هناك أعمال أدبية تكون للزمن روعتها وجمالها يمنحهانها الخلود. من أهم تلك الأعمال مسرحية “عطيل” لويليام شكسبير. هي مسرحية تحكي عن الحب الذي يتخطى كل الصعاب؛ حب ديدمونا وعطيل. انها أشبه برواية أخرى لأسطورة” الجميلة والوحش”.
ملخص مسرحية “عطيل”
هو عطيل الرجل الاسمر الذي من أصل إفريقي والذي يعمل قائدا لقوات الجيش في مدينة البندقية، ويذهب عطيل إلى صديقه السيناتور بربانشو ليتسامرا فيحكي عطيل عن الحروب التي خاضها والمصاعب التي مر بها في حياته والتي أدت إلى عدم استقراره ووحدته وتستمع ديدمونا ابنة السيناتور إلى حكايات عطيل فتقع في أسره وأسر حكاياته. وتحبه سرا ويبادلها الحب سرا . ولأنهما يعلمان بأن هذا الحب سيجد محاربة من السيناتور ومن حوله قررا أن يتزوج سرا.
لكن لا سر يخفى في البندقية، ويعلم “ردريجو/كان يرغب بالزواج من ديدمونا”. ويذهب ليخبر أباها وغضب السيناتور من هذه “المصيبة” فكيف لابنته أن تتزوج من بربري!!! ويذهب السيناتور لمحاكمة عطيل على تجرأه ويسجنه. لكن الدوق يستدعي عطيل فهناك حرب وشيكه ويذهب السيناتور ليشتكي عطيل الدوق. فلقد سرق ابنته وتزوجها بفعل السحر الأسود والتعاويذ التي ألقاها عليها. ويدافع عطيل عن نفسه انه لم يلقى عليها سوى حبه ولم يسرق سوى قلبها ، ويأمر الدوق بإحضار ديدمونا لتخبر الجميع هل ابيها محق ، وعطيل سحرها وخدعها أم أنها أحبت عطيل وتزوجته وهي راغبة به.
وتأتي ديدمونا وتقر أن ولائها وطاعتها لهذا المغربي “عطيل” ويترأس بربانشو من ابنته وهنا تقرر ديدمونا السفر مع زوجها إلى قبرص ليدافعا عنها ضد الأتراك. ويرحل عطيل وتلحق به ديدمونا مع مرؤسه ومساعده “إياجو” إلى قبرص متحدية لكل الصعاب. بدأ من مفارقة أباها وبلدتها إلى الأمواج العاتية والعواصف. وهناك يكون يجد إياجو نفسه تحت إمرة “كاسيو/القائد الثاني بعد عطيل” وهنا يقرر إياجو إيقاع الفتنه بين عطيل وكاسيو مستخدما ديدمونا وجمالها الآخذ للنظر، ويساعده على ذلك وسامة كاسيو وشبابه، مما جعل من السهل إثارة نار الغيرة بداخل الرجل الأفريقي المعروف بجسارته.
ويستمر إياجو في إثارة شكوك عطيل وغيرته مما يجعل العلاقة بينه وبين ديدمونا تسوء، أما ديدمونا فكانت تقابل كل شكوكه بإحالة وصبر وتفهم، فرحتنا شبابها وجمالها يستحقون غيرته، لكن ما لم تتوقعه ديدمونا أن هناك من ينصب لها فخامة هي وكاسيو وعطيل أيضا.
بالفعل اخذ إياجو وشاح ديدمونا الذي أهداه لها عطيل وأرسله إلى بيت كاسيو. ثم اخبر عطيل أن وشاح ديدمونا قد رآه في يد كاسيو. ويستمر إياجو في تزييف أدلة للإيقاع بديدمونا حتى يصدق عطيل أنها خائنة ويقبلها ثم يقتلها. وهنا تفصح إيميليا زوجة إياجو أن زوجها هو من طلب منها سرقة الوشاح وهو من حبك قصة الخيانة وان ديدمونا كانت بريئة ولا ذنب لها سوى أنها أحبته وتزوجته. فيقتل عطيل نفسه ويسقط بجوار محبوبته ديدمونا.
إقرأ أيضاً:
تلخيص مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر
ملخص مسرحية أهل الكهف لرائد المسرح الذهني توفيق الحكيم
كوكو شانيل ” coco chanel ” مسرحية استعراضية دسمة , فقيرة بالكوميديا
8 تعليقات
مسرحيات ويليام شكسبير رائعة. و تلخيصك لها أروع. كنت قد سمعت عن هذه القصة من قبل و كنت أرغب بقرائتها. شكرا على مقالك هذا.
شكرا لكِ… عطيل وديدمونا من أجمل ثنائي العشق، أتمنى أن أكون قد وفقت في توصيل جزء من جمالها…
رغم أن مسرحيات شكسبير كلاسيكية، إلا أنها لا تخلو من أي نقد لبعض المظاهر الاجتماعية في ذلك الوقت. كما أن اسلوبها الشعري أكسب المسرحيات رونقًا وسحرًا يميز مسرح شكسبير عن غيره.
بالفعل… ولعل هذا ما جعلها تتخطى الزمن…. وتبقى… شكرا لمرورك وتعليقك المميز، الذي ينم عن نظرة ثاقبة وثقافة عالية….
يظل ويليام شيكسبير هو الأفضل في وصف المشاعر خصوصًا مشاعر التردد أو مشاعر الشك.. ففي هاملت كان الشك يختلط بالتردد في نفس الأمير الصغير الذي وجد أن أباه مات مقتولاً ومن شارك في قتله عمه وأمه. وفي عطيل كانت مشاعر الشك من حبيب وجد أجمل إمرأة تحبه رغم كل الفوارق حتى ولو كان فارسًا لا يشق له غبار. فكانت مشاعر الشك تأكل وجدانه حتى وصل إلى قتل ديدمونة.
بالفعل… تعليقك وربطك بين هملت و عطيل موفق جدا وأضاف لي، شكرا لك.
تلخيصك للمسرحية جميل جدا. لقد حمسني من أجل قرائتها كاملة. استمرارية موفقة.
قراءتها ستمنحك الكثير وستشعرين بعد الانتهاء من قرائتها برغبة في قراءة ثانية لها، فديدمونا والحوار الخاص بها لا يمل…….