رواية قرية ظالمة التى نشرت للمرة الأولى عام ٥٤ وحققت نجاحا كبيرا للكاتب محمد كامل حسين جعله يفوز بجائزه الدولة التقديرية. وهى الرواية ذات الطابع الفلسفي الذى من الواضح أن كاتبه قد تأثر كثيرا من خلال قراءة الفلسفة اليونانية القديمة به. وظهر ذلك واضحا من خلال روايته متوسطة الحجم التى تقع فى ٢٥٠ ورقة.
صدرت منها العديد من الطبعات خلال السنوات الأخيرة عن دار الشروق. وكان ذلك إعادة اكتشاف من جديد لها بعد سنوات من عدم الشهرة الذى صاحبها خاصه بين الجيل الجديد.
وايضا لأن كاتبها لم يحظى بالشهرة الواسعة التى حظى بها كتاب جيله مثل نجيب محفوظ الذى تميز فى العديد من الروايات التاريخية الفلسفية التى بدأ بها مشواره الأدبي مثل: كفاح طيبة وعبث الأقدار وراد وبيس حتى تحول إلى الرواية الاجتماعية الواقعية لاحقا. وايضا ليس مثل يوسف ادريس أو يحيى حقي وربما لأن مشواره الأدبي لم يكن بضخامة السابقين بل كان مثل عادل كامل صاحب رواية مليم الأكبر الشهيرة.
أحداث رواية قرية ظالمة
تقع أحداث الرواية فى مدينة اورشليم وقت ان كانت فى حالة من التخبط الشديد بسبب الاحتلال الروماني لها ووجود معابد لآلهة الرومان بجوار المعبد اليهودي.
وفى ذلك العصر المضطرب جاء المسيح وهو الذى تناولته الرواية. ولكن من منظور فلسفى فالكاتب الذى كان مشغول بفكرة الضمير والخير والشر والجمال على ألسنتهم فقد اختار جندي روماني كان من كتيبة بيلاطس والذى بدأت فكرة فعل الخير نفسها تطارده وهل يستخدم الضمير لانه سوف ينجيه من الظلم ام يختار أن يكون مثل ما قال قائده مظلوما ولكن أصبح ظالما ليصبح بطلا رومانيا لأن المظلوم يريد الانتقام ممن قاموا بظلمه فيتحول إلى بطل وظالم فى الوقت نفسه.
رواية قرية ظالمة أيضا تتحدث عن حصار اورشليم عده مرات بسبب تمردها حتى كان الحصار الاخير عام ٧٠م. والذى قام فيه الرومان بقيادة تيطس بهدم اورشليم. ودعي ذلك بخراب اورشليم. ولكن بأسلوب فلسفى من خلال منظور القيم والأخلاق التى ينظر إليها كل واحد من جهته فى مدينة مات بها الضمير وأصبح من يحمله كمن يحمل عبئا ثقيلا عليه التخلص منه.
لكن ما يعيب رواية قرية ظالمة انها فى سعيها الفلسفي لم تتطرق إلى الواقع المتوحش الذى كان عليه حال المدينة فى ذلك الوقت. فقد كثر الجوع والخراب والسخط والتمرد حتى بات اللصوص متزعمين عدد من الأشخاص يسرقون وينهبون دون رادع. وقد اختار بعضهم أن يكون مثل روبن هود. ولم يكن اى انسان أمن على نفسه من القتل والسرقة على يد اللصوص أو الرومان.
إقرأ أيضاً:
كفاح طيبة للكاتب الكبير نجيب محفوظ
زقاق المدق للكاتب نجيب محفوظ ملخصة
رواية عودة الروح للكاتب الكبير توفيق الحكيم
3 تعليقات
مدينة اورشليم متواجدة في فلسطين، ويقول التاريخ أنها كانت عاصمة اليهود قديماََ. ويحكي عنها فعلاََ أنها كانت مدينة ظالمة وحكامها وحكمها ليس عادل، لذلك عاقبها الله وشتت أهلها في بقاع الأرض، خاصة لظلمهم الشديد للانبياء.. وأهل هذه المدينة كانوا اليهود ومن ظلموا أيضاََ مريم السيدة الطاهرة والشريفة وهي ام النبي عيسى عليه السلام.. ولكن هؤلاء رجعوا مرة أخرى واحتلوا بيت المقدس والأراضي المقدسة وسيأتي يوم لتحرير فلسطين.. ولن تكمل خططهم في محاولة استرجاع نفوذهم مرة أخرى واسترجاع امبراطوريتهم المشتتة سابقاََ لأنهم ظالمين وما زالوا ظالمين
جيد
سوف اقرأ الرواية قريبا من أجل التعمق في التفاصيل. أشكرك على تقديمك هذا المقال. لم أسمع على الرواية من قبل. حقا أشكرك. فأنا من طبعي أحب الروايات الثقافية.