رواية رامة والتنين هي إحدى أفضل الروايات العربية حسب ما جاء في التصنيفات للكاتب إدوارد الخراط صاحب الباع الطويل مع الأدب، لكن كثير من النقاد اعتبروا روايته المكونة من ٣٥٠ صفحة هي أفضل ما كتب إدوار الخياط في روايته الرمزية التي كتبت عام ١٩٧٠.
أحداث رواية رامة والتنين
من يبحث عن رواية واقعية اجتماعية ذات شخوص مترابطة وأماكن وأزمنة واضحة لن يجد ضالته في تلك الحكايات الغارقة في الرمزية. هربًا من تأويلات واضحة قد تضر بصاحبها في ذلك الوقت، لكنها تنتمي في الكثير منها إلى الأسطورة والفانتازيا.
تبدأ الرواية مع ميخائيل شخصية مصرية لكنها غامضة طوال الوقت يتحدث مع نفسه؛ لأنه وحيد ومعزول صوته غير مسموع لا ندري أي واقع يعيشه ثم نجد رامة البطلة التي يحبها، لكن يصعب الارتباط الرسمي معها بسبب اختلاف العقائد.
وتظهر شخصيات أخرى حول رامة الأكثر حيوية وإيجابية وقدرة على تنفيذ ما تريد، بعكس ميخائيل العاجز طوال الوقت، حتى يلجأ في الجزء الثاني من الرواية إلى التنين الأسطوري الذي يصبح هم البطل الشاغل بعد أن يطارده في عالمه الخيالي.
كانت رامة هي مصر التي يبحث عنها البطل ويريدها أن تتذكره طوال الوقت، ويبدو أحيانًا قد عثر عليها وعادت إليه، لكن يظهر منافسين من كل صوب سواء شخصية ريتشارد أستاذها أثناء دراسة التاريخ بالخارج أو كان سامي المنافس الذي يراه ميخائيل مناسب جدًا لها.
في النهاية لا يجد ميخائيل نفسه، فهو لا يزال عاجز ووحيد بل يخترع لنفسه وحوش خيالية ليحاربها داخل عقله، أما الواقع فهو لا يعيش فيه، ولا نعلم إن كان الأمر برمته هو خيال ميخائيل أم أنه يعيش قصة حب مستحيلة في الواقع.
الرمزية المفرطة
وبالطبع لأن الرواية رمزية فإن رامة هنا ترمز لمصر في حالات زمنية مختلفة عاشتها من العصر القبطي، ثم اليوناني ثم الإسلامي وكان البطل يريد أن يحدد هويته الحقيقية من خلال كل ذلك التاريخ الطويل المتعاقب، الذي أثر وتأثر بكل شيء فيه، بهوية من يعيشون على أرضها.
يعاب فقط على القصة إفراطها في الرمزية، فضاع الزمان والمكان والوقت من القارئ وأصبح من الصعب إمساك طرف خيط، ربما بسبب الظرف الذي كتبت فيه فأيضًا لجأ نجيب محفوظ إلى كتابة الرمزية في رواياته مثل: روايته الشهيرة الحرافيش وغيرها، لكن ظلت الثلاثية قصر الشوق والسكرية وبين القصرين هي الأمتع مع واقعيتها.
اقرأ أيضًا:
مراجعة لرواية كتابات غير ملتزمة للكاتبة غادة السمان
1 comment
ادوارد الخراط له أسلوب فريد في الكتابة، اسلوب يبدو صعب من ناحية، وملغز (مليئ بالألغاز) من ناحية أخرى. يهتم بالوصف كثيرًا سواء لوصف الأشخاص والأماكن أو خلطها بوصف المشاعر والعلاقات. كما أنه يقوم بإدخال حكايات في حكايات والماضي في الحاضر حتى أن القارئ غير القادر على التركيز قد لا يستطيع المتابعة. أذكر أني قرأت له أكثر من عمل منذ زمن بعيد ولكن تفاصيل هذه الأعمال ومجريات أحداثها ليست عالقة في ذهني