كيف أعالج نفسي من الغيرة.. هل كلما رن الهاتف نظرتَ-تِ بطرف عينك لرؤية من المتصل، هل من الجنس الآخر؟ وإن كان زميل – ة ألقيت سمعكَ-كِ لسماع ما يدور؟، وإذا التقى شريك حياتك صدفة بزميل-ة عمل أو دراسة أو جار-ة فلا إراديا تجد أياديك تقبض وكأنها تستعد لتسديد لكمة في الوجه أو الأسنان.
حدقة العين تتسع مع غض بسيط للطرف وكأنك تحدد الهدف وضبط النشان بسلاح غير مرئي، وإذا ما اضطررتَ-تِ إلى المشاركة في الحوار معهم يخرج الكلام – رغمًا عنك – مقتضبًا وبه نبرة فيها حزم، ولكنه تهديد سريع مع لكنة سخرية علنية.
وبعد أن تتخلى بشريك حياتك تتعمد إزعاجه بكلام أو فعل، هل أنت كل ما سبق؟ هل مررت بكل هذا؟ أهنئك أنت مصاب بغيرة مرضية ولا بد أن تحاول أن تعالج تلك الغيرة حتى تنعم بعلاقة صحية ممتعة، وليست علاقة حريق دائم فأنت تحترق بالغيرة وتحرق شريكك برد فعلك وإظهارك لتلك الغيرة وذاك الحريق بطريقة مشتعلة تصيبه بأذى نفسي وأحيانًا أذى جسدي.
نار الغيرة

كيف أعالج نفسي من الغيرة؟
فبعض الرجال عندما يحرقون بنار الغيرة المفرطة يسببون أذى لمحبوباتهم وكأنه يعاقبها على حريقه الداخلي، وأولًا لا بد أن نعرف، كيف تكون الغيرة؟ وهو ما جاوبت عنه في مقال سابق واختصره في جملة واحدة: “الغيرة دليل حب فلا بد أن نُعبر عنها بحب”.
فإذا ما وجدت أن غيرتك ستخسرك هذا الحب والحبيب فلا بد أن تعرف أن العيب ليس في الغيرة كشعور ولد بفعل الحب، بل في تعبيرك وتحويلك لهذه الغيرة لحب تملك ورغبة في السيطرة والاستحواذ، وهنا إن كنت ترغب في معالجة هذا الحريق الداخلي وتلك الغيرة المفرطة وتعديلها لتكون غيرة لطيفة تعبر عن الحب وتزيد روابط الحب بينكما وتسعد بها وتسعد رفيق دربك.
فلمعلوماتك ليس هناك أحد إلا ويتمنى أن يغار عليه حبيبه وشريك حياته، فالغيرة تشعره أن له قدرًا عندك، وما أكثر تكرار المشاهد في الأفلام التي تؤيد هذا، ورأينا مدى سعادة المحبوب بغيرة حبيبه والزوج بغيرة زوجته أو الزوجة بغيرة زوجها عليها، بل أحيانًا نرى أن بطل القصة يستدل بغيرة الفتاة عليه لإثبات أنها تحبه أو العكس.
كذلك نرى كثير من الرجال أو النساء يشتكون أن شريك حياتهم لا يحبهم ويكون دليل ذلك أنه لا يغار أو لا تغار، فالغيرة شيء محبب طالما كانت معتدلة، فالملعب ليس القضاء على مشاعر الغيرة وإلا بذلك سنكون نقضي على الحب أو روابط المحبة بين الشريكين، إنما نحن نريد ضبط تلك المشاعر لتكون أهدأ وأنضج وألطف.
تهذيب مشاعر الغيرة

كيف أعالج نفسي من الغيرة؟
وأول ما نفعله لتهذيب مشاعر الغيرة بداخلنا أن نؤكد لأنفسنا ونعترف أننا لا نملك الآخر، وأنه ليس إرثًا ورثناه من والدينا، ولا ورقة يانصيب، بل هو كائن حي اختارنا واخترناه ونعيش معًا لأجل أن نحيا بمودة وحب، كما أن هذا الشخص كامل الأهلية ولا تجوز وصايتنا عليه ولا الحجر عليه أيضًا.
كما أنه كائن حر وعقد الزواج أو خاتم الخطبة أو الهدايا التي أعطيناها ليست ثمنه ولا ثمن رقبته، فلنتعامل على هذا الأساس لمنح هذا الكائن حق التقاط أنفاسه بحرية، ثم لا بد أن نعرف أن الغيرة ليست شعورًا يستحي منه، فبما أنه معتدلًا فلا ضرر من البوح به، بمعنى عندما تجد من تحب يحدث أحدًا أو يحدث منه ما يثير غيرتك عبر وقل له “لاحظ أني أغار أيها الحبيب”.
فتعبيرك هذا سينفث عن غضبك وبذلك لن يتحول هذا الغضب لمحرقة تحرقكما أنتما وحبكما معًا، فبالتعبير والحوار الهادئ يتجنب أحاديثك وسيناريوهات شياطينك، وبذلك لن يطول حديث من تحب من هذا الشخص المغار منه، وأيضًا ستتحول كل تفكيره نحوك وتفكيرك نحو الود والحب والمشاعر الهادئة الرقيقة، وبذلك تتجنب “شرشبيل” الذي بداخلك والذي يحرضك على مشروع “ليلة نكد” أو ربما ليالي.
كما عليك أن تعزز تقثك بذاتك فأنت زوج أو زوجة بكم كل ما يجعل هذا الشريك يحرص على وجودك في حياته، فأنت مخلص، جميل، ناجح، مسؤول، وكذلك لا بد أن تثق بهذا الشريك المختار بأنه أهلًا لثقتك لا لقيدك، فإذا ما آمنت بنفسك وباختيارك لن تلتفت لهذا الغريب.
اقرأ أيضًا:
كيف تتغلب على الحزن بعد موت شخص تحبه