خواطر نقد ذاتي (الحياة وحق البقاء)
رسام لم يجزه بيكاسو ورامبرانت
يهيم بها أيّما هيام
يصبو إليها
كنها وشكلاً
لوناً وطعماً
لا يتعب
لا يكفّ عن رسوماته
عبثه وشطحاته
أعْيي فرشاته وألوانه
هواية واحترافاً
ولم يُجزْه بيكاسو
أو رامبرانت
أنْهك شباته ومداده
وتنكر لصنيعه
الجاحظ والمتنبي..
الإبداع المنبوذ
يفشل ثم يفشل
لكنه يكابر بعناد
يحاور باستمرار
بالقوة أو بالفعل
إبداعه المنبوذ
يدرس ويبحث
يحاكي ويجدد
يراجع أوراقه
يصحح وينقح
يقيّم ويقوّم
يزيد وينقص
يبني ويهدّ
يشكّ ويتيقّن
وكل يقين لديه
لا ينفك يصبح شكاً
يكثر الأسئلة
أعوصها:
أمن باب أسئلتي
ولوج مكامن الحكمة ونعمتها؟
أم لدى مغاراتها
قد تصرعني وحوش الحيرة
وتحل بي نقمتها؟
أسئلة على أسئلة
تسترسل
لا تتوقف
بها يتنفس
يجدد طاقاته
يواصل رحلة الحياة
أو محنة الوجود
وحق البقاء..
الاختيار والحياة
يا صديقي لا تقلق
تفائل فقط
لن تخسر ذهباً
لن تغرم فضة
فالتفاؤل مجاني
غير متبوع برسم
هو في زمني وزمنك
أضعف الإيمان
أو من ضعف الإيمان
تساءلْ وتفائلْ
طولاً وعرضاً
من الماء إلى الرمل
من النيل إلى الفرات
من الأطلسي إلى الهادي
لا تيأسْ
واصلْ أسئلتك
كسباً وتوسلاً
وانتظرْ أو لا تنتظرْ
فتات الأجوبة
عشْ حياتك
كما ارتضيتها وارتضتك
واحلمْ بخلاص قريب
أوهمْ به نفسك
حاولْ إقناعها أو خداعها
فكما اقتبست وقلتَ:
“أنت تسألْ إذن أنت تحْيا”
فهنيئًا لي ولك
الاختيار والحياة..
علم الجغرافيا ودرس التاريخ
يا أخي
مهما جُحدتْ حياتك
أُنكرتْ خريطتك
شكلها ومفتاحها
واصلْ الصمود
أو ملازمة المقبرة
عند لحد الشريف الإدريسي
وابكِ واستبك لديه أسئلتك
أرْوعها وأفْتنها
شعراً ونثراً
لعله يرثي لحالك
يهبّ من رقدته
فيساعدك
يفكّ ما استعصى علي وعليك
من علم الجغرافيا
ما تمنع علي وعليك
من درْس التاريخ
فخريطتي وخريطتك
يا صاحبي رقعة عجيبة
لا معالم فيها
لا آثار
ولا أعلام
لا أنهار فيها
لا بحار
لا يابسة
لا أشجار
لا أطيار
لا حياة
لا شيء
غير الظلام والفراغ
وليل لائل..
الانتماء والهوية
من أنا ومن أنت؟
وبما يجدي القول
في العروبة والإسلام
انتمائي وانتماؤك
هويتي وهويتك؟
وهذه من حولنا
القدس وفلسطين
الصومال والسودان
البوسنة ولبنان
أفغانستان والشيشان
سوريا واليمن
وبلاد الرافدين
وأنا وأنت نرى ونسمع
لا ندري سبيلًا
لفعل تحريك ساكن
ها نحن نرى كل ما نرى
من التذبيح
الاغتصاب والتطهير
الاحتلال والنهب
الأمراض والمرضى
العجزة والأطفال
الضحايا والمعطوبين
وكل الأبرياء..
كيف صرنا “لعنة”
أنا وأنت
نسمع ما وسع سمعنا
كل حين
ومنذ زمن
عن الحرب والفتن
عن الدمار والخراب
عن مسلسل الحصار
التجويع والترْكيع
عن الخضوع
أو ربما الخنوع
نسمع ما وسع سمعنا
شئنا أم أبينا
كيف صرنا “لعنة”
وصار التطرف والإرهاب
سمة بنا لصيقة
وكيف صرنا صديقي
مسيرة مسترسلة
من الكبوات والنكسات..
الفعل الغائب
يا ترى ما مصابنا؟
وما مصاب بنائنا؟
لما لا يقوم؟
أمحكوم عليه سلفًا
أن يظل فعلًا معطلًا
أو فاعلًا غائبًا منتظرًا
أو مفعولًا به أبداً؟
وكيف نرضى أن نصير
قولًا صداعًا مُزمنًا
أو مسيرة عجْزٍ مريعٍ؟
أنا وأنت
الشمال والجنوب
الشرق والغرب
في كل شبر من الأرض
أرضي وأرضك
عروبة أو إسلام
دماء مستباحة مهدورة..
معارك دونكيشوطية
ماذا أقول أو تقول؟
حسبي وحسبك
لا تتمتم ولا تلحنْ
أو هذيان
فقد آن الأوان
لننتفض معًا
على كل كهف ونوم
على الجمود والعجز
لنغير من ألوان الحرباء
ونقطعْ مع فن الالتواء
وهندسة الانحناء
مع سبل التبعية والهوان
مع مشية المُكرفس كالغراب
مع السيف الخشبي
مع نار أم الحباحب
مع الحرب الإشاعة
مع المعارك اللا مجدية
الدونكيشوطية الوهمية
لنتصالحْ مع الذات والتاريخ
ونكتشفْ عدوي وعدوك
الظاهر الخفي
الحقيقي الذي أثخننا بالهزائم
لنحاربْ ونصمدْ
حتى ننتصر..
الزهرة والأنقاض
آن الأوان
آن لنبحثْ عن مشعل جديد
من صنيعنا
نستنير به الطريق
نبدّد به كُدرتنا
مهما بدت محكمة
أو مدبّرة
لنبحثْ عن أسئلة
تستأصل الجذور
غفلتي وغفلتك
أسئلة جديدة
ثائرةٍ متمردةٍ
تصفعُ وتلْكمُ
تصدمُ وتقصمُ
أسئلةٍ أنيابٍ
تنهش كياني وكيانك
تقتل حياتي وحياتك
المتعثرة المتعفنة
تُميتها مليون مرة
تُشبعها هلاكاً
كل صبح ومساء
تطحني وتطحنك
تخبزني وتخبزك
خبزًا سوياً وصحياً
لعل زهرة شائكة
تنفلتُ من قبضة
أنقاضي وأنقاضك.
اقرأ أيضًا:
2 تعليقان
“يا صديقي
تفائل فقط
لن تخسر ذهبا
لن تغرم فضه”
رائعه جدا خواطرك… سلم قلمك
سلمت وبوركت وسلم الذوق والرقي..احترامي وشكري على طيب المتابعة وجمال التماهي مع حرفي المتواضع.. ودمتللرقي منارة وميسانا..تحياتي