تجاهل برقيك.. إن الإنسان باستطاعته أن يكون سيّد ما يفعل , ولكن من الصعب جدا أن يكون سيّد ما يشعر به ولو ادعى العكس , وهذا ما يجعل الكثير منا يعاني في صمت من ألم يتصفح المشاعر و يقلب الأحاسيس بأوراق فؤاد مليء بالحسرة و الوجع, فلا هو كتمان نافع و لا هي فضفضة شافية ؛ ومن هنا تتضح لنا أهمية تطوير ذات كل منا و الرقّي بالنفس لأعلى الدرجات لتجاوز مطبات و صدمات كثيرة هي تحدث في حياتنا سوى بصدفة أو بميعاد.
أهم أساسيات الرقي بالذات
التجاهل الذي نستطيع من خلاله اجتياز ذلك الشعور الصعب الذي قد يكون له أضرار نفسية و جسدية علينا.
التجاهل كلمة بسيطة , ربما يعتبرها البعض سذاجة لكنها تحتوي على ما لم يستطع أطباء وعلماء النفس تقديمه لآلاف الحالات التي تمر عليهم.
ومن هنا يتبين لنا انه علينا أن نعالج أنفسنا بأنفسنا , ففي بعض الأحيان الكثير منا لا يتقبل فكرة التجاهل و يعتبره ضياع حق و تنازل عن طار أبدا يا عزيزي فمن يتجاوز عن الإساءة لا يعني أبدا انه عاجز عن ردها بل لأنه عرف قدر المسيء فتجاهله و عرف قدر نفسه فأرتقى بها فالتجاهل إنتقام راقي جدا؛ لأن أسوء عقاب لمن خذلك ليس بالاهانة أو الشتم أو … بل أشد عقاب أن تعيده غريبا كما كان و يرى نجاحك و تألقك يشاهد محبة الآخرين لك , يشاهدك تزهر و تعبق بدونه , يراك تمر من أمامه كالغريب يراقب من بعيد دون أن تكون له فرصة للعودة لأنه استنفذ الفرص معك , لأنه وببساطة لا يوجد أحد يستحق أن يستحقك مرتين , فلا تصارع خنزيرا في الوحل فتتسخ أنت و يستمتع هو.
فالحياة مدرسة شاسعة نتعلم فيها الكثير و الكثير , تعلمنا كيف نتعامل مع الناس بطباعهم و أخلاقهم و تربيتهم , تعلمنا أن نتعامل معهم كجملة وجب إعرابها فالبعض يستحق الرفع و البعض وجب نصبه و البعض الأخر لا محل له من الإعراب، فالتجاهل يا عزيزي صدقة جارية على فقراء الأدب,فهنيئا لمن لم يظلم أحد و لم يعاتب أحد و لم يخذل أحد و لم يرى نفسه فوق أحد , فالحياة محدودة و العمر محدود , فما أجمل أن نترك لنا في هذه الدنيا ذكرى طيبة.
اقرأ أيضًا
أهمية التعاطف مع الذات للصحة النفسية
التعاطف مع الذات، خطوات فعّالة