كان يؤرقني عدم امتلاك مدفأة .. بقلم / عتاب المصري
وترعبني فكرة أن أتجمد وأموت من شدت البرد وأول مرة أدركت فيها ماذا يعني الموت من شدة البرد كان عمري أربعة عشر عام عندما قرات قصة بائعة الكبريت.
كان يؤرقني عدم امتلاك مدفأة
تدور أحداث القصة حول فتاة فقيرة جداً فقدت حذائها ونفذ منها عيدان الكبريت وهي تحاول تدفئة نفسها، فتجمدت حتى الموت
لذلك كنت أتخيل وأنا اقرأ كيف كان آلامها و بؤسها وحظها العاثر بعد ما نفذت منها عيدان الكبريت و هي بائعة الكبريت، وبعد انتهائي من القراءة تظل تلك التساؤلات تدور بعقلي؟؟؟؟
من قاتل بائعة الكبريت هل الفقر هو القاتل أم برد الشتاء القارس؟ و في الغالب كنت لا أجد جواب علي تلك التساؤلات
ولكن على كل حال هي مجرد قصة وبرغم ذلك كان ينتابني الحزن وأحيانا يؤدي إلى البكاء على تلك الفتاة الفقيرة وكنت أنهي حزني بحمد الله أنها مجرد قصة وليست حقيقية.
وظلت قصة بائعة الكبريت عالقة بذهني على مر السنين حتى كبرت وأدركت أن الواقع أشد ألمًا وقسوة بكثير.
من القصة وبعد ما كان يؤرقني أني لا أمتلك مدفأة بالبيت بات يؤلمني ويحزنني يؤرقني أنا لا أستطيع أن أفعل شيء
لاولئك البشر الذين شردوا في شتى البلاد بلا بيت ولا مأوي.
ولا يوجد لهم سقف و أربعة حيطان ولا ملابس ثقيلة يحتمي بهما من برد الشتاء حينها أدركت الجواب على ذاك السؤال الذي ظل عالق بذهني من قاتل بائعة الكبريت؟
قتلها وقتلهم قسوة و قهر وظلم البشر لبعضهما البعض.
لمثل هذا دمت عيني وتفطر قلبي على ضياع الإنسانية التي أصلها من الأثاث الإنسان ولكن للأسف الشديد تجرد منها الإنسان وتركها للدواب، و الأنعام بعد ما غفلت الضمائر التي باتت في حالة سبات وكأنها ماتت أو هاجرت إلى بلاد النسيان يعلم الله أني لما أتجرد من إنسانيتى و أني أتألم عندما أجد محتاج ولا أقدر على مساعدته.
وأبكي على ضعفي وقلة حيلتى وأنا أرى أولئك البشر المعذبون المشردون في الأرض بلا مأوى لنا ولكم الله.
ليس لنا أحدا سواه هو الرحمان الرحيم والمعين على عواصف الحياة لكم الله أيها الأبرياء وما لكم من دونه أحداً
وأنتم يا صغار يا من أنهككم الجوع والبرد وقتلتكم قسوة القلوب.
لا تقلقوا فالحياة تدور ويوماً ما ستتبدل الأرض غير الأرض ونقف كلنا أمام المنتقم الجبار
كان يؤرقني عدم امتلاك مدفأة بقلم / عتاب المصري
اقرأ أيضًا
4 تعليقات
روعة … سلمت أناملك
سلمكم الله من كل سوء
احسنت النشر انه موضوع مهم فعلا هناك الكثيرين من لا يملكون اقل مستويات العيش بينما البعض يتنعم بالاموال والارزاق ولا يلتفت الى اخوه الانسان
صدقتم القول تحياتي