عذاب ما قبل النوم .. أطلق عليا لقب ” المتوترة ” في عملي وذلك حين كنت أعمل في أحد القطاعات الخاصة, أتذكر نفسي وقتها , كنت بالفعل اتوتر من أي شئ ولأي سبب ولازمني هذا التوتر فترة طويلة من الزمن اذ تعودت عليه و أصبح جزءا من حياتي الطبيعية.
عذاب ما قبل النوم
وذلك بعد خروجي من أزمة تسببت لي في فقد الثقة في كثير من حولي بالاضافة الى ثقتي التي كنت فقدتها بسبب هذه الأمة, و بسبب هذا التوتر كنت كثيرا ما أخطئ في اتخاذ القرارات , كنت كثيرا ما أتردد في اتخاذ أي قرر يخص عملي وحياتي على السواء نتيجة أختياراتي الخاطئة دائما .
ولكني تعلمت كثيرا من هذه الأزمة ومن عملي , تعلمت أن أتريث في التفكير أثناء الأختيار لئلا أخطئ ثانية, تعلمت ألا أقلق بشأن مسألة ما في عملي , و أقنعت نفسي انه ان لم أخطئ فلن أتعلم ولن أتقدم الى الأمام و ان قلقي نابع من خوفي الدائم وهو السبب في عدم تقدمي خطوة للأمام.
وقد تركت عملي لظرف مرضي طارئ لأمي , ولم أحزن لذلك , بالعكس فقد أحسست وقتها ان جبلا من القلق قد أزيل من فوق كتفي وقد اكتشفت أيضا أسباب أخرى لوجود هذا التوتر الذي كان يلازمني طيلة الوقت في عملي , ألا وهو أن معظم بل أغلب من كانوا يعملون معي لا يشبهوني و حاولت كثيرا أتشبه بهم وأتطبع بطباعهم , فكنت منبهرة بهذا العالم الجديد الذي دخلته , بالرغم أنه ليس أول عمل خاص لي , اني وجدت أناسا جديدة , القيم والأخلاق لديهم لا يعملون لا أي اعتبار ويعتبرون الشخص ذو الأخلاق الحميدة كائن أبله لا جدوى له, وعند وقوع أحدهم في خطأ يشنون عليه الحرب بل أحيانا ما كانوا يتصيدون الأخطاء لبعض , ومنهم من كان ينشئ أحزاب ضد أحزاب.
ما كان يبهرني في هذا المكان هو أني وجدت النقيض لشخصيتي وما تربيت عليه من أخلاق , اذ وجدته عالما يعمل له ألف حساب وكنت أفتقد هذه الصفة , ايضا كنت أفتقد الاجتماعيات والى الأن لست اجتماعية , وهذا ما جعلني أجذب ناحية هؤلاء الناس , اذ تخيلت نفسي الفتاة الشقية والتي تنافق هذا وذاك من أجل التقرب ورفع المرتب كما يفعلون.
كنت أتعجب كيف تسمح لهم أخلاقهم بالنفاق , بالضحك في وشوش مديرينهم وأول ما يغادروا يبدأوا البصق عليهم في ظهورهم.
أعلم ان كل من يقرأ المقال الأن يتسائل في نفسه, ما علاقة هذا كله بالأرق؟
سيدي وسيدتي … ان ما أحكيه كان بداية للأرق الذي أعيشه الآن….
الآن وقد تركت العمل منذ فترة طويلة والتحقت بعدها بعمل آخر بعد أن تعافيت أمي من مرضها ووجدت ما كنت أخشاه , علاقات جديدة بأناس جديدة آخرين.
لم يخب ظني , فوجدت نفسي في هذا العمل مبتدئة بالعكس من زملائي القدامى فأحببت وتحمست لأتعلم كل جديد ,ولكن حدث ما كان بديهيا أن يحدث, زملائي هؤلاء منعوني بشكل أو بآخر من قدوم هذه الخطوة اذ عرفت بعد فصلهم من العمل ما لم أتوقعه.
أنهم كانوا يوشون بي لصاحب الشركة, مثلما كانوا يفعلون أمامي , كانوا دائما ما يظهرون أمامي حقدهم على صاحب الشركة ودائما يريدون ادخال شئ من الكره والضغينة لصاحب الشركة في صدري.
وذلك خوفا من وجود كائن جديد يأخذ مكانهم ويتعلم ويتسابق معهم فيسبقهم ويستولى على مكانهم.
هذا ما كان عقلي الباطن يختزنه فكان من الطبيعي أن يعود اليا التوتر والقلق من جديد نحو علاقات جديدة , اذ في كل علاقة خيبة أمل.
وأصبحت معتادة على القلق من نومي كل ساعتين أو ثلاثة ولكن كنت أتواصل لنومي بعدها,
أما الان فاستيقظ في الثانية صباحا أو الثالثة وأحاول المعاودة لنومي ثانية ولكن دون جدوى, وأصبحت على هذا الوضع الى يومنا هذا☹
ولكن اكتشفت شيئما ما قد نصحني به طبيب مخ و أعصاب قد زرته منذ فترة, قد نصحني بالهدوء من زحام التفكير, بالفعل هذا ما يحدث, ان دماغي هذه لا تكف عن التفكير وبالأخص عند النوم وبالأخص عند استعدادي لعمل ما في الصباح أنوي اليه , فأفكر فيه دوما ودوما, دوامة من التفكير تصارعني ولا أستطيع أن أوقف هذا التفكير.
بل ما أضحكني ليلة أمس أني وجدت نفسي عند محاولة النوم أفكر في شئ تافه لا يستدعي التفكير وهذا ما أدهشني, قد راقبت نفسي لحظتها فوجدت نفسي و أنا احاول التركيز في النوم أن دماغي تسحبني الى أية نقطة حتى ولو التفكير في صرصار رأبته يسير في الطريق, كيف له أن يسير في الطريق؟ ألم يكن خائفا منا نحن البشر ؟وهكذا , فوجئت بنفسي تفكر في مواضيع جمة ليس له علاقة ببعضها ومواضيع قديمة قد تذكرها عقلي الباطن و أحب أن يفكر بها هذا الوقت؟
حقا , انه لعذاب.😪😪
ولم أستطيع النوم والاسترخاء الا في الصباح الباكر.
هل أنا جننت؟ أم انه شئ عارض يحدث للكثيرين منا؟
قد بحثت عن أسباب الأرق فوجدتها تنطبق عليا , الضغط لعصبي والذي افكر فيه داخل عقلي الباطن بينما أبدو
أعيش في راحة البال لا يعتريني أية هم.
أعتذر للاطالة في هذه المقال ولكني كنت أبحث معكم عن سبب الأرق بصفة خاصة لي وبصفة عامة لعلي أفيد أحدكم وينجوا مما قد وقعت فيه.
اقرأ أيضًا
الكتابة قبل النوم عادة مسائية ستغير كافة حياتك