هل يجب ألا نغار لنثبت أننا عاقلين راشدين؟ أم لابد أن نغار لنثبت لمن نحب أننا نحبه؟ هل الغيرة مرض أم شيئاً طبيعيا؟ ما هي الغيرة؟ وكيف تكون الغيرة ؟ ولماذا يشتكي أغلب البشر من شريك – ة حياة يغار؟ كل هذه أسئلة تتعبنا في الحب أو في الحياة عامة. فهناك ام تغار على ابنها أو تغار من زوجته. أو أب يغار من حب ابنته لاشريك حياتها وكل هذا غير الغيرة في الدراسة والعمل والمال والشهره والمنصب،
ولعلنا سنجيب على آخر الأسئلة قبل أولها فالغيرة التي تكون بين الطلاب وبعضهم أو زملاء العمل أو في أي مجال تنافسي تكون محمودة جدا إذا دفعت بصاحبها نحو التفوق والجد في العمل ورغبة نيل وتحقيق كل ما هو أفضل، هكذا تكون الغيرة الصحيه في مجال العلم والعمل… أما إذا اقترنت برغبة في هدم الآخر أو إلحاق الضرر به أو العمل على تصيد أخطائه التشهير به وفضحه فهذه ليست بغيره بل مرض نفسي وأنانية وعدوانية يجب معالجته.
أما غيرة الاب/الأم على الأولاد من شركاء حياتهم فتظل في حد الطبيعي طالما تركوا أبنائهم يستمتعون بحياتهم ويستقلون بها اما اذا حولوا حياة أبنائهم لجحيم من كثرة دس انوفهم في كل تفاصيل علاقتهم أو لم يسمحوا لهم بالاستقلال وعملوا على إعاقة سير حياتهم لمجرد أنهم لا يتخيلون أن أبنائهم يعيشون سعداء بدونهم وبعيدا عنهم وثمة شخص ما قد أخذ منهم ما يملكون فهذه ليست غيرة مرضية فحسب بل حب تملك أيضا، ويندرج تحت راية حب التملك وحب السيطرة أيضا تلك الزوجة التي تسلط على زوجها فليس من حقه أن يكون له خصوصية ولا اصدقاء ولا وقت لذاته بل لابد أن تعرف عدد أنفاسه كم وكيف واين ومتى يتنفسها وتعلل ذلك بأنها غيرة ليست غيرة بل أنت زوجة متسلطة – للأسف – تشوه مفهوم الغيرة. إذا كيف تكون الغيرة؟
ما هي الغيرة؟
هى ذاك الشعور المعبر عن الحب ولكي نعبر عن الحب لابد أن نعبر عنه بطريقة فيها حب وود وليس تملك وتسلط وسيطرة وشك وتجسس على الهاتف والكمبيوتر والتابلت وأجندته وكل ما كتب وحتى الأوراق البيضاء تقيم لها تحقيقا عن ماذا سيكتب عليها..! أن الغيره هي أن أقول لمن أحب انا احبك لكن بدون كلام، هي أن أقول أنا اهتم بك، انا عيني لاترى سواك، انا أثق بك لكن لا أحتمل أن يقترب طيف منك لكني لن أضع قيدا بيدك ولا حاجزا ولا تطبيق للتجسس على هاتفك المحمول بل سأتركك حرا تغرد لكن ليكن تغريدك لي وحدي فأنا أغار.
لن أضعك بقفصي الذهبي فأنت تسكن قفصي الصدري، سيكون حولك كل الناس سواي وسيكون حولي كل الناس لكن عيني لا ترى غيرك فأحذر من عينك أن تخونني، ستكون حولي عطور لكني لا أتعلق سوى بعطرك فإياك أن يُِعلق عطرا بك، فأنا أغار، هكذا تكون الغيرة تتمنى لو تضع حبيبك في زجاجة عطر لكنك تتركه ليكون حرا، عينك وقلبك عليه لكنك لن تضع تحت إقامة جبرية، تحذر من كل من يقترب منه لكن لا تمنعه من عمله او زملائه أو خصوصيته، إن الغيرة دليل حب فلنمارسها بحب.
إقرأ أيضاً
عشر طرق للوصول إلى البساطة فى حياتك وتبسيط حياتك مفتاح السعادة
1 comment
الغيرة أمر طبيعي و غريزي في الإنسان. كما ذكرت في بداية المقال. الغيرة التي تدفع صاحبها إلى التفوق هذه هي الصحية. أما عندما تريد أن تهدم الآخر لا يمكننا تسمية هذا الشعور بالغيرة. الاسم الاصح الذي يطلق عليه هو الحسد و الحقد. و كمان يعرف الجميع هذان الصفاتان غير جيدة. و إن تطورة في الإنسان تصبح مرض نفسي. و طبعا لا يمكن أن تفوت الغيرة عن حدها فتصبح هوس. مثلا في العلاقات كعلاقة الأب مع أبنائه و الأصدقاء و الأزواج و غيرهم.