إليك أحداث فيلم أميرة حبي أنا بطولة سعاد حسني وحسين فهمي، هذا الفيلم الذي يجعلنا نتساءل هل المال يمنحنا السعادة؟ هل كلما زاد رصيدي من الأموال زاد حظي من السعادة؟ للأسف يظن البعض هذا، يظنون أن المال والسعادة وجهان لعملة واحدة رغم أن هذا الظن بعيد كل البعد عن الحقيقة.
إذًا إن كان المال لا يعني السعادة، ووجود السعادة ونيلها لا يرتبط بوجود المال فأيهما أهم هل السعادة أم المال؟
هل الحب ضروري للإنسان أم أنه في وجود المال لن يشعر بالحاجة إلى شيء آخر، حتى الحب؟!.
إن المال يا سادة لن يعطينا السعادة ولن يغنينا عن الحب، بل إن الإنسان يستطيع أن يعيش بالقليل من المال، القليل الذي يكفي ضروريات الحياة لكنه لن يستطيع أن يعيش بلا سعادة وبلا حب، فالسعادة والحب هما الصحة النفسية والعقلية، لهما دور بكون الإنسان متزنًا ومنفتحًا على الحياة ومقبلًا عليها بالأمل والتفاؤل والأحلام التي يثق أنه سيحققها.
أما المال فهو يوفر لنا الرفاهية لكنه لن يمنحنا السعادة ولا السلام النفسي الذي يمنحه لنا الحب الإنساني الشريف، لذا قال أحدهم: “أن المال لا يجعلنا سعداء؛ لكنه يجعلنا نعيش تعاستنا برفاهيه”.
وبالفعل كانت هذه حياة “عادل/ الفنان حسين فهمي” في فيلم “أميرة حبي أنا” فهو كان مجرد موظف صغير في شركة ولكنه ذا طموح عالي، وكان لصاحب الشركة ” شرارة بيه/الفنان الراحل عماد حمدي” ابنة وحيدة مدللة جدًا اسمها “أماني / الفنانة الراحلة سهير البابلي“.
أعجبت بهذا الفتى الوسيم الذي يعمل في شركة والدها وقرر والدها أن يزوجهما ولا بد لكي يكون زوج ابنته أن يحظى بمنصب أعلى بالشركة ومرتب أعلى وشقة فاخرة وسيارة ووجد عادل أحلامه كلها تتحقق دفعة واحدة.
بالطبع كان لا بد من اغتنام فرصة العمر فتزوج من أماني والتي علم بعد ذلك أن ما أخذه من مال ونصب وسيارة لن يساوي ما سيدفعه، إنه سيدفع شبابه وسعادته وضحكته بل حتى الابتسامة سينساها ويتحول إلى كائن لا يعرفه.
المال لا يجعلنا سعداء
كائن يسعى لإرضاء الفتاة المدللة التي بالطبع تحولت بعد الزواج إلى زوجة متسلطة ومسيطرة حتى على أنفاسه، إن أماني قد تكون تحبه لكن حبها حب تملك، حب من اشترى شيئًا بمال أبيه ويريد كامل التحكم على هذا الشيء، إنها بالفعل قد حولته لشيء، شيء هو لا يعرفه ولا يعرف ما هو، لكن كانت الأموال والثراء يمنحانه الرفاهية. فقرر أن يتعايش مع التعاسة لكي يبقى على ما اكتسبه من مال ومنصب وشقة وسيارة، فهو حتمًا لن يتنازل عن كل هذا لمجرد أنها متسلطة.
عودة الحياة والسعادة
وفي هذه الأثناء وبينما قرر عادل أن يتحمل أماني لأجل أموالها أو بالأحرى أموال أبيها ونفوذه، إذا بفتاة تدخل مكتبه الذي لا يدخله أحد، وتبث بمجرد دخولها الحياة والابتسامة في المكتب الذي قد كان أصبح مثل صاحبه ومثل كل شيء حول عادل “كئيبًا” ويؤخذ عادل بجمال “أميرة / الفنانة الراحلة سعاد حسني” وخفة روحها، وتطلب منه أن يشارك في رحلة موسم الربيع!.
بالطبع يرد عادل بأنه لا يذهب ويمنحها ثمن الاشتراك لتذهب، ويأتي يوم الرحلة وتغني أميرة وترقص وتنشر البهجة في كل مكان، ويأتي عادل ويراها وكأنها ساخرة تلمس كل شيء حولها فيصير بالألوان، كأنها هي الربيع ذاته، وتأتي أميرة لتشكره على حضوره وتسأل عن زوجته، ولكنه يتلعثم ويكون رده مقتضبًا ويوحي بالكثير.
يبتسم عادل لأول مرة منذ مدة طويلة ويعلم أن أميرة قد أنبتت الزهور بداخله، أو بالأحرى قد جعلت داخله يزهر ويعيش ربيعه، ويحاول عادل أن يبحث على كل فرصة تجعله يلتقي بأميرة، فكل يوم يقف بسيارته لينظر وقت خروج الموظفين من الشركة ويطلب منهم أن يقوم بإيصالهم لمنازلهم واحدًا واحدًا ويعتمد أن يجعل أميرة آخر واحدة ليناردو بدقائق معها.
الحب السري

فيلم أميرة حبي أنا
تمر الأيام ويحبان بعضهما، لكن يقرران أن يتزوجا سرًا، وتسافر أميرة وتترك أمها “قامت بدور الأم – الفنانة الراحلة كريمة مختار” وأخواتها الصغار، ويذهبان بعيدًا وبالفعل يتزوجان، ولقد اختارا السرية لأن عادل يرغب في أن يملك المال “أماني” والحب والسعادة “أميرة”.
لكن لماذا تقبل أميرة بهذا، لعل هذا ما لم يبرر تبريرًا كافيًا، وخاصة أن أميرة هي كبيرة أخواتها وتعتبر أنها المعيلة لهم، كما أنها تحب أمها وقريبة منها وهي من الطبقة الوسطى وتعرف ضرورة إشهار الزواج لكنها بدافع حب عادل تفعل له ما يريد وتزوجته سرًا.
وبعد العودة من شهر العسل السري يتقابلان سرًا، لكن أي سر فأماني لن تسمح لممتلكاتها أن تذهب لغيرها، لذا فهي تراقب تحركات عادل جيدًا، وبالطبع تذهب إليه مع أباها لتضبطه يخونها، وتدخل أماني ثائرة وتبحث في الشقة بجنون حتى تجد أميرة وتبدأ هي وأبيها شرارة بيه في إهانتها، فكيف لموظفة في شركتهم أن تتجرأ وتقرب من زوج ابنته.
يصمت عادل بينما أميرة زوجته تهان، فتصرخ به أميرة وتخبرهم أنها زوجته، وتوجه كلامها لأماني وأبيها أنها زوجة عادل ثم تخرج غاضبة، وتبدأ الحرب، لا بد من القضاء على أميرة وفصلها من العمل، ويبدأ شرارة في استخدام نفوذه والرشوة أيضًا لجعل زملاء أميرة يشهدون زورًا بأنها ليست مستقيمة وأنها هي من تلاعبت بزوج ابنته واستغلت كونها موظفة بالشركة لتفعل هذا.
النفوذ والرشوة
يزداد الوضع سوءًا أكثر فأكثر فنفوذ شرارة بيه وأمواله أقوى مما تظن، فلقد تحول الجميع إلى صفقة وبات المجتمع ينظر إليها على أنها فتاة لعوب، وأما أمها فهي غاضبة منها بالطبع وتخاف من المجتمع الذي لن يرحم ابنتها، وعادل مختفي هل قرر أن يضحي بأميرة لأجل أن يحافظ على مكاسبه ومنصبه، ربما لكن لا لقد ضحى عادل بالمال لينال السعادة والراحة مع زوجته الحقيقية أميرة، تلك التي تزوجها لأجل تكوين أسرة لا لكي يحصل على المكاسب والمناصب والسيارات.
اقرأ أيضًا:
الساحر بطولة محمود عبدالعزيز و منه شلبى
2 تعليقان
فيلم جميل، يكفي أغنية الدنيا ربيع التي لاتزال أيقونة بداية فصل الربيع والاحتفال بيوم شم النسيم.
ياااه الفيلم دا واحد من اجمل الافلام في السنيما المصرية وبيطرح موضوع مهم جدًأ وتساؤلات مهمة جدا عن اهمية الحب والفرق مابين الحب والمال والسعادة امور كتير جدًا طرحها وناقشها الفيلم الجميل دا وطبعا ماقدرش انكر ان من مميزات وجمال الفيلم اغنية الدنيا ربيع اللى بتتغنى في كل بيت مصري في شم النسيم