر اللون
رائحته الكريهة
تلك الآثار السوداء
التي تعلق بأنوفنا
ونكتشفها في الصباح
عند غسل وجوهنا
وأذكر حجمه وشكله
زجاجة وفتيلة
كيف يملأ ويوقد
ونصائح الأم
حول الاحتراز من مخاطره
مع ضرب الأمثلة
عما سببه ويسببه
من إحراق وإتلاف
وأحيانًا إزهاق أرواح
إن سقط وتكسر
وشبت ألسنة النار
فيما حوله
عند السهو عن إطفائه
قبل النوم..
ذكريات قنديلي تسعدني
أذكر ضوءه الخافت
الذي كنت سعيدًا به
أراجع دروسي معه
في البيت
وبالليل رفقته..
ذكرياتي مع قنديلي
كثيرة وجميلة
لا أنساها ما حييت
كلما استعدتها أسعدتني
هي سطور ناصعة
في سفر حياتي
وصفحة متميزة…
اقرأ أيضًا:
7 تعليقات
قصيدة رائعة أتمنى لك استمرارية موفقة.
الروعة من جميل ذوقك ورقي حسك الابداعي..سلمت وبوركت ودمت مبدعة راقية..احترامي وتحياتي
الروعة من جميل ذوقك ورقي حسك الابداعي..سلمت وبوركت ودمت مبدعة راقية..احترامي وتحياتي
كتابات لعلها ستكون من ذكرياتنا التي” نود لو نمكث فيها”…سلمت
صحيح ،فالكتابةعن الذكريات هي حتما ستظل من ذكرياتنا يوما، من الذكريات الموثقة.. كل الشكر والتقدير على المتابعة الراقية لرفرفات حرفي المتواضعة..سلمت ودمت للرقي عنوانا..احترامي وتحياتي
هناك من الذكريات نتمنى أنها لا تذهب وهناك نتمنى أنها لم تحدث قط
شكرا لك على المقالة الجيدة وإلى الامام
صحيح، هي في النهاية ذكرياتنا على اختلاف ما تتركه لدينا من وقع وما تخلفه لذينا أيضا من أثر عند استرجاعها.. ومنها ما نتمنى أن نسترجعه ونستوقفه باستمرار ومنها ما لا نود أن نسترجعه أبدا نظرا لارتباطه بما يحزننا أو يوجعنا..ولعله من الجميل في كل الاحوال أن نكتب عن تلك الذكريات دزئيا أو بكل التفاصيل لتصبح موثقة..سلمت ودمت راقيا..احترامي وتقديري مع خالص الشكر وارق التحايا