في هذ المقال أود أن اطرح بعض الأسئلة للسادة الأفاضل من الرجال والنساء اللذين خاضوا تجربة ( الطلاق ) ويلاحظ اني لم اتفوه بما يسمونه (الزواج الفاشل )و لكن ذكرت كلمة الطلاق فقط ,وما تحتويه من معنى عظيم وشأن يجهله هذا الجيل و الجيل السابق وبالأخص هذا الجيل لعلنا ندرك ونعالج ما سبق من موروث خاطئ في مجتمعنا .
ان بعض الزيجات تمر ببعض العثرات في طريقها الآمن ,وهذا طبيعي حدوثه و هذه العثرات نابعة من أسباب متعددة و ينتج عن البعض منها طلاق رجعي في اعتقادهم انه من الصعب مشاركة بعضهما البعض الحياة بل من المستحيل ……, او أسباب لا تذكر كتعود الزوج على القسم بالطلاق وهكذ.ا
وفيهم من يحاول اثبات نجاح زواجه بوضع أسس سليمة اكثر نضجا أكثر مرونة .
وفيهم من يستسلم للعيش سالما فيتعايش مع مشاكله الحياتية وكأنه لا يراها فيعيش في داخل بيته غريبا ,وأحيانا ضيفا على أهل بيته,… فقابل ظهور نجاح زواجه وتميزه عن غيره في المجتمع من حوله ولن اتطرق الى مثل هذا الموضوع في مقالي هذا.
ان مقالي هذا يخص فئة المطلقين اللذين اعتقدوا ان في الطلاق جنة ….
اعتقدوا ان الطلاق كلمة هينة تقال مثل اي كلمة لم يحتسب لها حساب…
اليكم أعزائي القراء هذه الاسئلة وأرجوا أن يتسع صدركم لقرائتها والتمعن فيها قبل الاجابة عليها بداخلكم
هل جنيتم شيئا من وراء الطلاق و ماذا جنيتم؟؟؟
هل تمهلتم قبل الطلاق قليلا وقمتم بالبحث حول حلول اخرى غيره؟
وهل قرأتم عن الزواج ومعناه الصحيح و أسسه و ماذا يترتب على هذه الخطوة المصيرية الخطرة؟
لماذا اصبح الطلاق كالسلعة المستهلكة والاقبال عليها شديد؟
هل بالطلاق ربحتم ما كنتم تشنون الحرب له؟ و كأنه الحل السحري؟
هل تم الطلاق في زحام من العند والكبر ام انه وليد اللحظة او وليد صراعات داخلية جمة؟
و هل تم الطلاق تحت ضغط طائفة من المقربين لأحد منكما؟
هل درستم للزواج حقوقا كما درستم للعلم وللتحصيل الدراسي للحصول على اعلى الشهادات؟
هل ترون من وجهة نظركم ان الطلاق تم نتيجة تقصيرمن ذويكم المقربين في النصيحة قبيل الزواج وقبيل الطلاق؟
و هل بالطلاق تغيرت سلوكياتكم؟ وان تغيرت فالى ماذا تغيرت..للأفضل أم للأسوأ والعدوانية؟
ان للطلاق شأن عظيم عند المولى عز وجل
فقد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم في بعض المواضع وانزل سورة كاملة له وهذا ان دل على شئ فهو يدل على خطورة الامر
والآن بعد طرح هذه الاسئلة فقد اجاب على البعض منها عدة اشخاص قد خاضوا هذه التجربة المريرة
وها هي هذه المرأة من الذين تفضلوا وتكرموا بالاجابة على البعض منها
امرأة في الأربعين من عمرها خاضت التجربة ولا تزال تعيشها
وها هو بدأ حواري معها
سيدتي..هل جنيتي من وراء الطلاق شيئا مربحا؟-
سكتت لحظة وتنهدت قليلا ثم أجابت.
.نعم…جنيت .
خرجت كلمة نعم بعد لحظة تردد وتفكير …
وماذا جنيتي سيدتي؟؟
–جنيت حريتي وكرامتي من رجل كان يستعبدني,كان غليظا دائما, كان يتلذذ باهانتي
هل كنتي تعملين موظفة؟
لا..كنت مثل أي زوجة…. ربة منزل انتظر ما يتعطف به عليا من مصروف للبيت…كان بخيلا
وماذا كان يعمل زوجك؟
لم يكن له عمل ثابت..كان دائم الشجار والشكوى من اصحاب العمل والزبائن ومن الحياة كلها.
وماذا فعلتي حيال ذلك؟؟
وماذا استطيع ان افعل؟؟ ..لم يكن بوسعي شيئا و خصوصا انه سئ المعاملة ودائم الاهانة ,
لم يقضي بيننا وفت لطيف الا عكر صفوه بعصبيته ولسانه السليط .
وماذا كنتي تفعلين امام عصبيته؟ امام يأسه من ايجاد عمل مستقر؟ امام ضجره للحياة
هل اتركه ينفعل وتفلت اعصابه علي وأسكت!
كنا دائما في شجار بسبب سلوكه …
لم احتمله..
هل تتذكري اياما الاولى للزواج او الفترة الاولى شهور اسابيع الاولى ؟
نعم اتذكر..كان لطيفا وديعا وحنونا ولم يكن يبخل علي بشئ (ملكتني الدهشة من هذا التحول )
أحبني منذ خطبني وكان يعمل حينئذ في فرن وكان يحفر في الصخر من أجل اتمام زواجنا ولكنه تغير تغييرا شديدا
قد أصبح بخيل وقاسي الطبع
ماذا كان يعمل بالفرن؟
يضع الخبز في أكياس ويساعد اصحابه قدر المستطاع,لم يكن لديه حرفه يحترفها او شهادة عالية
هل لديكي اطفال ؟
نعم عندي بنت عمرها الآن 7سنوات ….انا اتكفل بها وافني عمري من اجلها …
وتنظر في الأرض شاردة.
وابوها اين هو؟ألم ينفق عليها؟
لا لم ينفق..قد طلب رؤيتها كثيرا ولكني منعته عنها انتقاما منه لما فعله بي
والآن هو مستريح وانا من يحمل الطين على رأسه وأكافح وأعافر من أجل ابنتي ….ووجهها ملئ بالحسرة..
اذا لم تجني من هذاا الطلاق سوا التعب وحدك والندم على ما سبق من طلاق …
لالا لم أندم ولن…ما أندم عليه حقا هو سوء اختياري لهذ الرجل البغيض.
قد خدعت فيه قبل الزواج.
وكان هذا ختامي مع هذه السيدة الفاضلة .
واستنتج من حواري معها انه لا احد يرى نفسه على خطأ.
انتظروني لتكملة باقي الاجابات في مقالات أخرى.
الى اللقاء القادم
الكاتب: دعاء فتحي.
إقرأ أيضاً:
كيف نتعامل مع الطفل عند طلاق الوالدين؟
2 تعليقان
الجميع يتفق على أنه لا يجب اجبار المرأة أو الرجل البقاء تحت إسم مؤسسة الزواج و نحن لا نعرف الأسباب الرئيسية التي دفعته للاختيار الطلاق. لكن يجب أن نستخدم المنطق في هذا القرار. و لا يجب أن نكون انانيين. فهذا من بين أسس الزواج. أن يشارك كلا الطرفين مشاكلهما مع بعض. في نظري أنا كان يجب على المرأة معرفة أسباب الزوج الحقيقية من أجل بخله بعدما كان سخي و يحبها. بعدها يمكنها القرار هل حقا الموضوع يستحق الطلاق. أم يجب عليها الصبر معه.
لكي كل الاحترام اختي الفاضلة وأاسف على التأخير في الرد , فلم أر التعليق الا مؤخرا, ومعكي كل الحق انه لا يجب اجبار أي طرف منهم على البقاء تحت ظل زواج تعيس , ولكن يبدوا انني لم انجح في توصيل وجهة نظري في أول مقالة لي, ان هدفي الاساسي من المقال , تأني في الاختيار الصحيح للطرف الأخر كما انه ينبغي اعطاء كل منهم التوجيهات والارشادات اللازمة لبناء أسرة سعيدة بأساس قوي يتحمل كل العثرات التي تقابلهما
ان موضوع الطلاق له فروع وظروف مختلفة كثيرة ولعلاجه يحتاج الى وقت مكثف وواسع لتلاشيه ولعدم الوقوع فيه , ووايضا ليس معنى كلامي هذا أني أجرم الطلاق ,, حاشاني أفعل ذلك,, انه من شرع الله الموقر والذي أنزل من فوق سبع سموات. ولكن ملحوظ جدا في الفترة الاخيرة من السنين انه كثر بطريقة بشعة وهذا ما اقوله
كثير من الناس يظنون في الطلاق الحل الاول ويتسارعون اليه مع أول مشكلة بينهما , وهذا ما أود علاجه بالترشيد والتوعية نحو زواج افضل ونضج اكثر فكثر.
تحياتي لكي اختي الكريمة وأشكرك على تعقيبك على مقالي هذا وأشكر مرورك الكريم