الجميع يبرأ نفسه من تهمة “كراهية الناس”، بالفعل نتعامل معها على أنها تهمة. وبالطبع بما أنها تهمة فلا بد أن ندافع عن أنفسنا بكل السبل والطرق وأدوات القسم أننا لا نكره الناس، لكن لماذا نعتبرها تهمة هل “كراهية الآخرين مرض نفسي” لذا نسعى لتبرئة أنفسنا؟
إن نقاء القلوب وصفاءها يكون بالحب، حب الله، الناس، والكائنات جميعها. فكل ما ينبض بالحياة يستحق الحب. وقيل “سألوا حكيمًا يومًا ما الجنة؟ أجاب الحكيم: قلب مفعم بالحب، فسألوه: وما الجحيم: قال قلب خال من الحب” فالحب والتنعم بنعمة الحب واجبنا تجاه قلوبنا. وقال أحد الحكماء:
“أنا لا ألتفت لكراهية من يكرهوني لأنني منشغل بحب من يحوبونني”
فالحب دواء القلوب وقاهر الشر. قال الله تعالى مخاطبًا النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في كتابه العزيز:
{وَلَوْ كنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ}
قسوة القلوب وغلظتها

هل كراهية الآخرين مرض نفسي؟
فالكراهية للآخرين لن تجلب لنا سوى سوأ القلوب وغلظتها وقسوتها وإن اسودت قلوبنا وأظلمت لن ترى جمال الحياة كما قال الشاعر:
والذي نفسه بغير جمال لن ير في الوجود شيئًا جميلًا.
فكره الآخرين يجعلنا مرضى، ويوقف حياتنا عليهم وننسى أن نعيشها. كما أن كره الآخرين يزحف بنا نحو الانتقام والثأر وأخذ كل شيء على محمل شخصي. وبذلك نكون نكره أنفسنا أكثر من الآخرين ونعذبها ونحرمها من أن تحيا حياة هدوء وطمأنينة.
إننا بالكره نُجَرِّف أنفسنا ونقتلع روحنا من الحياة، حتى تيبس روحنا. فغذائها الوحيد هو الحب وبالكراهية ننهيها، إن كره الآخرين يؤثر بالطبع على صحتنا النفسية ويجعلنا أسرى للشك والحقد وتوقع السوء من الآخر دومًا.
فإذا كره شخص ما الآخرين سيقنع نفسه أنهم أيضًا يكرهونه ويتمنون له الشر ويصنعون له المكائد وينصبون له الفخاخ ليسقط بها. إنها دوامة تجذب للأسفل، ولذا جميع الأديان تدعوا للحب، ألم تختصر المسيحية ذلك في “الله محبة” ألم يقل الإنجيل دومًا ” من لطمك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر”
ليست دعوة لتقبل الظلم بل للمسامحة وعدم وجود كراهية للآخرين، إننا عندما نكره نلوث طهر قلوبنا ونقاءها ولا نضر الآخرين بل الضرر كله يقع على قلوبنا ونظرنا للحياة.
اقرأ أيضًا:
إيجابيات المريض النفسي وكيف تزيد من قوة شخصيته؟
نصائح للصحة النفسية للعام الجديد ٢٠٢٢
3 تعليقات
هناك أشخاص يدفعوننا لكرههم، نحن بشر لا نستطيع ان نكون مثاليين….
الكراهيه مرض خطير يهدد المجتمع لانه نتيجة عداء البشر لبعضهم البعض، وهذا أخطر شئ مدمر في الحياة
بعض الشخصيات المريضة هى التى تساعد في انتشار الكراهية بصورة كبيرة وهى تتلذذ في ذلك وهؤلاء أكثر خطورة على البشرية