قصة فيلم حب البنات تدور حول “مصطفى أبو حجر” ذلك الأب الذي يسعى خلف ما يريد، لم يلتفت كثيرًا لفكرة الاستقرار والارتباط الأسري، كان كلما أحب امرأة تزوجها وأنجبت منه، لكن لا زواجهما ولا طفلهما سيكون سببًا أو حائلًا دون سعيه خلف ما يريد، بالطبع سيريد أخرى ويتزوجها وينجبا وهكذا، حتى أسفرت تلك الحياة الجامحة لمصطفى أبو حجر عن 3 فتيات كل واحدة من أم مختلفة وبلدة مختلفة وأسلوب حياة مختلف، وبالطبع لا يعرفن بعضهن إطلاقًا.
قرب أجله وهنا رأى مصطفى أبو حجر أنه لا يملك عائلة حوله، فليس هناك سوى ابنته الكبرى “ندى / ليلى علوي“، ندى هي الوحيدة التي تشاركه آخر لحظات حياته، فمن سيكون مع ندى بعد رحيله، لقد كان سببًا في عدم زواج ندى وحرمانها من أن يكون لديها أسرة فماذا يفعل، وماذا عن بناته الغريبات؟.
هن بالفعل غريبات فلا يعرفن ندى ولا ندى تعرفهن وليس هناك شيء يجمعهما، لكن ماذا يفعل ليجتمعن؟، ما الشيء المشترك بينهن؟، إنه هو أو بالأحرى “ميراثه” وهنا وجد مصطفى أبو حجر الحيلة التي سيتمكن بها من جمع بناته وجعل عائلته تجتمع تحت سقف بيته حتى وإن كان ليس موجودًا، يكفى أن يشعر أنه قد كفر عن ذنبه بتشتيتهن وقد يكون هكذا منحهن عائلة طبيعية نوعًا ما.
كتب مصطفى أبو حجر وصيته التي تتضمن شرطًا أساسيًا لتنال كل فتاة حقها في ميراث أبيها لا بد أن تستقر فتياته الثلاث في بيت أبيها معًا لمدة عام. ومن تمتنع عن هذا تحرم من الميراث. ويرحل مصطفى أبو حجر تاركًا لبناته وصية وأملًا في أن يمتلك ما لم يمتلكه وأن تتكون بينهن روابط الأخوة الحقيقة.
تجمع بنات مصطفى أبو حجر لاستلام ميراثهن

فيلم حب البنات
بعد أن تنتهي مراسم دفنه الذي لن تحضرها سوى ندى تأتي فتياته الغائبات، “رقية – روكا / هنا شيحه”والتي كانت تعيش في لندن، و”غادة / حنان ترك” وتعيش بالإسكندرية مع أمها” سوسن بدر “وتعمل معيدة بجامعة الإسكندرية، وهي أكثر من تأثر بغياب الأب ولقد أثر ذلك على صحتها النفسية مما جعلها تلبس ملابس رجالية لتعويض الفقد الناجم عن غياب الأب لكي تثبت لنفسها أنها ليست بحاجة للرجال الذين صاروا جميعهم بعيونها “مصطفى أبو حجر”.
وقد أتيا لأخذ حقهن فقط، وتجتمع الفتيات لأول مرة في بيت الأب الذي رحل ويأتي المحامي المسؤول عن تركة أبيهن “الفنان الكبير / عبد الرحمن أبو زهره” ويبدأ بتلاوة نص الوصية وشروطها الوحيد الذي يسبب صدمة للجميع حتى ندى.
تعليق “غادة” وموقفها من الوصية

فيلم حب البنات
صدمة غادة كانت أشد فهي لن تحتمل أن تحيا لمدة عام تحت ظل مصطفى أبو حجر وفي بيته ويحيا كل ما يخصه. والأدهى وأمر أنها ستكون بهذا تحقق له رغبة. وهو الذي قد حرمها من أسمى رغباتها وحقوقها في أن يكون لديها أسرة تتكون من أب وأم وأن تنشأ حياة طبيعية.
فتثور غادة وتتهم ندى والمحامي بالنصب والاحتيال وأنهم يمثلون تشكيل عصابي وتهدد بالطعن في الوصية، وتهب عائدة إلى الإسكندرية لتهرب من وقع الصدمة ومن شبح مصطفى أبو حجر، لكن تقنعها أمها بضرورة العودة للقاهرة والامتثال للشرط لتنال حقها الشرعي.
تعود غادة لتنفيذ الشرط وتقوم بنقل عملها من جامعة الإسكندرية إلى جامعة القاهرة، كما تقرر روكا البقاء بمصر لمدة عام وبذلك تلتحق بجامعة القاهرة لتكمل دراستها، وتبدأ الحياة بين الأخوات الثلاثة المختلفات شكلًا ومضمونًا، فندى ربة بيت محترفة وماهرة بالمطبخ جدًا، وغادة تحيا بجسد أنثى في ملابس رجل، وبالفعل تخبئ كل أنوثتها تحت قسوة رجولة مصطنعة، وروكا فتاة من الغرب وتحمل كل صفات الغرب وملامحه.
دور الإرشاد النفسي في تجاوز الصعوبات
بالطبع لن تكون الحياة بين الفتيات مثالية بل ستكون هناك العقبات تلو العقبات، ولعل الوحيد القادر على تهدئة الوضع والعمل على تجاوز تلك العقبات بسهولة أو بأضرار أقل هو جارهم “مهيب / أشرف عبد الباقي” أخصائي نفسي، والذي كان يظن أنه يحب ندى حتى رأى غادة وكان يظن أنه يجب غادة حتى رأى روكا، المهم تبدأ الفتيات الثلاثة باللجوء إلى مهيب كلما تعقد الوسط، وكل واحدة منهن تذهب لمهيب خفية من بعضهن ليحصلن على المساعدة منه.
فندى قد صادفت حبها القديم “عمر / أحمد عز” واللذان لا يزالان يحبان بعضهما رغم أنه تزوج وأنجب فتاة اسماها “ندى” وقد انفصل عن زوجته وحاول التقرب من ندى بالعمل معها، فهو مخرج ويرغب في عمل برنامج للطبخ ويريدها أن تكون مقدمة البرنامج.
توافق ندى لكن كلما طلبها عمر للزواج تخاف وهذا طبيعي. فلقد اعتادت الوحدة وصار صعبًا عليها خوض تجربة الزواج خوفًا من الانفصال وعيش حياة تشبه حياة أبيها.
أما غادة فلقد أحبت طالبًا عندها “حازم”، لكنه أكبر منها سنًا فهو يرسب بالجامعة ويركز في الرياضة، وروكا تعجب بنجم سينمائي “كريم /خالد أبو النجا” ورغم أنه يحبها إلا أنها لن تحبه، وتختلف غادة مع ندى فتترك البيت غاضبة وتعود لأمها التي تجدها بصحبة رجل، وتصارحها أمها أنه زوجها، وتعاتب الابنة أمها “ألم تخبريني أنهم جميعًا مصطفى أبو حجر” وترد الأم أن ليس الرجال كأبيها، كما أنها لن تتمكن من البقاء بدون رجل.
تعود غادة إلى بيت أبيها وهي تحاول استيعاب صدمتها، ولعل هذا ما سيمنحها فرصة لحب حازم، ورقية/روكا تتأكد من أنها لا تحب كريم، وتبدأ في ملاحظة مشاعر مهيب نحوها، وتبدأ في حبه، وفي أثناء كل هذه الأحداث تتكون رابطة قوية بين الفتيات ويشعرن أنهن بالفعل أخوات، وينتهي الفيلم بتحقيق كل فتاة لما تحب مع من تحب.
تعليق
هذا الفيلم من أجمل الأفلام التي توضح أهمية المرشد النفسي في حياتنا، ويظهر بشكل واضح كيف يختبئ كل من يرغب في الحصول على المساعدة من مهيب، وكأنه يتجنب أن يظن الآخرين أن صحته النفسية ليست على ما يرام، وكأن هذا شيئًا يعير به رغم أننا لا نتخلى عن زيارة أي طبيب آخر.
فبالفعل نتمكن من التصريح بأننا نحتاج العلاج في أي مجال إلا الصحة النفسية وكأننا سنقر بهذا أننا مجانين، لكن المنطق يقول أننا لو كنا مجانين لما عرفنا هذا ولا طلبنا المساعدة، بل حرصنا على سلامة صحتنا النفسية والعمل على الحصول على مساعدة مرشد نفسي وخاصة في حالات معينة هو عين العقل، لا بد أن نتخلص من هذه الفكرة.
اقرأ أيضًا:
“فيلم هي فوضى” جدل سياسي شديد نجح في التمهيد المبكر لأحداث يناير
“سمير وشهير وبهير” .. فيلم “لايت” من وحى الخيال العلمى
“فيلم أسف على الازعاج” .. احمد حلمى ينجح فى التحدى وينال الاشادة بصدمة تراجيدية