رواية عودة الروح للكاتب الكبير توفيق الحكيم . تعد تلك الرواية أحد روائع الحكيم الأدبية وصدرت فى عام 1933، بينما أتم كتابتها فى عام 1927 . عندما كان يدرس فى باريس وتعد تلك الرواية من أحد أشهر وأهم أعماله الأدبية والتى نالت شهرة واسعة .
رواية عودة الروح تتناول الفترة الحرجة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية .والتى بدأ توفيق الحكيم كتابتها قبل أن يتم الثامنة عشر من عمره. كما أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قال عن تلك الرواية أنها كانت الملهمة للقيام بثورة 1952 . كما أن تلك الرواية تأثرت الى حد كبير بالنشاط السياسى والأدبى فى تلك الفترة ومع بروز ثورة 1919 .وما أعقب ذلك من تغيرات سياسية وفكرية واجتماعية على مصر ، بينما كانت تلك الفترة البداية الحقيقة لانبثاق فكرة القومية والبحث عن طبيعة الشخصية المصرية من جديد . تصنف تلك الرواية تحت خيال شبة السيرة الذاتية ، حيث يرجع الكثيرون أوجه تشابة كثيرة بين محسن بطل الرواية وبين الكاتب فى تلك المرحلة العمرية .وتم تحويل تلك الرواية الى عمل مسرحى فى عام 1963 من اخراج المخرج الكبير جلال الشرقاوى وبطوله سعيد صالح . كما تم تحويلها الى مسلسل فى عام 1977 من اخراج حسين كمال وبطوله صلاح ذوالفقار .
توفيق الحكيم
ولد الكاتب الكبير فى التاسع من أكتوبر 1898 فى مدينة الأسكندرية . وكان سليل أحد العائلات الغنية وكان أبيه يعمل قاضيا ووالدته من أصول تركية . كما نشأ الحكيم منذ صغره مهتما بالأدب والمسرح ، حيث كان له نشاطات كتابية منذ صغره مع أقرانه خلال دراسته . بينما أتم الحكيم المرحلة الأبتدائية فى مدرسة دمنهور ، وأنتقل بعد ذلك لاستكمال دراسة المرحلة الثانوية فى القاهرة . حيث أقام مع أعمامه ودرس فى مدرسة محمد على الثانوية . ومن هنا تصنف رواية عودة الروح على أنها رواية خيال شبة سيرة ذاتية للتشابة الكبير بين البطل وحياه الكاتب .
وكانت ثورة 1919 الأيقونة الحقيقية التى فجرت فى داخله حب الوطن وكان من المشاركين فيها . ولقد برع توفيق الحكيم فى الشعر المسرحى وظهر ولعه الشديد به ، حتى أنه أخرج العديد من المسرحيات فى عام 1922 على مسرح الأزبكية . ورغم شغف الحكيم بدراسة الأدب لكن رغبه والدة أجبرته على دراسة الحقوق والتى تخرج منها فى عام 1925. وسافر بعدها الى فرنسا للحصول على الدكتوراه . وفى فرنسا أستغل الفرصة لدراسة الأدب الروائى والمسرحى وخاصة الأدب الأوروبى والفرنسى على وجة التحديد .
أشهر الأعمال الأدبية والمسرحية
يمتلك توفيق الحكيم رصيد عامر وزاخر من الأعمال ومن أشهرها مسرحية أهل الكهف والتى فتحت الباب أمامه على مصراعية.بعدما أشاد بها رائد الأدب العربى طة حسين ونشرت فى عام 1933. كما نشر فى نفس العام رواية عودة الوعى ومن أشهر رواياته أيضا يوميات نائب فى الأرياف 1937 ، راقصة المعبد 1939 . وله رصيد ضخم من المسرحيات منها سليمان الحكيم 1943 وايزيس 1955، لعبة الموت 1957 و شمس النهار 1965 وغيرها من الأعمال الأدبية القيمة .
نال الحكيم العديد من الجوائز منها قلادة الجمهورية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى عام 1958. كما نال جائزة الدولة التقديرية عن اسهاماته فى مجال الرواية والأدب المسرحى فى عام 1962 . وتوفى توفيق الحكيم فى 26 يوليو 1987.
ملخص رواية عودة الروح
تدور الأحداث والحبكة للرواية حول محسن شاب فى مرحلة المراهقة الذى ترك محل اقامته مدينة دمنهور وأستقر فى القاهرة . لكى يلتحق بالمدرسة الثانوية هناك وأقام فى حى السيدة زينب مع أعمامة الثلاثة وعمته . كما يظهر عمه حنفى معلم رياضيات فى مدرسة خليل أغا الأبتدائية، وعمه عبدة طالب الهندسة العصبى المزاج . بينما عمته زنوبة العانس التى ترعى شئون المنزل ويعاونها فى ذلك الخادم المخلص مبروك . والذى يظهر من خلال الأحداث مدى ثقتهم به ومحاولاته العديدة لمساعدتهم .كما تظهر متانه علاقة تقترب من الصداقة بينه وبين زنوبه وطاعته لها .
ويقع محسن فى حب جارته سنية تلك الفتاه الجميلة الذكية التى تهفو اليها القلوب . وخاصة بعد أن بدأت فى تعليمة الموسيقى والعزف على البيانو ، كما نرى كيف أن محسن يحاول الحصول على عمل . حتى يستطيع أن يخرج من عباءة عائلتة الغنية لكى يستطيع الاستقلال بحياته . وتبدأ أولى الصدمات عندما يكتشف أن أعمامه أيضا غارقون فى حب سنية . بينما من ناحية آخرى فهى تميل الى جارها مصطفى وكانت تستغل محسن وأعمامه فى الوصول الى قلبة .
بينما ينشأ صراع فى أحداث رواية عودة الروح بين عمه محس زنوبة و سنية حول الظفر بذلك الجار مصطفى . حتى أنها طرقت سبل السحر فى سبيل تحقيق ذلك . مصطفى هو شاب من أسرة غنية نزح الى القاهرة لكى يبحث عن عمل ، تاركا خلفه دكان والدة وتجارته فى كفر الزيات . وكان يقيم فى الطابق السفلى من العقار الذى يقيم به محسن و أعمامة .
ثورة 1919
تبرز أحداث ثورة 1919 والتى قامت فى أعقاب نفى الزعيم الراحل سعد زغلول ورفاقة الى جزيرة سيشل . والتى شملت جميع أطياف الشعب المصرى وشارك فيها محسن وأعمامه والخادم مبروك .والتى طالبت برجوع سعد ورفاقة الى مصر وبعد انتهاء الثورة يتم القبض عليهم جميعا ويودعوا فى السجن . وتستمر الأحداث عندما يأتى والد محسن لزيارته فى محبسه قادما من دمنهور . بينما يظهر دور الضابط الأنجليزى مستر بلاك فى نقل جميع السجناء الى المستشفى . لكى يحصلوا على قسط وافر من الراحة .
نهاية رواية عودة الروح للكاتب الكبير توفيق الحكيم
تنتهى الأحداث الرئيسية للروايه على أبطالها مرضى فى حجرة واحدة فى المستشفى ،كما بدأت وهم مرضى فى البيت . بينما تشهد النهاية أيضا زواج سنية من مصطفى بعد فشل جميع محاولات زنوبة للحيلوله دون ذلك .
اقرأ ايضاً
زقاق المدق للكاتب نجيب محفوظ ملخصة
كتاب السر الأعظم من تأليف الدكتور مصطفى محمود
رواية عشق علي حد السيف للكاتبة ..زيزي مصطفي
كتاب الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم
2 تعليقان
رواية جميله
عودة الروح… رائعه توفيق الحكيم… الخالدة.
من أجمل الروايات التي لا يجب الجهل بها، ف بالفعل من لم يقرأها قد خسر الكثير من المعاني الجميلة،،، شكرا لك.