في مقالٍ للدكتور عبد الله محمد عزام تكلم فيه عن الشخصية الحدية أو الشخصية التجنبية.
الشخصية الحدية
“الواحد بقى شخصية منطوية عن ما كان عليه زمان”، جملة أصبحت منتشرة بشكل مبالغ فيه، أصبحنا نرى الشخصية المنطوية في كل بيت وفي كل جامعة، هل سألت نفسك ما السبب في ذلك!
تعريف
هذا يا عزيزي ليس اكتئاب. هذا نوع من الاضطربات يسمى اضطراب الشخصية التجنبية، لا تتفاعل هذه الشخصية مع الجمهور لأنها تخاف من أن تقع في خطأ، وتخاف أن ينتقدها الآخرين تخاف أن يراها الأشخاص بطريقة ليست لطيفة على الرغم أنك لو تركته بمفرده في غرفة مغلقة ستجده مبدعًا بل عبقريًا.
أسبابه
سبب المشكلة الأصلي يكمن في التربية الخاطئة التي هي التربية بالعقاب الموحد ” الضرب “.
عندما يخطأ الطفل ويعاقب دون تفاهم .. دون نقاشات دون توضيحات.. وكل أخطائه يعاقب عليها بنفس العقاب والذي يكون في المعتاد هو الضرب. تبدأ النفس تبرمج نفسها على أن أي خطأ ستقع فيه سواء مقصود أو غير مقصود ستعاقب عليه دون مناقشات أو انتظار للدفاع عن النفس وإبداء وجهة نظره.
فيتم تكوين نفس ترى أنها لا يمكن أن تخطئ أمام أحد حتى لو كان هذا الخطأ مجرد خطأ في مسألة حسابية. فتبدأ بالهروب من أي مواجهة أو أي لقاء يمكن أن يجعلها تظهر نسبة خطأ ولو بسيطة.
ومن التخلف أن يكون عقاب كل الأخطاء موحد، صاحب الشريعة “الله سبحانه وتعالى” عندما شرع الأحكام والحدود جعلها في تفاوت وبمقادير حتى تكون تربوية للنفس البشرية أكثر من كونها عقاب. فعندما توحد مقدار العقاب في كل الحالات. هل تعلم أكثر من صاحب الشريعة؟ … تعالى الله عن ذلك..
والأصل في التربية في الإسلام عدم الضرب أصلًا، إلا في عدم الصلاة. وقال العلماء يجب أن تستطيع عَد عدد مرات الضرب. يعني أن تكون قادرًا على أن تجاوب على سؤال “ضربت ابنك كام مرة” ؟
التربية
بالطبع انتظر الذين سيقولون أننا تربينا بنفس الطريقة ألا وهي الضرب وكبرنا أسوياء، لكن أنت لست سوي، فإذا قمنا بزيارة لمستشفى العباسية وبحثنا في الملفات ستجد صورتك وهم يحاولون أن يفهموا شخصيتك السيكوباتية التي لا تظهر لها معالم من كثرة الاضطرابات.
لماذا جميع الأشخاص تظهر شخصيتها التجنبية وتشعر بها خلال فترة انتقالها من الثانوية للجامعة؟
لا تتوقف الفكرة على انتقالك من مرحلة لمرحلة، الموضوع هو أنك وصلت لسن ال18 هذا السن الذي اكتملت فيه شخصيتك وتوقفت عن اكتساب برمجة من الشخصيات من حولك، وبدأت هي تُخرِج مِن داخلها أفكارها وبرمجتها التي قمت أنت ببرمجتها.
والجدير بالذكر أن في 5 % من البرمجة تكون برمجتك أنت وتستطيع أن تتحكم فيها وتعيد برمجة الطباع التي تحتاج أن تغيرها.
إذا كنت تحب أن تتعمق أكتر في موضوع تعديل النفس وتهذيبها وتعريف الذات اقرأ كتاب “ما بين أحضان الظلام” وعندما تنتهي منه ستجد في نهاية الكتاب كتب أخرى كان هو البوابة لها والتعمق أكثر فيها.
اقرأ أيضًا:
ما هو مرض انفصام الشخصية؟ وماهي العلاجات المنزلية للفصام
1 comment
مقال جميل و متناسق يضم اسباب و تعريف و هذا ما يمكن من التعرف على الشخصية الانطوائية ، و هي شخصية غير جيدة بتاتا من منظوري الخاص مقال جميل في انتظار المزيد من المقالات واصل و استمر