مؤشرات تدل على إقبال ابنك على “الانتحار”.. أسباب وعلاج
إذا كانت ظاهرة “الانتحار” قد تنامت بشكل يدعو للدهشة؛ فلابد إذن من وقفة مع النفس أولًا، تليها وقفة أخرى في محاولة تفسير ما يحدث من خيبات اجتماعية متتالية.
على كل أب وأم مرتحلان إلى العالم الآخر مرورًا بوسائل التواصل وصولًا للضياع الأسرى؛ أن ينتبها قليلًا.. اهبطا من ذلك العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، حتى لو كلفكم ذلك الارتطام ببعض المشكلات التربوية وربما الإخفاقات.
مؤشرات تدل على إقبال ابنك على “الانتحار”
اضطرابات نفسية
تؤكد الدكتورة “إيمان عبد الله” أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى ل“الأمنيات برس” أن الانتحار استشرى بالآونة الأخيرة؛ فقد زاد خاصةً بين الشباب، فهي أكثر الفئات المُقبلة عليه، وتذكر أن هناك دراسات تؤكد أن مُعظم المنتحرين يعانون من اضطرابات نفسية على رأسها الاكتئاب ، بالإضافة إلى أسباب أخرى؛ فليس الاكتئاب هو السبب الأوحد فقط.
وتُشير عبد الله أنَّ نسبة المقبلين على الانتحار بناءً على أحدث الدراسات العالمية هي بالفترة العمرية ما بين ١٥ إلى ١٩ عامًا، فتلك المرحلة ترمز ل“التمرد على السلطة”؛ فترى فيها الشباب الصغير يريدون تكوين شخصيتهم بأنفسهم، فحينما تقوم تلك السلطة بنوع من الإجبار والقهر والقوة الزائدة في التربية أثناء المعاملة، فينتج تمرد من هؤلاء الأبناء على المجتمع والآخرين.
ظاهرة عصرية
وتؤكد أستاذ علم النفس، أن الشاب المنتحر أو المقبل على الانتحار، تقديره لذاته منخفض ويصل من داخله إلى تغيرات شديدة جدا تنعكس على أسرته ومجتمعه، فيصاب بإحباط وهو في مرحلة مفترق طرق وتتعاظم داخله العقبات التي أمامه، ومن بينها فشله في علاقات الحب مع الآخر، أو ضغوط أكاديمية كثيرة جدا، مثال محاولته لتغيير طاقته بتبديل جامعته التي لا يرغب باستكمال الدراسة بها، وبالطبع يجد الكثير من العراقيل.
و تبين خبيرة الإرشاد الأسرى أن ٤٣٪من المنتحرين هم طلاب المراحل التعليمية، مما يعكس أن الدراسة تمثل ضغطًا كبيرًا على تلك الفئة العمرية.. وتضرب بفتاة المول مثلًا بما تداول في وسائل التواصل والإعلام أن أبيها كان يملك وطأة تربوية شديدة صارمة، ليس بها روح المناقشة والحوار.
فتلك الفتاة التي كانت بالصف الرابع بكلية الطب كان والدها يمنعها من الخروج، فتستنكر الدكتورة إيمان ما فعله والدها معها إذ أن الفتاة محتملة ضغطَا دراسيًّا بما يكفي، وتؤكد على ضرورة مصاحبة الأولاد ووجود علاقة اجتماعية جميلة بين الآباء والأبناء، ومحاولة تأصيل العلاقة بين الابن وأصدقائه من ناحية، والابن و مجتمعه من ناحية أخرى.
أسباب للانتحار
وتؤكد خبيرة الإرشاد الأسرى طرحها بأن الحياة ليست أكاديمية فقط، الحياة بها روح ولابد أن نحياها بمتعة، وتحذر كل الحذر من تلك الفئة العمرية فأبناؤنا ك“المثلث” حينما نرتكز في الناحية التربوية على ضلع واحد ونترك الباقي ستنهار جميع الأضلاع.
وتستنكر عبد الله ما يصنعه الأبوين مع أبنائهم من تضييق؛ فلا للرياضة ولا للاستمتاع ولا للهوايات.. المذاكرة والطعام والشراب وفقط..هنا يحول الآباء الأبناء المفكرين المبدعين إلى آلات ناطقة حتى ينالوا شهادة تفخر بها الأسرة أمام المجتمع ويتم تعليقها بالحائط.
وترتكز أستاذ علم النفس على شيء تربوي في غاية الأهمية، أدى إلى تلك الفجوة الأسرية، وهو عدم الحوار وعدم الثقافة الدينية ومراقبة الله وتفريغ الشحنات السلبية بالتوجيه لله، فتقول أن ١٤٪يحاولون الانتحار مكبلين بقيود الاكتئاب، وأكثرهم يتناولون العقاقير المخدرة الإدمانية، ويدمنون المواقع الإباحية أو الإدمان الإلكتروني.
وتقول أن الدراسات توضح أن تاريخ الأسرة من الاضطراب النفسية يؤدي إلى محاولات الانتحار، وكذلك الخلافات الأسرية، وتهميش شخصية الابن والتأكيد له أنه “لا يعني شيئًا” بالنسبة للجميع.
وتبين أستاذ علم النفس، أنه حينما يشاهد الابن المشاحنات الأسرية يتكون لديه “جلد الذات” و“احتقار الذات” ويريد الخروج من جنبات الأسرة، ولا يجد سوى وسائل الانتحار المتعددة تحت عجلات المترو، أو بإلقاء نفسه من الطوابق العلوية…. إلخ.
وتستطرد رؤيتها بحدوث سوء توافق مع الذات للابن بسبب التربية الخاطئة.. أو ربما لضائقة مادية.. أو موقف في الأسرة صعب تخطيه، وتُفرِّق بين الذكور والإناث، حيث تقول أن الشباب يوصف ما يقدمون عليه ب “الانتحار العقلي”.. أما البنات فيوصف انتحارهم ب “الانتحار العاطفي”.
رسالة إلى العالم
تعبِّر خبيرة الإرشاد الأسرى عن أسفها لمرور كثير من الأسر بواحدة من أحد الظواهر العالمية، الأكثر قسوة على الإطلاق؛ إذ أنَّ وقعها في غاية الصعوبة على الفرد والأسرة والمجتمع.
وترجع – أيضًا – زيادة حالات الاكتئاب بدون داع إلى عدم وجود صداقة متوطدة بين الأبناء وذويهم؛ إذ أن مفهوم الصداقة يكاد يكون منعدمًا بالفترة الزمنية الأخيرة، وتوضح أن ١٢ ٪من إجمالي وفيات العالم هم من المنتحرين، وأيضًا هم شباب، حيث يوجهون سلوكًا مؤذيًا للنفس، ولكن ذلك المنتحر يترك رسالة للعالم أن ينقذوه قبل ارتحاله للعالم الآخر بلفت الأنظار للتعاطف مع مشكلته.
وترجع أيضًا أسباب الانتحار إلى الفجوة بين أفراد العائلة.. اليأس والقنوط والشذوذ الجنسي.. والهوية الجنسية المُضطربة واضطرابات القلق والبؤس والهوس، وليس الاكتئاب فقط.
وتُشير الدكتورة إيمان إلى أنه رغم كل ذلك تُعد تلك ظاهرة فردية، ولكنها تجعل الأسر تخجل من شيء مشين ومخزي للجميع.. كما أوضحت منظمة الصحة العالمية بآخر الإحصائيات، أن كل أربعين ثانية توجد حالة انتحار حول العالم.
وتعد مصر من أكثر الدول العربية التي لديها مشكلات نفسية تؤدي إلى حالات الانتحار، لذلك يقدم المسؤولون خطًّا ساخنًا لمن يعاني من أي مشكلات نفسية ومقدم على الانتحار، الاتصال وسيجد من يُعاونوه.
مؤشرات تدل على إقدام ابنك على الانتحار
تؤكد أستاذ علم النفس على ضرورة القرب من الأبناء واحتوائهم وملاحطة تصرفاتهم بشكل دائم؛ إذ أنْ هناك مؤشرات تؤكد أن الابن مقدم على الانتحار ومن أمثلة ذلك :
– بعد الابن وعدم اندماجه وتحدثه مع الأسرة في أي وقت.
– عدم مشاركته الأحداث التي تمر بها أسرته.
– توجيه عبارات متكررة أثناء مخاطبته أي من أفراد أسرته، مثل “هريحكوا مني”،“خلاص مش هسبب لكم مشاكل تاني”.
– اضطرابات الأكل والنوم.
– التخلي عن الممتلكات بكل سهولة.
وفي الأخير، تختتم خبيرة الإرشاد الأسرى تلك التوجيهات بعبارة قالها لسان حال المقدمين على الانتحار “نحن لم نكن نريد الموت.. فقط أردنا حياة أفضل”.
الكاتب/
أسماء خليل
اقرأ أيضًا
بسنت خالد الصور المفبركة أدت بها إلى الانتحار !
راي azza khaled :عن المقال سياحة الانتحار.. تذكرة ذهاب بلا عودة
3 تعليقات
الانتحار ظاهرة انتشرت مؤخرا خاصة عند المراهقيين نتيجة ابتعادهم عن نفسهم و اهلهم و تاثرهم بوسائل التواصل الاجتماعي ، و كل هذا من الاسباب الرئيسية التي تجعل الناس يدخلون في اكتئاب حيث عندما يتم مقارنة الواقع بوسائل التواصل الاجتماعي التي في الاصل ليست اجتماعية فهي فقط تبين لك صورة مليئة بالايجابة و الحيوية و الجمال و كل شيء جميل لكن عندما تقارن الواقع يمكن ان تكون عندك أشياء جميلة لكن لا ترها لانك متؤثر برفاهية وسائل التواصل الاجتماعي و المؤثرين في انستغرام و الفيسبوك و هذا يجعلك تدخل في اكتئاب و تكره نفسك و من حولك لكن الجمال و السعادة في البساطة لذلك يجب الابتعاد على وسائل التواصل الاجتماعي و اخد وقت لتمتع مع نفسك و عائلتك بعيدا عن الانترنيت
كلام راااااااااائع فاطيمة .تسلمي.
فعلا احسنت النشر فعلا الاسرة ليها دور. كبير علي العامل النفسي عند الابناء