أسرار وخبايا عن “توت عنخ آمون”. أين ذهب قلبه؟في عالم مليء بالأسرار، كلما مرت السنوات يتم اكتشاف المزيد والمزيد عنه؛ يوجد ملك فرعوني كانت قصته من أكثر الحكايات التي شغلت العالم؛ وما يثير الدهشة – حتى الآن-هو وجود عدة الغاز لم يتسنى للعلماء معرفتها بعد.
أسرار وخبايا عن “توت عنخ آمون”.. أين ذهب قلبه؟
لقد كان ولازال “توت عنخ آمون” أشهر ملوك الفراعنة على الإطلاق، ولا يعود ذلك لكثرة الحروب التي خاضتها أو لإنجازاته العظيمة؛ بل لاكتشاف مقبرته التي أبهرت العالم، حيث إنها مليئة بالكنوز الذهبية النادرة وكذلك الأسرار والألغاز.
لقد صنع قدماء المصريين حضارة لم تضاهيها اي حضارة أخرى حتى وقتنا هذا، فلم يعرف العالم في تلك العهود السحيقة ذلك التقدم في كل المناحي العلمية والثقافية والفنية والاقتصادية والاجتماعية؛ لذلك هم يستحقون الحديث عنهم، ومن بين عظماء الفراعنة، الملك “توت عنخ آمون”،،
خبايا حياته وموته
هل تعلم أن ذلك الفرعون – الذي لا يعلم أحد-أنه مات صغيرًا؛ قد توفي في سن التاسعة عشر من عمره!؟.. فذلك الملك الذي أصبح أسطورة عالمية تولى الحكم وهو في سن التاسعة من عمره، وقضى عشر سنوات بالحكم.
وقد أوضحت الصور الموجودة على جدران، أنه كان يجلس جوار زوجته وهي منحنية أمامه، وهو يشد سهمه وهو جالس وليس واقفًا، وهذه الوضعيات غريبة على صور المصريين القدماء؛ فكيف كان جالسا وليس واقفا مما يدل على أنه كان مريضًا، وتلك الصورة ليست ملائمه لفرعون شاب، إلَّا إذا كان مريضًا.
وكذلك وجد في مقبرته الكثير من “العِصِيّ”، تقدر ب ١٣٠ واحدة، وبعض من الصور التي يبدو فيها الملك نفسه وهو متكئ على عصا أثناء سيره؛ مما يدل أنه كان غير قادرًا على السير بشكل صحيح لمرضه.
حقيقة مرضه واختفاء “قلبه”
ومن أكثر الأمور المثيرة للدهشة والإثارة، وجود أجزاء ناقصة في جسده، وتم اختفائها قبل التحنيط، ففي قدمه اليسرى الإصبع الثاني تنقصه عظمة؛ مما يشير أنه كان مصابًا بمرض جيني متوارث، فكان يعاني مما يسميه البعض القدم المسطح، كما أثبت العالم البريطاني كارتر والذي اكتشف مقبرته وبحث جيدا، أن الملك كان يعاني من آلام نفسية وعاطفية، كما يبدو أنه كان لديه إعاقة في قدمه مبكرًا نظرا للوراثة الجينية.
وما يدعو للدهشة من قِبَلِ كارتر والباحثين، هو عدم وجود “قلب” داخل جثة توت عنخ آمون، فكل المومياوات حين تحنيطها يتم استخراج الأحشاء ويُترك القلب، وبالفعل وجدت جميع جثث الفراعنة ولديهم قلوبهم، ولكن اللغز الذي يحير العالم، هو أين ذهب قلب الملك؟!.. ومن الذي جعله يذهب للآخرة بدون قلب!!؟.
وبفضل التقدم التكنولوجي الحديث الذي وصل إليه الطب وتلك الطفرة العلمية المذهلة، تم الوصول إلى إصابته بالسرطان أيضًا.
مقبرته العجيبة
ذكرنا أنه لم ترجع تلك الشهرة الفائقة لتوت عنخ آمون لانتصاراته وحروبه، فقد كان صغير السن عليلًا؛ ولكن يعود ذلك لاكتشاف مقبرته التي أضحت الشغل الشاغل للعالم، وقد اكتشف ألغاز تلك المقبرة وما بها من كنوز العالم البريطاني “هور كارتر” في العام ١٩٢٢ في السادس والعشرين من نوفمبر، وتلك المقبرة في الصحراء بوادي الملوك غرب النيل.
إن المقبرة تحتوي على كنوز أبهرت العالم، وما تزال بحالتها كما هي، قطع أثرية لا تقدر بثمن.. مقتنيات تعود إلى يوم ميلاده حتى يوم وفاته، و٤٠٠ مومياء صغيرة كل وجوههها على شكل وجه الملك توت، وكأنها لخدمته في العالم الآخر؛ لاعتقادهم بالبعث والخلود، ورغم مرور ٣٠٠ سنة على تلك المقتنيات والتحف إلا أنها بحالتها، وكلما مر كارتر بالممر المؤدي إلى المقبرة اكتشف المزيد والمزيد.
وما يدعو للدهشة والذي تم اكتشافه من قِبل كارتر، أن الملك وقت دفنه، تمت بعض الإجراءات بشكل سريع، وهذا ما أوضحته أبحاثه، حيث وجد أن تحنيط جثته لم يكن بكامل الدقة مثل باقي المومياوات؛ مما يدل أنه مات بشكل فجائي.
اكتشاف “مجهول مربك”
هناك أحد الاكتشافات التي أربكت كارتر؛ فقد وجد أمرًا مثيرًا للمشاعر في تلك المقبرة، وهو وجود ضريحين لطفلين صغيرين بجوار توت عنخ آمون، فلم يكن قد دفن وحده وهذا ما أثبته، ولكن لمن يعود هذان النعشان الصغيران.. فقد
أثبتت التكنولوجيا الحديثة وعلم الأدلة الجينية وتحليل الحمض النووي، أن الجثتين كانتا لطفلتين قبل الولادة، وهم من أسرة الملك توت ولكن لم يتبين إذا كانتا هاتين الطفلتين يعود نسبهما للملك أم لا.
ظروف عصيبة
لقد ولِدَ “توت عنخ آمون في العام 1341، في ظروف عصيبة تمر بها مصر واضطرابات سياسية واجتماعية كبيرة؛ مما دفع توت بتولي الحكم بشكل سريع جدا، بعد وفاة أخيه.. لقد كانت حياته مأساة، ووجد كارتر من خلال أبحاثه أن أسرة الملك كانت أسرة حزينة تعيسة، ربما لما لحق بابنهم الملك الفرعون الصغير، كما لم يوجد الكثير من الأخبار عن تلك الأسرة.
اقرأ أيضًا
سر لعنة الفراعنة 2 “الملك توت عنخ امون”
1 comment
فعلا خبايا كتير متعلقة بنوت عنخ آمون..وخاصة وفاته وهو صغير السن وأسبابها..
أنا اندهشت وانا يقرأ عنه لاكتشافي هذه الخبايا