حان وقت التغيير .. فقد كنت دائما احس انني ذات شخصية ضعيفة واخجل اكثر من اللازم. جميع العقد النفسية محاطة بي. عندما كان يتكلم معي شاب أتوثر جدا. يتغير لون وجهي عشرة مرات في الدقيقة الواحدة، وفي دراستي كنت اجد صعوبة كبيرة من حيث المشاركة في الفصل حيث كان الأستاد يطرح تساؤل وينتظر منا الاجابة لا استطيع بالرغم من انني اعلم الجواب أقوله لصديقتي وهي تجيب بدلا مني، لم اعلم سبب هذا الخوف كنت اخشى يكون خاطئا وأعطي فرصة لزملائي للسخرية مني.
أصبح عمري يتجاوز 21 سنة وأصبحت أدرس بالجامعة جلست مع نفسي وفكرت انني لن استطيع العيش هكذا، سالت نفسي لماذا؟! لماذا أخاف؟ لما أخجل! لماذا لست كالآخرين؟ كتبت كل عيوبي محاولة الاجابة عنها ومن خلال هذه الاجوبة دونت الشيء الذي ان قمت بفعله أحل عقدة من عقدي وكتبت في الورقة أعلاها حان وقت التغيير.
في اليوم الموالي استيقظت باكرا قبل استيقاظ أهلي، غيرت ملابسي لبست بدلة رسمية وحذاء كعب عالي تزينت قليلا وقد كانت اول مرة اتزين بها فردت شعري وحملت محفظتي في يدي افطرت ومن تم خرجت متجهة نحو مكان وسط المدينة ركبت سيارة اجرة، عندما وصلت للمكان المقصود أغمضت عيني واخدت شهيق طويل.
عند دخولي للفنذق أوقفني رجل الامن قال لايمكنني الدخول يوجد مؤتمر سنوي لرجال الأعمال،قلت انني من المدعوين طلب مني بطاقة الدعوة، مثلت انني ابحث عنها فضربت على رأسي مدعية انني نسيتها، قال إذا لايمكنك الدخول طلبت منه بإلحاح ان يستدعي مسؤول المؤتمر طلب مني اسمي قلت دكتورة أسماء كنت على وشك ان انطق كنيتي فاذا به يقول تفضلي يادكتورة.
حان وقت التغيير
ضحكت من أعماقي احسست بثقة عمياء لأول مرة في حياتي قلت في نفسي لماذا اخاف اعطيت الامر اكثر من حجمه ومادمت وسط اناس مهمين سأستمتع بوقتي معهم، بدأ المؤتمر بالتقديم وصعد المنصة كبار رجال الاعمال وكان الموضوع حول الضرائب؛ عند الإنتهاء قال المقدم من له اضافة فليتفضل الى المنصة، قلت هاهي الفرصة اللتي أنتظر، رفعت يدي وصعدت احسست برهبة وضغط كبير في صدري، لم يسبق ان تكلمت امام الآخرين ومادامت هذه فرصتي فقد أقسمت على ان لا أضيعها.
قدمت نفسي انا دكتورة اسماء. بدأت بالتكلم عن الضرائب اللعينة التي تسرق مني نصف ثروتي تكلمت عن مشاريعي التي دمرتها كثرة فواتير الضرائب. أخدت مكبر الصوت بيدي وبدأت اتحرك وسط الخشبة وأشرح دون أن اعرف حتى ما اقول. اشرح واحرك يدي ورغم هذا أحسست ان نبرتي في الكلام وطريقة تحدثي جعلت الجمهور يتفاعل معي. حين انتهيت نزلت من الخشبة ثم تعالت التصفيقات أغمضت عيني واستمتعت بكل ثانية من تلك اللحظة السعيدة بدأت أجاوب فقط ب شكرا وشكرا.
انتشر الخبر في نشرات الأخبار بعناوين عريضة؛ شاهدت نفسي وانا في المنصة. سمعت ماقلت وتمعنت فيه جيدا كنت أظن أنه هراء فقط. لكن كان أفضل مقال مر في المؤتمر وبدون حتى سابق تحضير.استغربت عائلتي بالشبه الكبير بيني وبين ذاك الشخص، اكتفيت فقط بابتسامة، منذ ذاك اليوم تخلصت من جميع عقدي اللعينة دفعة واحدة، العقد التي لم أتمكن التخلص منها طيلة سنوات تغلبت عليها في لحظة واحدة، تعلمت ان لا أعطي الشيء اكثر من قيمته تعلمت ان اتخلص من خجلي وقد كان هذا اكبر قرار في حياتي هو ان اتكلم وسط اناس مهمين واهم درس اكتسبته هو ان اعطي نفسي قيمة لكي أتلقاها من الآخرين.
لاتسمحوا لحاجز الخوف ان يدمر حياتكم لانه وهم فقط.
إقرأ أيضاً
نهاية مأساوية لطفل حرم من حنان أمه
1 comment
نعم، حان وقت التغيير .. هو القرار الذي يقوم المسار من حال الى حال ، انه نعمَ المقال من شخص أراد أن يكون له.شاااان .. بالتوفيق