قبل التحدث عن معجزة الهواء الطلق، سوف أدرج في طياتها وأرسم بين ملامحها قصة قصيرة تخصني.
قبل سنوات حلت علي هموم وأحزان ومشاكل كانت تجرفني إلى حافة فقدان القوة والتحمل إلى درجة أن ما تحت العين قد تغير لونه وشحبت عيناي من ذلك الحزن والألم، رغم أني لا أحب الضعف والانهيار بل من عادتي الصمود والتحمل لدرجة كان والدي حفظه الله يلقبني (بناقة) كنت أغضب ولكن عرفت فيما بعد ما كان يقصد.
وفي وسط تلك الموجة نظرت للنافذة وفتحتها فعانقني نسيم من الهواء وكان يُخالطة رائحة الزهور وأوراق الشجر الخضراء، وكأنهم يعزفون أنغام وألحان تغنيها العصافير الصغيرة التي تعيش في أعلى تلك الشجرة.
حملتني إلى مجرات السعادة والتفاؤل ونزعتني من كومة الأحزان والألم تلك، وهنا بدأ التغير في حياتي بسبب الهواء الطلق.
معجزة الهواء الطلق
ما الهواء الطلق؟
دائمًا نسمع اخرجوا في الهواء الطلق..!
وهل كل الهواء الذي يواجهنا هو الهواء المقصود؟
الهواء الطلق
دائمًا ينصح الأطباء بالخروج إلى الهواء الطلق والجلوس في الصباح تحت الشمس الدافئة، وهنا يكون مولد وبداية الهواء الطلق وجماله الذي يجذب الصغار قبل الكبار، فهو ذاك النسيم الذي لا يخدش الوجه بقوته ولا يتعب الصدر بتياره.
هو ذلك النسيم الذي تشم فيه مخلط من عطور الطبيعة التي مكوناته تلك الرائحة، هو رائحة الأزهار النرجسية والأزهار الربيعية.
رائحة أوراق خضراء ممزوجة بقطرات ماء عليها، رائحة العشب الأخضر العبق المخلوط مع رائحة الريحان والنعناع، وتكون فيه نغمات وأصوات العصافير التي تجوب المكان ذهبًا وإيابًا وكأنهم ينسقون حفلة تعارف بينهم كل صباح.
الهواء البارد
والعكس صحيح هناك هواء قد يكون السبب في القضاء على الشخص في لحظة، وذلك عندما يقوم الإنسان بالاستحمام والخروج أو ترك النوافذ مفتوحة فيدخل ذلك التيار الذي قد يلقيه طريح الفراش، الأفضل إغلاق النوافذ حتى لو كان الجو خلاب والمكيفات عند الرغبة في الاستحمام، وشرب الماء لمدة نصف ساعة، وبعدها يفعل الشخص ما يريد.
هو ذاك هواء البارد والقارس فهناك عشاق للبرد ولكن يجب توخي الحذر عند وجود تيار هوائي قوي، ويجب تأجيل الخروج حتى يذهب ذلك الهواء القارس.
إن الهواء الطلق هو عبارة عن بوابة كبيرة إذا فتحتها سوف تدخلك إلى عالم السعادة، فإذا أحسستم بالحزن اخرجوا في ذلك الهواء، واحتسوا فنجان من القهوة أو الشاي مع قطعة بسكويتة تحت شجرة ظلها يغمركم. وخذوا قلم وورق وسجلوا يومكم ثم استلقوا على الأرض وانظروا نحو السماء.
حقيقة شعور لا يوصف من السعادة وخروج الطاقة السلبية التي تحيط بكم، ولا مانع من أخذ غفوة والشمس تعكس نورها على وجوهكم من بين تلك الأغصان المتشابكة.
اقرأ أيضًا:
تجربتي مع الاستحمام بالماء البارد صيفا و شتاء وفوائدها الصحية
2 تعليقان
مقال رائع حقا. يجمع بين التحفيز و المعلومة. حقا مشكورة.و استمرارية موفقة.
دعمكم يهمني جدًا ❤❤❤