كيف نحافظ على علاقاتنا مع الآخرين؟ إن وجود الأشخاص في حياتنا أمر مهم للغاية، سواء كانوا من العائلة أو من الأصدقاء أو زملاء الدراسة والعمل أو حتى المعارف. المرء بطبعه لا غنى له عن الناس، وتجده دائما ما يبحث عن أصدقاء في كل مكان يذهب إليه، ذلك لأن الحياة لا تستقيم إلا إذا تشارك أكثر من شخص في قضاءها. ومع ذلك فإننا في بعض الأحيان لا نظفر بإنشاء علاقات جيدة وأحيانا لا نتمكن من الحفاظ على روابط بعد الصداقات التي قمنا بتكوينها بالفعل. هناك الكثير من الأسباب التي قد تمنع من تكوين أي علاقة جديدة، وذات الأسباب قد تكون سببا في إفساد علاقة ما أو جعلها فاترة بحيث تنتقل من رتبة أعلى إلى رتبة أقل كتحول الصديق إلى مجرد زميل وهكذا.
كيف نحافظ على علاقاتنا مع الآخرين
إليك بعض الأمور التي ستساعدك على تكوين علاقات جيدة مع الناس وكذلك ستعينك على الحفاظ على روابط هذه العلاقات بإذن الله.
أولاً: لا تحكم على الآخرين من الانطباع الأول
السبب الرئيسي غالبا في عدم تكوين صداقة مع شخص ما هو الانطباع الأول السيء، وكثيرا ما تجد اثنين من الأصدقاء المقربين يقول أحدهما للآخر: (أتعلم؟ أنا لم أحبك حين التقيت بك لأول مرة). لماذا؟ لأن موقفا سيئا حدث وقتها، ما جعل الفجوة بينهما تزداد. لهذا لا تلتفت إلى انطباعك الأول عن الأشخاص، نعم من الجيد أن تضعه في ذهنك حتى تأخذ حذرك، لكن لا تتعامل مع من أمامك وكأنه هو ذلك الانطباع فحسب.
ضع نفسك محل هذا الشخص، لو أنك كنت في حالة غضب أو حزن أو ربما في حالة عدم انتباه وصدر منك موقف غريب، أنت ومن يعرفك تدركون أن هذا ليس أنت، هذا موقف فحسب، لكنك في الأصل شخص لطيف، لكن ماذا عمن رآك لأول مرة؟ لن يحبك غالبا وسيكون انطباعه الأول عنك خاطئا، ولو علمت ذلك لتمنيت أن تصحح له خطأه. كذلك الناس، بعضهم طيب الأصل، لطيف الطبع، لكنه تصرف بشكل مختلف في موقف ما، فلا تأخذه بذلك واترك لنفسك فرصة التعرف عليه لعله يصبح يوما أقرب أصدقاءك.
ثانيًا: كن لطيفا قدر الإمكان
وهنا أود وضع خط أسود عريض تحت كلمة (لطيفًا)، هذا لا يعني أن تكون ساذجا أو غبيا أو طفوليا، كن لطيفا فحسب، أنت تعرف معنى أن يكون الشخص لطيفا محببا إلى القلوب. لا تكن حازما وصارما في كل أمورك فهذا ينفر الناس منك، وفي نفس الوقت لا تتنازل عن مبادئك أو حقوقك بغية كسب قلوب الناس.
جميع الناس يحبون أن يتم التعامل معهم بلطف، الجيدون والسيئون، الكبار والصغار، الأصدقاء والغرباء، (فطرة الله التي فطر الناس عليها). فكر بنفسك في الأمور التي تجعلك ترى فلانا لطيفا. ستجده على الأغلب متعاونا مع الآخرين، مهذبا في حديثه، مبتسما، صادقا، صاحب كلمة طيبة لمن حوله. تعلم أن تفعل هذه الأمور، ستتمكن بذلك من هدم الجدر التي بينك وبين الغرباء.
ثالثًا: ابتسم.
لا أعتقد أنني بحاجة لشرح هذه النقطة.
ابتسم دائما، كلما رأيت شخصا وتلاقت عيناكما لأي سبب ابتسم، ستجده يبتسم بدوره. ربما لن تتذكره أنت، ولكنه غالبا لن ينسى ذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تبسمك في وجه أخيك صدقة
رابعًا: قدم المساعدة
احرص دائما على تقديم المساعدة أينما كنت. ستترك المساعدة أثرا جيدا في نفوس الناس وسيكون انطباعهم عنك رائعا للغاية. لا ترائي ولا تمنن على من ساعدته، فقط ساعد وامض في طريقك.
(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ).
خامسًا: بادر بالحديث
بدؤك بالحديث مع الطرف الآخر -خصوصا إذا كان من الشخصيات الخجولة- تساعد على كسر الحواجز بينكما وتشعر من أمامك بالأمان. حاول أن تسأله أسئلة قصيرة أو تفتح مواضيع لطيفة دون أن تتطرق إلى أمور شخصية وإلا سيكون مردود ذلك عكسيا.
سادسًا: اقبل الحماية
هذه إحدى أهم قواعد الحفاظ على العلاقات، سواء كانت علاقة بين الزوجين أو بين الأصدقاء.
قبول الحماية يعني -ببساطة- أن تقبل المساعدة من الصديق، بالطبع ليس كل مساعدة وليس كل صديق.
هناك أشخاص هم الأقرب إلى
إذا لاحظ صديقك أنك مريض قليلا أو أنك تسعل بشكل متكرر وأخبرك بأنه سيطهو لك اليوم طعاما دافئا حتى تتحسن حالتك، فابتسم واقبل منه ذلك. هو بهذا أراد حمايتك، فاقبلها منه واجعله يشعر أن وجوده مهم في حياتك لدرجة أنه الآن هو المسؤول عن تحسين حالتك.
إذا استيقظ صديقك باكرا وأعد لك شطيرة على الإفطار، فابتسم وقل له بأنك أنقذته اليوم بصنع الإفطار وإلا كنت ستتأخر عن العمل لو ذهبت لإعداده بنفسك.
إذا أخبركِ زوجكِ بأنه يريد دخول المطبخ ومساعدتك في طهي الطعام اليوم لتخفيف العبء عليكِ فاقبلي منه ذلك ودعيه يشعر بأنه نجح في حمايتك من الإرهاق هذا اليوم. لا أعتقد أن أي زوجة سترفض عرضا كهذا في الواقع، ولكن قد تحمل الزوجة هم الفوضى التي ربما يتسبب بها الزوج في المطبخ، أو التأخير الذي قد ينتج عن بطء عمله -خصوصا إذا لم يكن الزوجان في أولى سنوات زواجهم-، ومع ذلك من الجيد أن يشعر الزوج أن زوجته لا تزال ترى وجوده مهما ومفيدا حتى في الأمور التي تتقنها كالطهي على سبيل المثال.
سابعًا: تغافل
لا تقف لصديقك على كل كبيرة وصغيرة حتى لا يشعر بأنه مراقب من قبلك. دعه يشعر بالراحة معك. اتركه يتحدث ويتصرف بعفوية.
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي عن تعامله مع صديقه:
وَأرَى مَسَاوئه كَأني لا أرَى
وَأرَى مَحَاسنَه وإِن لم تُكتَبِ.
كون صداقات كثيرة.. وابذل جهدا في الحفاظ عليها. الناس للناس.. فكن للناس كما تريد أن يكونوا لك.
اقرأ أيضًا
10 مهارات وافكار مفيدة تجعلك أكثر خبرة في الحياة