ميل نحو الإنسانية وعطف على الإنسان .. نتناقص بالتدريج كلما ازدادت أعمارنا، يكبر الزمن وتصغر الحياة، مع أيُّ الاثنين نحن، هل نكبر أم نصغر ؟
إذا كنا نكبر لماذا لا نصبح أقوى، وإذا كنا نصغر لماذا ندرك الأمور المؤلمة بكل تفاصيلها !
ميل نحو الإنسانية وعطف على الإنسان
عندما تكبر الطيور تحلق في الفضاء، أما الأشجار فتعانق السماء، والورود تقبّل الندى كل صباح، أي شيء نملكه من هذا يستحق أن نكبر من أجله، لا شيء سوى الأحزان المكدّسة في كل محطة من محطات العمر!
يسلب الإنسان حق الإنسان حقداً وحسداً ووحشيّة، يبحث في جوف الأرض عن الأشياء التي تعكر صفوه، يترك حياته ليتطفل على حياة الآخرين، يفتش في كل مكان لعلّه يضر غيره ولو بشق تمرة..
يندثر الخير والفضيلة في مهب رياح الشر، وأي شر على هذه الأرض أعظم من كون الإنسان يبقى يترصد ويترقب خائفاً من إنسان آخر تجمعهما البيئة ذاتها !
لماذا على الإنسان أن يتجرد من أخلاقه، أن يغرز سكيناً في جسد الإنسان، أن ينهشه بمخالبه ويؤذيه بكل ما يملك وما لا يملك!
وكيف يصبح للإنسان مخالب كالوحوش، ليكسب بها كل هذه الآثام العظيمة !
أم هل يغفل الإنسان عن حقيقة الفناء، ويغفل بأن الشرور التي يحصل عليها بالمجان لها ثمن كبير جداً وهو أضعف وأفقر من القدرة على دفعه!
من الصعب على الإنسان أن يشاك بشوكة صغيرة، ألا يضيره أن يتسبب بالآلام التي تحطم إنساناً آخر..
خلق الله لكلٍ منّا حاسة الإحساس، وهي ما تميز الإنسان عن الحيوان، أمّا العقل وظيفته الإدراك، والإدراك بدون إحساس لا قيمة له، لذلك علينا دائماً وأبداً أن نراعي مشاعر الآخرين مراعاة مطلقة وأن تحترم أحساسيهم وظروفهم والمصاعب التي يمرون بها والتي يواجهونها، والحياة ليست دائماً وردية وربما ليست كذلك أبداً ولن تكون كذلك يوماً فالأجدر بنا أن نعي ونحتضن معاناة غيرنا من الناس والبشر الذين يمتلكون الأحاسيس ونسيطر على انفعالتنا حتى لا نجرح أحد ولا نؤذي أحد ولا نعتدي على أحد ولو بكلمة واحدة.
كان فضل الله علينا عظيماً، وكنّا جاحدين لهذا الفضل …. كان فضل الله علينا عظيماً، وكان بعضنا لبعضنا مكيداً.
إقرأ أيضًا
التكنولوجيا بين تطوير البشرية و تدمير الانسانية
1 comment
الإنسانية هي دين و عقيدة للبشرية جمعاء ، ومن لا يؤمن بالإنسانية فهو خارج عن الفطرة الأساسية التي يتحلى بها الإنسان ..
مقال قمة يستحق التقدير، واصل …