يحكي دكتور عبدالله محمد عزام قصة كافور الاخشيدي كما لم تعرفه من قبله حيث ذكر ما وضعه الناس في طي النسيان ووضح كل تفاصيل حياته
من هو كافور الاخشيدي
هو طفل اخذوه من الحبشة .. سلبوه رجولته .. وعرضوه في سوق النخاسة .. وكان يُعامل معاملة الدواب .. إلى ان اصبح حاكم مصر لمدة 23 سنة..
انه كافور الاخشيدي ‘ ابو المسك ‘ اعدل حكام مصر ، لما جلب الى مصر لسوق النخاسه قال له صديق ” اتمنى ان يشتريني طباخا فانعم في خير طعامه ” ؛ فرد كافور اما انا فاراني املك هذه الارض ” ،
حياته
اشتراه احد الادباء وعلمه القراءه والكتابه وكثيرا من العلوم ، ورغم انه كان قبيح الشكل ذميم المظهر مشقوق الشفاه ، مشقق القدم بطيء الحركه بسبب شقوقهما ، لما رآه حاكم مصر وقتها احبه ولمس قلبه ووجد عنده علما نافعا وذكاء حادا ( تدابير الله لا يوقفها احد ) ، فاخذه من صاحبه ووكله بتدريب ابناءه وتعليمهم والحقه بالجيش ، وجعله وصي على طفليه ولما مات الملك ، ورث هو الملك كوصي على الاطفال حتى يكبروا حكم مصر وتوسع الى الشام وكان اعدل حكام هذا الزمن ، اطلق المتنبي اشعارا في مدحه كقوله:
” حببتك قلبى قبل حبك مــن نأى *** وقد كان غدارا فكن أنت وافيا “
ولكنه قابلها بمنع المال من بيت المال للمتنبي لما رأى فيه من طول لسان وقلة حياء في الغزل وسليط التعابير التي يلقيها على الناس مقابل المال فهجاه المتنبي قائلا :
” لا تشتر العبد إلا والعصا معه .. إن العبيد لأنجاس مناكيد
وفاته
وظل يهجوه حتى مات كافور مقتولا بالسم ، وعند نقل جثمانه إلى القدس وجدوا مكتوبا على شاهد قبره ابيات كتبها المتنبي :
” ما بال قبرك يا كافور منفرداً
بصحصح الموت بعد العسكر اللجب؟
يدوس قبرك آحاد الرجال وقد
كانت أسود الثرى تخشاك في كثب “
وقد شوهت صورة هذا الملك العظيم بسبب ابيات المتنبي المتتاليه في هجاءه ، حتى ان بعض الأعمال السينمائية صورته بمغتصب الحُكم وأنه وحشا حاكما
رثاه المتنبي اخيرا بابيات وكانه كان يعتذر عن هجاءه
“أنظر إلى غير الأيام ما صنعت ..أفنت أناسا بها كانوا وما فنيت
دنياهم ضحكت أيام دولتهم .. حتى إذا فنيت ناحت لهم وبكت”
إقرأ أيضاً:
دكتور عبد الله محمد عزام يتحدث عن التنمر