كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي .. هناك الكثير من الكتب نعرفها تتكلم عن التغيير وتعلمنا كيفية تغيير حياتنا للأفضل أو على الأقل تغييرها للشكل الذي نحن نريده، كتاب موضوع المقال تحدث عن نفس الموضوع ولكن بطريقه مغايره بعض الشيء، تكلم عن التغيير الذي يحدث في حياتنا والغير مرغوب فيه على الإطلاق.
ويعلمنا هذا الكتاب كيف نتعامل مع هذه التغييرات وأنا متأكد أن الكتاب بإذن الله سيفيدك جدا خصوصا إذا كانت حياتك تواجه العديد من التغييرات سواءًا في الوقت الحاضر أو فيما مضى من السنوات.
تعريف بـ كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي
هذا الكتاب للمؤلف سبنسر جونسون، والذي صدر عام 1998 ويعتبر كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي من أكثر الكتب التحفيزية عن طريق تجسيد فأران يبحثان عن الجبن والذي يعادل الطموح والسعادة والحب وغيره من باقي الأحلام التي نسعة لتحقيقها.
وجهة نظر
بالنسبه لي وفي رأيي المتواضع جدا هذا الكتاب عبارة عن كتيب وليس كتاب؛ لأنه صغير وعدد صفحاته تقريبا 100 صفحة والكتاب مكتوب بأسلوب الحكاية الرمزي، ولكن الموضوع الذي يحمله هذا الكتاب أو الكتيب من أكثر المواضيع ثقلا وتعقيدا وأهمية، حيث يصف التغييرات التي تطرأ على حياة الناس وعملهم ويصور أربعة من ردود أفعالهم المعتادة إتجاه هذا التغيير.
يقول كاتب كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي سبنسر جونسون أنه قد استوحى هذه القصة من كينيث بلانشرد، وقد ابتدأ سبنسر بداية الكتاب بعبارة مشوقة وهي ” قصة وراء القصة “.
مضمون الكتاب
كان هناك مجموعة من الطلاب درسوا مع بعض من قبل وقد اتفقوا على تنظيم حفل لم الشمل بعد مدة من الزمن أي بعد كل سنة أو سنتين، وفي هذا الحفل تجتمع هذه المجموعة وتتبادل اطراف الحديث عن مجريات الحياة ومتغيراتها ومستجداتها من وظائف وتحقيقات للنجاح وما الى ذلك من الظروف والتغييرات الكبيرة التي قد طرأت على كل فرد من المجموعة.
يقول سبنسر أن كل فرد من أفراد هذه المجموعة حينما كان يتحدث عن التغيير الذي حدث في حياته كان كثير التذمر ومقابل حصوله على ما كان يطمح اليه قد خسر الكثير في حياته أثناء سعيه وراء طموحه وتختلف هذه الخسارة باختلاف تاثيراتها النفسية ودرجاتها ودرجة استيعاب الطرف الآىخر لها، وكان هناك طالب من طلاب هذه المجموعة له حضور المستمع، وظل هذا الشخص جالسا صامتا مستمعا بتمعن للتذمر والشكاوي التي يسردها اصحابه، لما حان دور هذا الشخص كان له ردا مختلفا عن باقي اصدقائه.
كان رد هذا الشخص انا ايضا قد تعرضت لبعض التغييرات الكبيرة والغير مرغوب فيها في السنوات التي مضت واثناء مسيرتي في سعيي وراء ما اطمح اليه، ولكني قد سمعت قصة كان لها دور كبير في مساعدتي على تخطي هذه التغييرات الكثيرة والكبيرة، قصة ” من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي “، هذه القصة التي غيرت كل المنظورات الفكرية لدي جملة وتفصيلا، وأكمل قائلا دعوني اسرد عليكم هذه القصة فلعلها تكون سبب في تغيير وجهات نظركم وتستنتجون منها بعض العبر والتلميحات التي تكون بمثابة القائد الذي يحسن التعامل مع سفينته اثناء مفاجئة العواصف له،
هذه القصة عبارة عن أربع شخصيات خيالية ” فأرين ” و ” شخصين قزمين ” بحجم الفأرين، وتعيش هذه الشخصيات الخيالية في متاهة تتكون من محطات كبيرة تختلف عن بعضها البعض في كمية الزاد أو الأكل المتواجد بها والذي هو عبارة عن قطع من الجبن.
تقوم الشخصيات الأربعة كل يوم في زمن الصباح الباكر مع طلوع الشمس لترتدي عدة الجري ليمضوا في سباق وسط المتاهة بحثا عن المحطات التي تحتوي على قطع الجبن لكي يسدون حاجات يومهم وكان الجري ثنائي أي القزمين بع بعض والفأرين مع بعض، وبالطبع فيها من هذه المحطات الفارغة التي لا تحتوي على اي شيء من الزاد.
تعيش هذه الشخصيات على نفس الحال ولمدة طويلة من الزمن في سباق وعناء مع والوقت المحدود بحثا عن قطع الجبن من وقت طلوع الشمس حتى زمن المغيب، الى أن حدث العجيب وشاءت الاقدار مع هذه الشخصيات ان وجدو محطة كبيرة تحتوي على كميات ضخمة من قطع الجبن وهذا ما كانت هاته الشخصيات تسعى كل يوم للوصول والحصول على مثل هذه المحطة.
عاشت هذه الشخصيات الأربعة حياة الرفاهية والوفرة لدرجة انهم نسو عتاد الركض والسباق نحو المحطات للحصول على بعض من قطع الجبن واستمر الوضع معهم على هذا المنوال لفترات طويلة من الزمن، وفي يوم من الايام أحد هذه الشخصيات الأربعة حاول سحب قطعة من الجبن من جدار المحطة اكتشف ان قطع الجبن قد انتهت، وهنا كانت الفاجعة الكبرى بالنسبة لهم.
ردات الفعل التي أحدثت فرقا هائلا في هذه القصة
بعد وقوع هذه الفاجعة على قلوبهم وانتهاء زمن الوفرة التي اكتشفتها الشخصيات الأربعة ماكان للفأرين الا الانطلاق في الجري مباشرة في المتاهة بحثا عن قطع الجبن في محطات أخرى دون تفكير ولا تساؤل، على عكس الشخصين القزمين فقد كانت ردات فعلهم مختلفة بعض الشيء عن الفأرين وذلك لتميزهم بميزة العقل عن الفأران مما تشكلت عدة فرضيات حول اختفاء أو انتهاء قطع الجبن ومحاولة البحث عن حل لهذه الأزمة، تعددت الأسئلة والتحاليل والافكار بين هذين القزمين والتي هي نابعة من الطابع البشري.
ردة فعل ” عنيد ” والذي هو احد القزمين لم يتقبل الوضع ولم يستوعب فكرة زوال وانتهاء قطع الجبن ودخل في دوامة من التساؤلات عن كيفية انتهاء الجبن ولماذا، وكان نفس الوضع الذي يعشه ” فاهم ” يؤيد صديقه ” عنيد ” في بادئ الأمر وجلس القزمين على هذا الحال لمدة ايام متتالية وهم في محاولة حل لغز انتهاء الجبن وحتى لا يضطرون الى العودة لحياتهم السابقة القائمة على السباق طول اليوم بحثا عن محطات الجبن، كان ” فاهم ” كلما حاول أن يتماشى مع الوضع ويتقبل الحقيقة ويسعى في البحث عن قطع الجبن يسحبه عنيد الى دوامة الرفض والتساؤل مرة اخرى، بقي القزمين على هذا الحال على امل أن يصحون صباحا ويجدون قطع الجبن قد عادت من جديد الى أن بدأت طاقتهم تنفذ وتنهار من الجوع لدرجة أنه من الممكن أن لا تكون لديهم الطاقة الكافية للعودة الى المتاهة ودخول السباق بحثا عن محطات.
استوعب فاهم حقيقة الواقع الذي يعيشه وحقيقة فقدانه لطاقته وانهياره فحدث صديقه قائلا أنه لا يمكن ان يظل على هذا الحال وأنه مضطر لارتداء عتاد الركض والعودة مرة أخرى الى المتاهة، فرد عنيد عليه يقول أنت حر في أمرك وقرارك ولكن انا لا زلت مؤمنا أني في يوم ما قريب سأجد الجبن قد عاد من جديد، حينها فاهم استوعب ان صديقه لن يستوعب فكرة هذا التغيير ومهما حاول معه فلن يستطيع ان يقنعه، فقال لصديقه بنبرة من الحزن تحمل بعض من التشجيع والتحفيز سأخرج الآن واسبقك باحثا عن الزاد وفي كل محطة أصل اليها سأكتب لك تجربتي في هذه المحطة وبعض الصعوبات والعقبات التي واجهتني على امل أنك في يوم من الأيام تخرج باحثا عن قطع الجبن، وعند وصولك لكل محطة تقرأ كتاباتي هذه على جدران المحطات لعلها تساعدك على الوصول بشكل أسهل الى المحطة التالية، وهنا كانت نهاية القصة ومصير كل الشخصيات بقي مجهول الى اليوم … ما مصير عنيد ؟ هل لحق فاهم بالمحطات ليسد جوعه ويترجع طاقته ؟ وما مصير الفأران اللذان انطلقا في رحلة بحثهم داخل المتاهة بمجرد انتهاء الجبن الوفير ؟
يقول الكاتب سبنسر في فرضياته يمكن أن يكون عنيد قد مات جوعا واستنفذ طاقته، كما يمكن لفاهم انه استطاع ان يلحق وقته وينقذ نفسه، ومصير الفأران لعلهما وجدا محطة مليئة بالجبن واكثر حتى من المحطة الاولى.
العبرة من القصة
ما حصل مع الشخصيات الخيالية الاربعة وسباقهم للعيش وتوفير حاجياتهم ضمن وقتهم المحدود اعكسه على واقعك ولكل منا غايته ومقصده مثل ما كانت الشخصييات الأربعة غايتها الجبن، وفي متاهة الحياة التي نعيشها وسباقنا مع الوقت والعمر كلنا لديه ذلك الشيء الذي نتمنى أن لا يزول، سواء شخص نحبه او وظيفة أو علاقة او أي شيء كان.
فكرة الكاتب هي دوام الحال على نفس الحال من المحال، ويمكن ان تنتهي اي علاقة تعيشها أنت سواء بموت لا قدر الله أو انفصال مفاجئ وبدون أي سبب، يمكن ان تخسر وظيفتك او ثروتك أو أي وضع تعيشه سواءا كان الوضع ممتاز ويعجبك أو وضعك غارق بالمستنقع، التغيير حاصل لا محالة ولا مهرب منه، مثلما حصل مع الشخصيات الأربعة الذين عاشو مدة زمنية طويلة في سباق ثم فترة رخاء والأكل الوفير وبعدها فجأة انتهى كل شيء وزال، ولا وجود للاستمرارية في هذه الحياة والشيء الوحيد الذي هو في استمرارية دائمة هو التغيير.
العبرة هنا تكمن في ردات الفعل التي صدرت من الشخصيات الأربعة ونستنتج منها 3 انواع من رداة الفعل للأشخاص
-
النوع الأول
يوجد أشخاص بيننا لديهم ردة فعل اتجاه اللتغيير المفاجئ مثل ردة فعل الفأرين لحظة اكتشافهم لانتهاء الجبن وانطلقوا في البحث مباشرة، وهؤلاء الاشخاص هم اقل الأشخاص عرضة للاكتئاب والاضطرابات النفسية وهم الكثثر نجاحا في حياتهم.
-
النوع الثاني
وهم الاشخاص الذين يتداركون الوضع ولكن بشكل متأخر والخروج من دوامة التساؤل الى البحث عن اماكن افضل مثل شخصية فاهم وهذا النوع جيد مثل ما يقول المثل ” أن تصل متأخرا خير لك من أن لا تصل أبدا “، واكثر عبارة أعجبتني هي العبارة التي كتبها فاهم في الجدار المقابل لمجلس عنيد هي ان لم تتغير تهلك.
-
النوع الثالث
وهناك الذي لا يتقبل فكرة التغيير التي حصلت في حياته ابدا ويبقى في عجلة الهامسترز بين التساؤل والحيرة واللوم ومحاولة البحث عن حلول لهذا التغيير دون ان يحرك ساكنا مثل عنيد وهناك الكثير من الشخصيات في حياتنا مثله، لا له القدرة على استيعاب التغيير ومنطقه ولا له القدرة على ان يتدارك الوضع ويتماشى مع سنة الحياة.
المغزى من القصة وكيف نتعامل مع التغيير المفاجئ
المغزى من ذكر سبنسر جونسون لهذه القصة هو أنه التغيير حدثث واجب وحق على كل كائن حي متواجد في هذا الكون، وكل شيء في هذه الحياة يتغير شئت ام أبيت وسواءا كان بشكل مفاجئ أو بشكل متعمد،السؤال المهم كيف مع هذه التغييرات التي تصادفنا ؟
لمجابهة ظروف التغيير الغير المرغوب فيها من الحياة يجب التسلح بالتغيير المرغوب فيه من انفسنا من خلال قناعتنا ومدركاتنا الشخصية، تغيير على الصعيد الفردي الذي يجب ان يحدث ويجب أن نغير من عقلياتنا ونطور منظوراتنا الفكرية ونشبع قناعاتنا ونتقبل فكرة أنه في يوم ما وفي أي لحظة يمكن أن تتغير العديد من الاشياء حولنا سواءا كان مادية او معنوية سواءا من النحو الجيد الى السيء او العكس، نتقبلها حتى قبل أن تحدث هذه التغييرات.
يجب ان نكتسب عقلية المرونة أو نتعلم نكون مرنين ونتماشى مع كل الأوضاع الجيدة والسيئة وتوجد مقولة تقول أن بعض الأشخاص بمجرد ما يطرأ عليهم تغيير ذو أثر قوي جدا تجدهم ينهارون بعض الشيء بقدر هذا التغيير ثم يعودون الى طبيعتهم بعد تقبلهم لما حصل،، وتوجد أشخاص بسبب عدم تقبلهم لهذا الوضع تجدهم يبقون يعيشون في طيلة حياتهم في منحنى الانهيار، مثل شركة نوكيا، وشركة كوداك وشركات اخرى عظيمة رفضت التغيير الذي يحصل مع الوقت والسباق وتمسكت بمعتقداتها ولكنها في نهاية المطاف انهارت.
حاول ان تتغير وحاول ان تكون مرن وكن انسان مشبع بالقناعات والادراك الكامل لمجريات الحياة وتغييراتها وان تصل متأخرا خير لك من أن لا تصل أبدا وقد ذكرنا ذلك في شرحنا لكتاب العادات السبع ان الانسان المميز دائما ما يكون مبادرا في التغيير.
اقرأ ايضا
قصة يوسف ذي يزن مفخرة اليمن وصاحب النبوءة الصادمة
2 تعليقان
شكرا لطرح الجميل
لكن عن نفسي احبب طريقة كاتب في توصيل النظرة والتوجه الفكري في هذا الكتاب
علينا فقط ادراك التغير الذي طرئ علينا ومواكبته وعدم القاء اللوم على الظروف الخارجية ولعب دور انا لضحية هنا بالعكس يجب مواكبة التيار والسعي دون توقف
حقيقة أم اقرأ هذا الكتاب، لكن مقالك منحني الكثير، بل لقد جعلني أرغب في قراءة هذا الكتاب وأشعر لأهميته البالغة، بالفعل كنت بد قرأت العديد من الكتب التي تتحدث عن كيفية التعامل بإحترافية وذكاء مع التغييرات التي تفرض علينا فرضا، و نجبر على التعايش معها…. شكرا لك على ملخص الرائع وطرحك الرائع هذا….. دوام التوفيق